8 لفتات للاهتمام بأصدقائنا

الاهتمام بالأصدقاء
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

رابط الصداقة لا يُبنى على المشاعر المتبادلة فقط، فحتى يدوم ويزدهر يجب أن نهتم بهذا الرابط. سنقدم إليك ثماني لفتات تساعدك على الاهتمام بالأصدقاء وهذه اللفتات البسيطة سوف تترك تأثيرات عميقة لا ينبغي إغفالها.

الصداقة دعامة من دعائم الوفاء، ويرى علم النفس الإيجابي أنها عامل أساسي لتحقيق حياة متوازنة ومرضية. إن الصداقات هي غالباً تلك التي تتجاوز الصعوبات، وحتى أن بعض الصعوبات توطد الصداقة؛ كتلك التي جمعت بين “مارسيلين لوريدان إيفانز” و”سيمون فيل” اللذين نشأت صداقتهما في معسكر “أوشفيتز” (Auschwitz) للاعتقال.

لكن كأي علاقة حب؛ تحتاج علاقة الصداقة إلى العناية بها، ببساطة لأنه لتنمية وتوطيد هذه المشاعر يجب أن يتيقّن كل طرف من أطراف العلاقة أنه “غالٍ” على الآخر. سنلقي نظرةً عامةً على لفتات الاهتمام الفعالة بين الأصدقاء.

الاستفادة من القرب

قد تنجح الصداقة عن بعد لكنها لا تدوم؛ إذ تتوطد الروابط بين الأصدقاء من خلال حضورهم وقربهم المادي. إن التزامنا بالالتقاء دورياً يحافظ على رابطة الصداقة بيننا ويرسل إلى صديقنا رسالةً غير مباشرة مفادها أنه غالٍ علينا. ينصحنا الطبيب النفسي والمؤلف المشارك لكتاب “كيف تكوّن صداقات حقيقية؟” (?How to have real friends) “ستيفان كليرجيه”، بقضاء أكبر وقت ممكن مع أصدقائنا بقوله: “دعونا نفعل ذلك كما يفعله الأطفال الذين يحبون أن يكونوا مع أصدقائهم”.

لكننا نعتمد في معظم الأحيان على التكنولوجيا والرسائل النصية والهاتف وشبكات التواصل الاجتماعية، وهذا غير كافٍ ما لم تفصلنا محيطات عن بعضنا بالطبع. دعونا نبادر بلفتات عفوية أيضاً، فكم يبعث قول “أريد أن أراك” رسالةً جميلةً مؤثرةً. ومن يستطيع مقاومتها؟ دعونا نرتب لقاءً فردياً مع صديقنا كل أسبوع ساعةً أو نمضي بعد ظهيرة معه.

امنحهم أو أعد منحهم الأولوية

تتوافق هذه اللفتة جيداً مع القرب. كم مرةً فكرنا بأصدقائنا لكننا كبتنا رغبتنا في الاتصال بهم أو الاجتماع معهم لأننا نرزح تحت عبء تنفيذ الكثير من الأشياء الأهم والأكثر “إلحاحاً”؟ إذا اتصل بنا صديق دعنا لا نضعه على “قائمة الانتظار”؛ بل لنجعله أولويةً ونتذكره بسرعة، ونكثر اللقاء به كلما كان ذلك ممكناً. لمَ لا تجعل الاتصال بصديق لك كل يوم هدفاً يبهجك؟

أصغِ إليهم

يبدو الإصغاء للصديق بالأذنين والقلب لفتةً تلقائيةً في الصداقة لكنه ليس دائماً بهذه السهولة، فالإصغاء الحقيقي يتطلب منك أن تتحلى بالانفتاح وتولِي الاهتمام وألا تصدر الأحكام.

لتتيح لصديقك أن يزيح عن كاهله ما يثقله باطمئنان (فالصداقة ملاذ آمن)؛ خصص له وقتاً وأحياناً اختر المكان المناسب، وذلك من أكثر لفتات الاهتمام التي تبين للآخر أنك تتقبل كلماته وتحترمها.

