هذا ما يفعله القلق والتوتر بصحة عينيك

4 دقيقة
صحة العين
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

العين والبشرة والشعر؛ ثالوث يُظهر كثيراً ما يحدث داخل أجسامنا، سواء كان ذلك مرتبطاً بصحتنا النفسية أو الجسدية. على سبيل المثال؛ قد يكون تساقط الشعر ناتجاً عن القلق في بعض الأحيان، بنفس الطريقة التي تتجسد فيها الأنيميا وتسبب شحوب لون الجلد والجفون، واليرقان -مرض يصيب الكبد- في تحوّل ملتحمة العين للون الأصفر.

وفي حين تكون أعراض القلق الجسدية المرتبطة بتسارع ضربات القلب والتعرّق وضيق التنفس واضحةً؛ تظل بعض الأعراض أقل وضوحاً لكنها حتماً شديدة الأهمية للصحة العامة. من هذه الأعراض تأثير القلق على صحة العين، ومن المثير للاهتمام أن القلق لا يكون دائماً هو المتسبب في تدهور صحة العين؛ بل قد تؤثر بعض أمراض العين في زيادة القلق أيضاً.

ما أعراض القلق الجسدية؟

في البداية تجب الإشارة إلى أعراض القلق الجسدية؛ والتي وفقاً لموقع الخدمات الصحية الوطنية البريطاني (NHS) تشمل:

  • الدوخة.
  • التعب.
  • ضربات القلب القوية والسريعة أو غير المنتظمة.
  • آلام العضلات.
  • الرجفة.
  • جفاف الفم.
  • التعرق المفرط.
  • ضيق التنفس.
  • ألم المعدة.
  • صداع الرأس.
  • الأرق.

كما تتعدد اضطرابات القلق، فوفقاً لموقع مايو كلينيك (Mayo Clinic) تشمل أنواع القلق:

  1. اضطراب القلق الشديد أو الذعر الناجم مباشرة عن مشكلة صحية جسدية.
  2. اضطراب القلق المعمم والذي يشمل القلق المستمر والمفرط بشأن الأنشطة أو الأحداث، وحتى المشكلات العادية.
  3. نوبات الهلع المتكررة الناتجة من الشعور المفاجئ بالقلق والخوف الشديد والتي تصل ذروتها في غضون دقائق؛ مثل الشعور بالموت الوشيك أو ضيق التنفس أو ألم الصدر أو خفقان القلب.

اقرأ أيضاً:

كيف تؤثر الضغوط النفسية في صحة العين؟

يشير طبيب العيون، راسل لازاروس (Russel Lazarus) في مقاله إلى احتمالية تأثير الضغط النفسي في صحة العين؛ حيث يمكن أن يؤدي إلى تشوهات بصرية ويعرِّض الشخص لخطر الإصابة بأمراض العين التي تهدد الرؤية.

يحدث ذلك نتيجة إفراز الجسم لهرمونيّ الأدرينالين والكورتيزول في حال التعرض للتوتر، وهما يساعدان على تهيئة الجسم لاستجابة “الكر أو الفر”، وتؤدي هذه الاستجابة إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم.

لا تؤثر هذه الاستجابة في القلب وضغط الدم فقط؛ بل تؤثر أيضاً في صحة العين والجهاز العصبي البصري مسببةً إجهاد العين والرؤية الضبابية. كما يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى زيادة ضغط العين ويعرّض الفرد لخطر اعتلال العصب البصري والغلوكوما (Glaucoma).

بالإضافة إلى ما سبق؛ يشمل تأثير القلق في صحة العين:

  • الحساسية للضوء الساطع.
  • رفة العين.
  • جفاف العين.
  • الصداع.
  • إجهاد العين.
  • عوامات العين (Eye Floaters).

هل يسبب القلق ضبابية الرؤية؟

تعرَّف ضبابية الرؤية بأنها فقدان التركيز والحدة في البصر؛ ما يجعل من الصعب رؤية الأشياء بوضوح، وقد تصيب إحدى العينين أو كليهما اعتماداً على السبب. ففي بعض الأحيان يكون كل شيء ضبابياً، بينما في أحيان أخرى يكون جزء من مجال الرؤية فقط غير واضح.

وتتعدد أسباب ضبابية الرؤية، فبالإضافة إلى قصر أو بعد النظر تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:

  • قصر النظر المرتبط بتقدم العمر.
  • جفاف العين.
  • إعتام عدسة العين (Cataracts).
  • الغلوكوما.
  • تلف القرنية.
  • عدوى في العين.
  • مشاكل شبكية العين؛ مثل اعتلال الشبكية السكري.

