كيف يمكن الحد من سلوك الأكل العاطفي وإدارة العواطف بطريقة صحيحة؟

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سواء كنا نشعر بالسعادة أو الحزن أو الغضب فإن هذه المشاعر تدفعنا بصورة أو بأخرى في بعض الأحيان إلى تناول الطعام ما يسبب لدينا شعوراً بالذنب، وذلك على الرغم من أن سلوكنا هذا طبيعي تماماً طالما أننا لا نبالغ فيه. يحدثنا أكثر عن هذه الظاهرة مختص الحميات الغذائية جيريمي غروسكي.

يرتبط سلوك الأكل العاطفي بطبيعتنا نحن البشر وهو جزء لا يتجزأ منها، ويوضح اختصاصي التغذية جيريمي غورسكي المعروف على الشبكات الاجتماعية بـ “menthe_banane” إنه لا داعي لأن نشعر بالذنب بسبب سلوك الأكل العاطفي، ويضيف إننا عندما نأكل بسبب شعورنا بمشاعر سارّة كالسعادة والفخر مثلاً فإن ذلك يكون بهدف تعزيز هذه المشاعر، ويقول: “مثلاً سأكون سعيداً بالتأكيد بعد هذه المقابلة وسأذهب لتناول بعض المعجنات، ولن أفعل ذلك لأنني جائع بل لأنني أرغب بتعزيز مشاعري الإيجابية هذه”.

ومن جهة أخرى فإن سلوك الأكل العاطفي يظهر لدينا أيضاً عندما تنتابنا مشاعر غير سارّة كالحزن والغضب والتوتر، وفي هذه الحالة قد نأكل كيساً من رقائق البطاطا بسبب شعورنا بأننا لسنا على ما يرام. ويقول المختص: “إنها ظاهرة طبيعية تماماً لأننا نحاول مواجهة مشاعرنا غير السارّة من خلال المتعة التي يمنحنا إياها تناول الطعام، وعلى الرغم من ذلك فإنه علينا تعلم إدارة عواطفنا دون الاعتماد على هذا السلوك، وذلك ممكن بمساعدة العلاج النفسي.

“ومع ذلك فإذا كنت تريد الأكل فَكُلْ ما تشتهيه نفسك! فإذا كنتُ أشتهي تناول لوح من الشوكولاتة لأنني أشعر بالحزن فإنني لن أستمتع بتناول تفاحة مثلاً حتى لو كانت صحية أكثر، وسينتهي بي المطاف بتناول الشوكولاتة ما سيجعلني أشعر بالذنب ومن ثم سيعزز مشاعري غير السارّة.

تمرين “المطر” لإدارة العواطف

وينصح جيريمي غروسكي مرضاه بممارسة تمرين يسمى تمرين “المطر” ليتمكنوا من إدارة عواطفهم، وفق الخطوات التالية:

  1. حدد مشاعرك عبر وصفها بالكلام: هل تشعر بالغضب أم التوتر أم الفرح؟
  2. تقبَّل مشاعرك: من المهم أن تتقبل مشاعرك وتعي أنها تساعدك على تحديد ما يسير على ما يرام بالنسبة إليك وما ليس كذلك.
  3. حدد أسباب مشاعرك: ما الذي يثير هذا الشعور أو ذاك في نفسك؟ هل الموقف الذي تعرضت له الآن هو سبب ما تشعر به أم إنه أثار شعوراً كامناً منذ وقت طويل في نفسك؟
  4. ميّز بين شخصيتك ومشاعرك: إن شعورك بالغضب الشديد في هذه اللحظة لا يعني أنك شخص حاد الطباع أو غاضب بصورة دائمة، فالعواطف مثل السحب الصغيرة تظهر وتختفي، وعلى الرغم من أن هذه السحب قد تمطر أحياناً فهي بالتأكيد لن تمطر إلى الأبد.

يوضح المختص أنه من المفيد الاستعانة بدفتر يوميات لتسجل عليه مشاعرك فذلك سيساعدك على تحديدها بوضوح أكبر ومن ثم تقبلها والتعايش معها.

أخيراً يوصي جيريمي غروسكي بحلول فعالة أخرى لإدارة العواطف بخلاف تناول الطعام كممارسة الملاكمة أو الجري، وينصحك بتجربة هذه الرياضات حتى لو لم يسبق لك ذلك.

المحتوى محمي !!