الطلاق الصامت: غريبان تحت سقف واحد

الطلاق الصامت
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يستمران في العيش معاً ويقدمان نفسيهما كزوجين في الحياة الاجتماعية على الرغم من أنه لم يَعُد للحب مكان بينهما، وعلاقتهما بحكم المنتهية. وفقاً للمختصة النفسية الأميركية باربارا غريينبيرغ (Barbara Greenberg) فإن لظاهرة “الطلاق الصامت” 4 علامات لا لَبس فيها، وتقول: “يمكن تشبيه الزوجين في هذه الحالة بالخطين المتوازيين، فهما يعيشان معاً ولكن لكل منهما حياته المنفصلة عن الآخر”. لكن ما الذي يبقيهما معاً؟ الأسباب كثيرة ومتنوعة جداً لكن الحب والرغبة في إصلاح العلاقة ليسا من ضمنها.

يستمران في العيش معاً ويقدمان نفسيهما كزوجين في الحياة الاجتماعية على الرغم من أنه لم يَعُد للحب مكان بينهما وعلاقتهما بحكم المنتهية، تُسمى هذه الحالة “الطلاق الصامت” (invisible divorce)، ووفقاً لطبيبة نفسية أميركية فإن لها 4 علامات لا لَبس فيها.

الخلافات ظاهرة طبيعية في الحياة الزوجية، وفي حين أنها قد تؤدي إلى الطلاق أحياناً، فإن أزواجاً كُثُر يحافظون على الزواج ويستمرون في العيش معاً؛ ولكن ذلك لا يكون دائماً بدافع الحب والرغبة في إصلاح العلاقة! توضح أستاذة علم النفس باربارا غرينبيرغ (Barbara Greenberg) في مقالها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today)، هذه الظاهرة الجديدة التي لاحظتها خلال عملها بالعلاج النفسي ألا وهي “الطلاق الصامت”. تبدو حياة بعض الأزواج على أحسن ما يُرام ظاهرياً، فهم سعداء على وسائل التواصل الاجتماعي، وصورهم من رحلتهم السياحية شاعرية للغاية؛ ولكن خلف هذا المظهر الاجتماعي يختفي واقع أقل إشراقاً بكثير فهؤلاء الأزواج ليسوا أكثر من شركاء تجمعهم علاقة أشبه بعمل تجاري. ولكن ما الذي يبقيهم معاً؟ نتعرف إلى تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع من خلال السطور التالية.

العلامات الأربع للطلاق الصامت

نعرف جميعاً الزوجين اللذين تبدو حياتهما على أفضل ما يُرام وزواجهما من أنجح ما يكون، إلى درجة أنهما يثيران الحسد في نفس المحيطين، ثم نتفاجأ بعد بضع سنوات عندما يتناهى إلى مسامعنا خبر انفصالهما. ربما يكون الطلاق الصامت الوصف الأفضل لحالة انقطاع المودة التي سبقت انفصال هذين الزوجين، فقد كان كل منهما يعيش “بمفرده” ولكن تحت السقف ذاته، ووجودهما معاً لم يكن أكثر من مجرد واجهة اجتماعية. تمكّنتْ أستاذة علم النفس باربارا غريينبيرغ من تحديد ما تظن أنها علامات الطلاق الصامت بين الزوجين وهي كما يلي:

  • تصبح الحياة الزوجية أشبه بعمل تجاري ويتمحور الاهتمام حول الأطفال والأمور المالية فقط.
  • يغيب الارتباط العاطفي والجسدي بين الزوجين.
  • يشعر أحد الزوجين على الأقل بأن الآخر لا يلبي احتياجاته.
  • قد يحاول أحد الزوجين أو كلاهما تعويض الحرمان العاطفي أو الجسدي خارج نطاق الزوجية.

وتوضح عالمة النفس قائلةً: “يمكن تشبيه الزوجين في هذه الحالة بالخطين المتوازيين، فهما يعيشان معاً ولكن لكل منهما حياته المنفصلة عن الآخر”. لكن السؤال هو لمَ لا ينفصلان نهائياً؟ وفقاً لغرينبيرغ، فإن الأسباب متنوعة وكثيرة جداً فقد يخشى بعض الأزواج العواقب المالية للانفصال، في حين يواصل آخرون العيش معاً حرصاً على “مصلحة الأبناء”، وفي حالات أخرى قد لا يكون الزوجان مستعدَّين للانفصال النهائي على الرغم من الشقاء الذي تسببه لهما هذه العلاقة.

الطلاق الصامت: علاقة سامة ومحبطة

تقول المختصة النفسية: “هذه الزيجات مرهِقة ومحبطة عاطفياً”. وتضيف إن استمرار المرء في هذه العلاقة مهما كانت أسبابه وجيهة سيعرض صحته وعافيته النفسية للخطر، وذلك بسبب كمية الإحباطات وخيبات الأمل التي تملأ حياته اليومية، ولا سيما شعوره الدائم بانعدام التواصل بينه وبين شريك حياته. وإذا تعرفت إلى نفسك في العلامات المذكورة أعلاه فإن المختصة تنصحك بالتحلي بالشجاعة لمواجهة الموقف، وتقول: “حاول تجديد الحوار مع زوجك واستعادة التواصل الصحي والمتناغم بينكما، أطلعه على ما يُقلقك وعلى توقعاتك منه، وكُن صريحاً قدر الإمكان. ومع ذلك، فإذا بدا الحوار مستحيلاً أو أدى إلى طريق مسدودة وأصبح جلياً أنه لم يَعُد للمشاعر وجود بينكما فإنه من الأفضل أن تنفصلا، لأن الطلاق الصامت يسمم حياة كِلا الطرفين”.

المحتوى محمي !!