حب الشباب لدى البالغين: الأسباب والعلاج

حب الشباب
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يرتبط ظهور حب الشباب في الأذهان بمرحلة المراهقة، وعلى الرغم من ذلك؛ يمكن أن يستمر، أو أن يظهر لأول مرة، لدى البالغين؛ إذ يمكن للمعاناة مع حب الشباب أن تستمر لفترة طويلة، وقد يعاني البالغون من تجربة أسوأ من تلك التي مروا بها في فترة المراهقة؛ لكن الخبر الجيد هو أن علاجه ممكن، وإليك نصيحة الطبيب للوقاية من حب الشباب لدى البالغين وطرق علاجه.

  • النساء يمثلن النسبة الأكبر
  • العوامل المحفزة لحب الشباب
  • أهمية اتباع نمط حياة صحي
  • العناية المناسبة بالبشرة
  • متى نلجأ إلى الطبيب؟
  • اللجوء إلى الحلول الطبيعية

تقول لورا: “في العمر الذي تتحدث فيه بائعات العطور وصديقاتي عن أفضل الكريمات المضادة للتجاعيد، ما زلت في مرحلة البحث عن العلاجات المضادة لحب الشباب، رغم ظهور بعض التجاعيد حول عينيّ بالفعل”. بالنسبة إلى لورا البالغة من العمر 25 عاماً، فإن استمرار ظهور حب الشباب؛ هذه المشكلة التي يُعتقد أنها مرتبطة بسن المراهقة، في مرحلة البلوغ هو مصدر إزعاج لها.

وتضيف لميس؛ 31، عاماً: “يقال إن المرأة تبلغ ذروة أنوثتها في سن الـ 30؛ لكن عندما أنظر إلى نفسي في المرآة، فأنا ما زلت أرى فقط الفتاة البالغة من العمر 15 عاماً التي كانت تعاني عقدةً نفسيةً بالفعل بسبب هذه البثور، منذ 15 عاماً”.

النساء يمثلن النسبة الأكبر

يؤثر ظهور حب الشباب في سن المراهقة في الحالة النفسية للشخص، وقد يكون هذا التأثير أخف قليلاً في مرحلة البلوغ. ويوضح الطبيب جان لوب ديرفو الجانب النفسي لذلك: “تعد مرحلة المراهقة فترةً من عدم اليقين الكبير؛ حيث نتساءل خلالها كثيراً عن ذواتنا، أما المرأة البالغة فتكون أكثر هدوءاً، فهي بالطبع لن تتقبل هذه العلامات على وجهها المبتهج؛ لكن لن يكون لها أثر نفسي كبير مقارنة بفترة المراهقة”.

من ناحية أخرى؛ إذا كان حب الشباب في سن المراهقة أكثر انتشاراً لدى الذكور، فإن تأثيره في البالغين يظهر بصورة رئيسية لدى النساء. كما أن شكله يتغير أيضاً لأنه سيتركز بعد ذلك في الجزء السفلي من الوجه، خاصةً حول الفم والذقن.

لمَ تعاني النساء من حب الشباب أكثر من الرجال؟ “بسبب الهرمونات”، يؤكد جان لوب ديرفو: “بمجرد بلوغهم سن الرشد، يتمتع البشر باستقرار هرموني معين، بينما تخضع المرأة لعدم استقرار دائم مرتبط بطبيعتها، والحمل، إلخ” وهذا ما يفسر سبب استمرار ظهور حب الشباب لدى بعض النساء بعد سن المراهقة، وحتى الأربعينات من العمر. وقد تكتشف أخريات أول ظهور لحب الشباب لديهن في سن 25 أو 30 أو 35 عاماً، بينما لم يعانين منه في سن المراهقة. إذاً ما هي العوامل الأساسية التي تزيد من احتمال ظهور حب الشباب لدى البالغين؟ “البشرة الدهنية في المقام الأول؛ إذ تفرز الكثير من الدهون، إضافةً إلى ازدياد ظهوره لدى النساء اللواتي يعانين من تقلبات هرمونية كبيرة”. ونذكر هنا أن 40% من النساء تحت سن الأربعين من كافة الأعمار يعانين من حب الشباب بانتظام.

