كل ما تريد معرفته عن الفوائد النفسية الثمينة لعشبة الأشواغندا

الأشواغندا
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي السعودي ما بين المؤيدين والمشككين في قدرات مكمل غذائي مستخلَص من عشبة الأشواغندا على تخفيف التوتر والإجهاد وما يرتبط بهما من اضطرابات، فما مدى صحة هذه الادّعاءات؟

إذا كان إجهاد العمل أو ضجيج الأطفال المتواصل ومسؤولياتهم يسببون لك الإرهاق والتوتر، وربما اضطرابات النوم، فمن المحتمل أن أحدهم قدّم لك نصيحة من الطب البديل حول القدرات العجيبة لعشبة الأشواغندا وفوائدها النفسية.

ومع ذلك، قد يمنعك التردد والشك في طب الأعشاب من استخدامها؛ بل وحتى التحقق من مصداقية ما قيل لك عنها، لذا دعنا نتولى المهمة عنك في هذا المقال، ونخبرك عن الفوائد النفسية لعشبة الأشواغندا.

ما هي الأشواغندا؟

الأشواغندا، أو الجنسنغ الهندي أو الكرز الشتوي، تتعدد التسميات التي تصف نباتاً واحداً يُعرف بـ (Withania somnifera)، وهو شجيرة صغيرة موطنها الأصلي الهند وجنوب شرق آسيا، وتنتمي إلى الفصيلة الباذنجانية.

تنمو شجيرات الأشواغندا إلى ارتفاع يتراوح بين 90 و180 سم، وتحمل أزهاراً صفراء وثماراً حمراء زاهية؛ ولكن قيمتها ليست في ثمارها؛ وإنما تتركز المكونات الطبية في الأوراق والجذر.

الأشواغندا
shutterstock.com/thala bhula

في اللغة السنسكريتية، يعني لفظ الأشواغندا “رائحة الحصان” في إشارة إلى قوة رائحة العشبة وقدرتها على زيادة القوة.، فهي جزء من فئة من النباتات تسمَّى “أدابتوجين” (Adaptogens) المعروفة بفوائدها الصحية عند تناولها مثل الشاي والمساحيق والمكملات، أو في أشكالها الخام.

حيث استُخدمت العشبة منذ آلاف السنين كواحدة من أهم أعشاب الأيورفيدا؛ وهي أحد أشكال الطب البديل الذي يعتمد على المبادئ الهندية للعلاج الطبيعي.

الفوائد النفسية للأشواغندا

أكد بعض الناشطين على تويتر النتائج الفعالة للأشواغندا في تقليل التوتر وتحسين نوعية النوم، بعد استخدام مكمل الأشوغندا لمدة شهر تقريباً. ومن أهم هذه الفوائد النفسية المدعومة علمياً للأشواغندا:

1. تقليل التوتر والقلق

صُنّفت عشبة الأشواغندا على أنها من فئة “أدابتوجين” (Adaptogen) التي تضم موادَ تساعد الجسم على التعامل مع الإجهاد، وتعيد الاستقرار لعملياته الفيزيولوجية؛ حيث أفادت الدراسة المنشورة في دورية “الفضوليّ” (The Cureus Journal) إلى أن الأشواغندا تساعد على تقليل التوتر من خلال:

  • التحكم في مسببات الإجهاد في الجسم؛ بما في ذلك:
    • بروتينات الصدمة الحرارية (Hsp70).
    • الكورتيزول.
    • البروتين كيناز المنشط بالإجهاد.
  • تقليل نشاط المحور الوطائي- النخامي- الكظري (HPA)؛ وهو النظام الذي ينظم الاستجابة للتوتر في الجسم.

اقرأ أيضاً: ما الأطعمة التي تحارب الخوف والقلق؟

2. علاج الاضطرابات العصبية والنفسية

يرتبط الإجهاد والتوتر بارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول كجزء من استجابة الكر أو الفر (Fight or Flight Response) التي يستجيب بها الجسم للخطر والإجهاد الخارجي. وبمرور الوقت، يسبب التوتر المزمن مشاكل واضطرابات في الجهاز العصبي.

