كيف تزيد رياضة الحركات المتزامنة التقدير الذاتي؟

رياضة الحركات المتزامنة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تؤكد الدراسات العلمية فوائد الرياضة للصحة، وتُظهر كلها أن النشاط البدني ذو آثار إيجابية في العديد من جوانب الصحة الجسدية والعقلية كالنوم والقلق والتوتر وصحة القلب والجهاز التنفسي والهضمي والتركيز وغيرها. فهل سمعت عن رياضة الحركات التزامنية؟

إذا كان التأثير الجسدي والنفسي الإيجابي للنشاط الرياضي أمراً معروفاً لدى الجميع، فإن رياضة الحركات المتزامنة يمكن أن تكشف عن المزيد من مزايا الرياضة، فماذا لو أقبلنا على ممارسة هذه الرياضة التي تريحنا إذاً؟

تؤكد الدراسات العلمية على أن فوائد الرياضة للصحة وفيرة، وتُظهر كلها أن النشاط البدني ذو آثار إيجابية في العديد من جوانب الصحة الجسدية والعقلية كالنوم والقلق والتوتر وصحة القلب والجهاز التنفسي والهضمي والتركيز وغيرها. وقد نشر باحثون من كلية الطب بجامعة لندن في فبراير/ شباط الماضي نتائج دراسة تظهر آثار الرياضة على المدى البعيد. وكشف الباحثون أن النشاط البدني لدى البالغين، مهما كانت مدته أو انتظامه، يحافظ على حالة إدراكية أكبر في سن الـ 69. وعلى الرغم من هذه الفوائد، فليس من السهل دائماً التحمّس لممارسة الرياضة. لذا فإن بعض الناس يجد الحافز في ممارسة الرياضة بشكل جماعي، وحسب العديد من الدراسات فإن فوائد الرياضة تكون مضاعفة بالنسبة إلى هؤلاء.

تقوية الروابط الاجتماعية

تؤكد المدربة الشخصية بيت دافيس (Beth Davies) في تصريح لموقع “ستايلست” (Stylist) إن: “التحرك بشكل متناغم مع مجموعة من الأشخاص يحفز روح التعاون والاستعداد لخدمة الآخرين والثقة فيهم والتقرب منهم والتعاطف معهم”. وتوضّح الطبيبة النفسية كاترين هاليسي (Catherine Hallissey): “إن مجرد التجمّع والتحرك بشكل متزامن يسهم في خلق شعور الانتماء”. وقد أكدت دراسة نشرتها مجلة “الإدراك الاجتماعي” (Social Cognition) سنة 2009 وجود علاقة بين الحركات المتزامنة وروح الانتماء إلى مجموعة ما أو إلى شخص آخر.

زيادة القدرة على تحمّل الألم

نشر باحثون من جامعة أوكسفورد سنة 2015 دراسةً في دورية “بيولوجي ليتيرز” (Biology Letters)، وأكد هؤلاء خلال إنجازهم لهذه الدراسة أثر الحركات الرياضية المتزامنة في الروابط الاجتماعية، ودرسوا تأثيرها في القدرة على تحمّل الألم. ووفقاً لنتائج هذا البحث، فإن هناك عنصرَين أساسيَّين في النشاط الرياضي يسمحان برفع مستويات الألم بشكل فردي: الجهد والتزامن، وتعود هذه النتيجة إلى تنشيط مستقبلات أشباه الأفيونيات في الدماغ المسؤولة عن ضبط الألم، في أثناء الأنشطة الرياضية المتزامنة.

تحسّن التقدير الذاتي

في سنة 2014، اهتمت دراسة منشورة في مجلة فرونتيرز إن سايكولوجي (Frontiers in Psychology) بالعلاقة بين الحركات الرياضية المتزامنة والتقدير الذاتي. وكشفت النتائج التي توصّل إليها الباحثون في جامعة أبردين بالمملكة المتحدة أن الأفراد يشعرون بتحسن حالتهم النفسية بعد فترة من ممارسة الحركات المتزامنة بالمقارنة مع من يمارسون الحركات غير المتزامنة. وخلُصت الدراسة عموماً إلى أن” “التحرّك بالإيقاع نفسه مع أشخاص آخرين يمكن أن يقودنا إلى الإحساس بنوع من الراحة النفسية أكثر من تلك التي نشعر بها إذا تحركّنا بإيقاعنا الفردي”.

المحتوى محمي !!