في حين تساعد استجابة الجسم للتوتر على وضوح الرؤية للمساعدة على تحديد التهديدات بسهولة أكبر؛ يعاني بعض الأشخاص من ضبابية الرؤية عند القلق، أيضاً نتيجة استجابة الجسم لهذا المحفّز القوي؛ حيث تبدأ ضربات القلب في التسارع، ويرتفع ضغط الدم، ويمكن أن تصبح حركة الفرد أسرع خلال مراقبة مصدر التهديدات.

وإذا كانت هذه الحركة أسرع من المعتاد، فقد يكون من الصعب التركيز على الأشياء؛ أي أن هذه المشكلة في عدم التركيز غالباً ما تؤدي إلى شعور غير صحيح بعدم وضوح الرؤية وفقاً لاختصاصية التغذية والكاتبة لصالح موقع “هيلث لاين” (Health Line)، إليشا لوكيت (Eleesha Lockett).

وتضيف لوكيت في مقالها إلى عدد من الروابط غير المباشرة بين القلق وضبابية الرؤية. على سبيل المثال؛ قد يواجه الأشخاص القلقون بشكل متكرر صعوبة في تلبية احتياجاتهم الضرورية مثل شرب كمية كافية من الماء أو تناول طعام كافٍ، وقد تتسبب عدم القدرة على مواكبة هذه الاحتياجات الأساسية في حدوث مشكلات مثل الجفاف، وهو سبب شائع لعدم وضوح الرؤية.

وبالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب القلق؛ يمكن أن يزيد ذلك القلق طويل الأمد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم مؤدياً إلى حالة تسمى “اعتلال الشبكية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم”، وهو أحد أسباب الرؤية الضبابية أيضاً.

هل تؤدي الإصابة بجفاف العين إلى القلق والاكتئاب؟

في السياق ذاته؛ يشير الباحث في كلية الطب بجامعة أوتو فون جيريك بألمانيا (Otto von Guericke University of Magdeburg)، برنارد سابيل (Bernhard Sabel) وزملاؤه في مراجعة للدراسات حول العلاقة بين الإجهاد العقلي والرؤية الضبابية، إلى ارتباط مستويات القلق المرتفعة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مثل الغلوكوما ومتلازمة جفاف العين، وكلاهما يمكن أن يسبب ضبابية الرؤية، واستنتج الباحثون أن السبب وراء ذلك هو تأثير الإجهاد في نظام الأوعية الدموية.

وبناءً على ما سبق يظهر القلق سبباً في تدهور صحة العين؛ إلا أنه ليس سبباً فقط بل قد يكون أيضاً نتيجة لبعض أمراض العيون، فقد كشفت نتائج إحدى الدراسات من قسم طب وجراحة العيون بمستشفى جامعة بكين (Peking University Third Hospital)، احتمالية تسبب جفاف العين في زيادة القلق والاكتئاب.

في هذه الدراسة المبنية على مقابلات مع المرضى، تم تحليل سجلات مقابلات المشاركين ليظهر أن أسباب القلق والاكتئاب لدى مرضى جفاف العين يمكن تقسيمها إلى عدة محاور؛ منها:

  • تغيرات نمط الحياة وانخفاض الرضا عن الحياة والرفاهية.
  • تغيرات في أسلوب العمل.
  • عبء المرض وتقليل التفاعل الاجتماعي.

اقرأ أيضا:

كيفية علاج مشاكل الرؤية المرتبطة بالتوتر

في حين يمكن أن تزول تلك الرؤية الضبابية بزوال سبب القلق والتوتر؛ إلا أنه تجب العناية بالنفس بشكل عام لتخفيف حدة تأثير التوتر في الصحة. في هذا السياق؛ يقدّم لازاروس في مقاله بعض النصائح لتخفيف حدة مشاكل الرؤية المرتبطة بالتوتر كما يلي:

  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي.
  • التأمل.
  • التدرب على التنفس العميق.
  • اتباع نظام غذائي متوازن.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.

يرتبط كل من القلق والتوتر بصحة العين، وقد يكونان سبباً أو نتيجة. وفي حين تكون المواقف المسببة للضغط النفسي عابرة؛ إلا أنها قد تترك أثراً طويل الأمد في صحة العينين، لذلك تجب استشارة طبيب العيون إذا استمرت الرؤية الضبابية بعد زوال مصدر القلق والتوتر لتشخيص الحالة وتحديد ما إذا كان الأمر مرتبطاً بحالة صحية أخرى تستلزم العلاج.

اقرأ أيضا: طرق بسيطة لتحسين حالتك المزاجية والتخلص من القلق.

المحتوى محمي !!