العوامل المحفزة لحب الشباب

إذا كان حب الشباب في سن المراهقة يرتبط بالتغيرات الهرمونية، فإن ظهوره في سن متأخر يرتبط بعوامل يمكن حصرها … وبالتالي فهي محدودة. يمكن أن يرتبط حب الشباب -على سبيل المثال- بتناول بعض الأدوية (لا سيما العلاجات الهرمونية أو التي تعتمد على الكورتيزون)، أو بممارسة مهن معينة (على وجه الخصوص أولئك الذين يتعاملون مع مواد الكلور أو القطران).

بالنسبة للآخرين، فإن بعض العوامل الخاصة هي التي تؤدي إلى ظهور هذه البثور؛ ويعد أكثرها شيوعاً إساءة استخدام مستحضرات التجميل، أو استخدام مستحضرات التجميل ذات الجودة الرديئة؛ إذ قد يؤدي استخدام المنتجات التي تحوي نسبةً كبيرةً من الدهون والزيوت إلى سد مسام الجلد. علاوةً على ذلك؛ يمكن أن يؤدي سوء استخدام منظفات البشرة إلى نفس النتيجة. يقول الطبيب: “إن الإفراط في تنظيف بشرتك ليس أمراً جيداً دائماً، فهو يدمر فلورا الجلد الطبيعي والطبيعة تكره الفراغ، وسوف يفسح ذلك المجال أمام أكثر الميكروبات عدوانيةً لتصل إلى البشرة”.

العامل الثالث هو أشعة الشمس التي قد يظن البعض أن التعرض لها مفيد للبشرة الدهنية، فبينما تساعد على تجفيف البشرة مؤقتاً، فإن التحسن سيكون قصير الأجل لأنه بعد التعرض لأشعة الشمس، يبدأ حب الشباب بالظهور مجدداً.

أخيراً؛ يمكن للاحتكاك -مهما كان بسيطاً- أن يزيد من فرص الالتهاب والعدوى الجلدية؛ مثل الاحتكاك الناجم عن ارتداء عصابات الرأس، أو الخوذ، وفي بعض الأحيان يمكن للشعر الطويل ببساطة أن يعزز نوبات ظهور حب الشباب.

أهمية اتباع نمط حياة صحي

إذا كان من الممكن الحد من بعض هذه العوامل، أو حتى التخلص منها، فإن جان لوب ديرفو يؤكد على دور اتباع نمط حياة صحي في ذلك. ويؤكد الطبيب أن التدخين هو أسوأ عدو للبشرة، فهو لا يعزز ظهور حب الشباب فحسب؛ بل يزيد من صعوبة علاجه!”.

وهو سبب آخر للتوقف عن التدخين والتركيز على ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن.

“في حالة ظهور حب الشباب؛ يمكن أن يكون الإمداد المنتظم بعنصر الزنك أمراً مفيداً، فهو مضاد للالتهابات والبكتيريا، ومحفز لجهاز المناعة؛ ما يساعد على محاربة الميكروبات التي تهدد بشرتنا. لذا عليك بتناول الأطعمة الغنية بالزنك؛ مثل السبانخ والمأكولات البحرية والفطر، والأطعمة الغنية بحمضيّ أوميغا 3 وأوميغا 6؛ مثل الأسماك الدهنية والزيوت النباتية”.

العناية المناسبة بالبشرة

كيف تعتني ببشرتك لمنع ظهور حب الشباب المتأخر أو الحد منه؟ يؤكد الطبيب على أنه لا ينبغي أبداً أن تعصر الرؤوس السوداء في البشرة، لأن ذلك سيؤدي إلى إثارتها، مع احتمال كبير بأن تترك ندبات خلفها.

أما بالنسبة للعناية اليومية، فيجب أن تكون ملائمة للبشرة لكيلا تؤذيها، فيجب أولاً استبدال محاليل التنظيف اللطيفة على البشرة بالصابون، دون الإفراط في الاغتسال، لأن التعرض الزائد للماء يسبب نَقع البشرة؛ ما يؤدي إلى إضعافها. ويوصي جان لوب ديرفو: “في المساء، استخدمي مزيل مساحيق التجميل الذي لا يسبب انسداد المسام، ثم اشطفي وجهكِ بالكامل بماء فاتر، ثم ضعي غسول الوجه المنشط الخالي من الكحول متبوعاً بحليب مرطب للبشرة، لا يسبب انسداد المسام أيضاً، ويمكن إذا لزم الأمر استشارة طبيب الأمراض الجلدية الخاص بكِ؛ والذي سيكون قادراً على تقديم النصح لكِ بشأن أنسب المنتجات لبشرتك.