ويمكن لعشبة الأشواغندا أن تقلل مستويات الكورتيزول في الجسم، وتمنع نشاط الجهاز العصبي المرتبط بحالات واضطرابات مثل:

  • الاكتئاب: في الدراسة التي نُشرت في دورية “جديد الطب النفسي السريري” (Annals of Clinical Psychiatry)، تراجعت أعراض الاكتئاب لدى تناول المشاركين 1,000 ميللغرام من مستخلص الأشواغندا يومياً ولمدة 12 أسبوعاً، مقارنة بمن تناول دواءً وهمياً.
  • الفصام: في إحدى الدراسات المنشورة في دورية “الطب النفسي السريري” (Journal of Clinical Psychiatry)، شهد المشاركون بالدراسة والمصابون بالفصام تحسناً ملحوظاً، وتراجعت حدة الأعراض لديهم بعد تناول الأشواغندا.
  • ثنائي القطب: ساعد تناول المصابين باضطراب ثنائي القطب والمشاركين في الدراسة المنشورة في دورية “الطب النفسي السريري”، لمكمل الأشواغندا على تحسين الضعف الإدراكي لديهم.

اقرأ أيضاً: ما لا تعرفه عن مقاومة الاكتئاب بالغذاء الصحي

3. تحسين وظائف المخ

يمكن للأشواغندا أن تحسن الأداء المعرفي وتقلل خطر التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والمرض؛ وذلك وفقاً للمراجعة المنشورة في مجلة “المكملات الغذائية” (Journal of Dietary Supplements). أظهرت الدراسة تحسناً كبيراً لدى الأفراد الذين تناولوا 600 ميلليغرام من الأشواغندا لمدة 8 أسابيع، مقارنة بمن تناول الدواء الوهمي من حيث:

  • الذاكرة الفورية.
  • الانتباه.
  • سرعة معالجة المعلومات.

4. تحسين جودة النوم

من أكثر الفوائد النفسية للأشواغندا التي شكر بها المستخدمون، هي المساعدة على تحسين جودة النوم؛ حيث أشارت الدراسة المنشورة في دورية “الفضوليّ” (The Cureus Journal) إلى أن تناو المشاركين لـ 600 ميلليغرام من جذر الأشواغندا يومياً ولمدة 12 أسبوعاً، حسن جودة النوم واليقظة عند استيقاظهم، مقارنة بمن تناول دواءً وهمياً.

اقرأ أيضاً: كيف تؤثر نوعية طعامنا في جودة نومنا؟

الأعراض الجانبية لعشبة الأشواغندا

في المقابل لما يُذاع من فوائد صحية ونفسية لعشبة الأشواغندا، ثمة بعض المخاوف والادعاءات حول تسبُّبها بتبلد المشاعر أو الشعور بالفراغ. عموماً، تشير الأدلة العلمية إلى أن تناول الأشواغندا قد يترافق مع بعض الآثار الجانبية أو المخاطر؛ ومنها:

  • مضاعفات خطِرة لمرضى سرطان البروستات: لأنها يمكن أن ترفع مستويات هرمون التستوستيرون.
  • مشاكل الجهاز الهضمي: يمكن أن تسبب الأشواغندا اضطرابات المعدة، والإسهال، والغثيان.
  • النعاس: قد تسبب النعاس أو الخدَر لدى بعض الناس.
  • انخفاض ضغط الدم: من الممكن أن تتسبب الأشواغندا بانخفاض ضغط الدم لدى بعض الناس مؤديةً إلى الدوخة والدُّوار.
  • ردود الفعل التحسسية: قد تكون لدى بعض الناس حساسية من الأشواغندا، فيعانون من أعراض مثل الحكة والطفح الجلدي وصعوبة التنفس.
  • التداخل مع الأدوية: يمكن للأشواغندا أن تتفاعل مع بعض الأدوية؛ بما في ذلك المهدئات، والعلاجات بهرمون الغدة الدرقية، ومثبطات المناعة.
  • مخاطر الإجهاض: لا يُسمح للنساء الحوامل بتناول الأشواغندا، لأنها قد تزيد من خطر الإجهاض.

اقرأ أيضاً: تعرف على أفضل الأغذية للعناية بأمعائك

بشكل عام، يبدو أن الأشواغندا علاج طبيعي فعال للتوتر والقلق والاكتئاب والوظيفة المعرفية. ومع ذلك، من المهم التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك قبل تناول أي مكملات جديدة.

المحتوى محمي !!