السماح للصديق أن يرد لنا الجميل

إن الصداقة التزام، فهي تعني تواجدك إلى جانب صديقك تواجداً فعلياً لتساعده. لكن لا تتردد أيضاً في التماس مساعدته، لأن رابطة الصداقة تقوم على التبادلية والمعاملة بالمثل والمساواة. فعندما لا تلتمس مساعدة صديقك أبداً تفرض عليه التزاماً وتثقل عاتقه بدَين عاطفي؛ وهذا ما يؤكده “ستيفان كليرجيه” بقوله: “لا نجرؤ على طلب المساعدة من أصدقائنا في كثير من الأحيان لكن هذا أمر خاطئ”.

قدم لهم الهدايا

زيّن ارتباطك بصديقك بتقديم هدايا صغيرة (أو كبيرة) له؛ لكن احرص على عدم إرباكه بنحو قد يشعره بأن ما فعلته هو انتزاع للسُّلطة.

تروي “رنا”: “أهدتني لمى حقيبةً فاخرةً مرةً وأرفقتها بهذه الجملة: “إذا لم تقتنِ حقيبةً من العلامة التجارية الفلانية قبل بلوغك عامك الأربعين فقد أهدرت حياتك”. كانت تنوي إضحاكي لكنها جرحتني، فأعدت الحقيبة إليها، ولم تفهم سبب تصرفي حتى الآن”.

يمكن تقديم العديد من الهدايا البسيطة التي تبعث البهجة كعلبة شاي أو زوج من الجوارب اللامعة. ينصحنا “ستيفان كليرجيه”: “انظر إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أو 8 سنوات. إنهم يعيرون ألعابهم لأصدقائهم ويتبادلون أغراضهم ويمنحونها دون تردد. لنكن بهذه البساطة من جديد، ولتكن علاقاتنا بأصدقائنا علاقات صداقة نقية كما كانت عندما كنا أطفالاً”.

اصنع الذكريات السعيدة

الذكريات المبهجة تغذي الصداقة ونسعد عندما نتذكرها معاً. تغذيها أمور كملء ألبوم بصورنا، تناول الوجبات، ركوب الدراجات في عطلة نهاية الأسبوع، قضاء إجازات على شاطئ البحر، أمسيات تناول وجبات خفيفة معاً والعديد من الأوقات الممتعة التي تتيح لنا لقاء أصدقاء أصدقائنا وتخلد المحطات الرئيسية في حياتنا معاً.

تقبّل النقد

إن محبتنا لبعضنا في الصداقة تقتضي أن نخبر بعضنا عندما نجد أن الأمور لا تسير على ما يرام. توقف عن المجادلة؛ لكن إفضاء ما بداخلك أمر ضروري، فإن أسوأ عدو للصداقة هو الكتمان.

يقول “ستيفان كليرجيه”: “نحن ننمو ونتغير مع مرور الوقت، وكذلك الصداقة. لذا فإن الاطمئنان على أصدقائنا عند الحاجة يبقي العلاقة حيّةً”. دعنا أيضاً نتقبل النقد: تساعدنا الصداقة على التقدم، فمن أقدر من صديقنا على جعلنا نتحرك، وإخبارنا عندما نحيد عن مبادئنا أو نضل الطريق؟

عبّر عن امتنانك لهم

إن الصداقة ثمينة. وتوجز “لميس” ذلك بقولها: “ليست الصداقة واجباً، وليست عقداً مبرمَاً؛ بل هي تُبنى على الثقة. بالنسبة لي فصديقتي كنز ثمين أحب الاحتفاء به، فأرسل إلى صديقتي “لورا” بين الحين والآخر هديةً رمزيةً بسيطةً تعبر عن صداقتنا لمجرد أن أشكرها على وجودها بجانبي”.

المحتوى محمي !!