يمكن أن تكون هناك بعض الطرق المساعِدة أيضاً، ويوضح الطبيب أنه من المهم مساعدة البشرة على تصريف الدهون الزائدة من خلال استخدام ساونا الوجه. كيف يمكنك استخدام ساونا الوجه؟ “قف أمام وعاء من الماء الساخن يحتوي على زيوت أساسية مُطَهِرة (مثل زيت الزعتر، أو زيت الأوكالبتوس، أو زيت أزهار الخزامى). تساعد الحرارة مع الرطوبة على تسييل الدهون من البشرة وإخراج الزائد منها”.

متى نلجأ إلى الطبيب؟

يمكن علاج حب الشباب الموسمي أو العابر بالعلاجات المحلية المتاحة للعموم في الصيدليات أو متاجر الأدوية، أما إذا لم تنجح هذه العلاجات، الفعالة عادةً، فقد حان الوقت للذهاب إلى طبيب الأمراض الجلدية الذي يمكنه وصف العلاج المناسب.

يوضح جان لوب ديرفو: “من بين العلاجات الأكثر شيوعاً لحب الشباب، هناك مشتقات فيتامين أ التي يمكن استخدامها كعلاج موضعي أو جهازي”. وتُوصف فقط مع حبوب منع الحمل؛ إذ يمكن أن تسبب هذه المشتقات تشوهات خلقية للجنين إذا حدث حمل لدى المريضة في أثناء العلاج أو في غضون شهرين من انتهائه. كما نحذر من أن هذه العلاجات تجعل الجلد أرق من المعتاد؛ وبالتالي أكثر حساسيةً لأشعة الشمس، لذا يجب تجنب التعرض لها واعتماد أقصى حماية ممكنة منها دائماً. من الممكن أيضاً وصف مضادات الأندروجين لعكس تأثيرات هرمون التستوستيرون؛ وهو ما تقوم به بعض أنواع حبوب منع الحمل. ونذكّر مرة أخرى بضرورة استخدام الزنك سواء كعلاج موضعي أو عام”.

اللجوء إلى الحلول الطبيعية

إذا كانت الآثار الجانبية المحتملة للعلاجات آنفة الذكر تزعجك؛ ينصح جان لوب ديرفو   باللجوء إلى البدائل الطبيعية: “يمكنك استخدام العناصر النزرة؛ مثل المنغنيز والكوبالت، في حالة الظهور المتكرر لحب الشباب، بينما تحفز عناصر النحاس والذهب والفضة دفاعاتنا المناعية؛ وتحد بالتالي من حب الشباب الذي ليس سوى عدوىً ميكروبية”.

يمكنك أيضاً اللجوء إلى العلاجات التجانسية، وفي حالة وجود الرؤوس السوداء؛ يفضل استخدام السيلينيوم. أما لعلاج البثور، فيُعتبر بروميد البوتاسيوم الدواء النموذجي لعلاج حب الشباب عند الأطفال؛ إلا أنه أثبت تأثيره الموضعي في علاج حب الشباب لدى البالغين أيضاً”.

أخيراً؛ فيما يتعلق بالأدوية العشبية، فينصح الطبيب باستخدام جذور الأرقطيون وزهرة الثالوث، وثمار الكشمش الأسود. “يمكنك تنظيف وجهك باستخدام منقوع الأرقطيون، أو زهرة الثالوث، أو  الزعتر أو أزهار الخزامى ، كما يمكن عمل كمادات فاترة لتطبيقها على البثور شديدة الالتهاب”. أخيراً، فإن العلاج التقليدي الأخير الذي أثبت جدارته إلى حد كبير وفقاً للطبيب هو: “أقنعة الطين الأخضر”، ويمكن أن تُعزز بزيت نبتة المريمية العطري. لكن ماهي فوائد الطين الأخضر؟ يحمي البشرة من الميكروبات والبكتيريا ويمتص الدهون الزائدة. حتى أن له قوة تجديد البشرة في سن معينة، وهو علاج طبيعي لأولئك الذين يحلمون بمنع ظهور البثور والتجاعيد بخطوة واحدة.

اقرأ أيضاً: بشرتنا ذاكرة لمشاعرنا.

المحتوى محمي !!