هل تود تجديد حبك لشريكك؟ جرب هذا التمرين الفعال

الحميمية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: قد تتخيلون أن التمرين الذي سنعرضه لكم في هذا المقال نوع من الفكاهة؛ لكنه في الحقيقة استبيان من 36 سؤالاً طوره باحث علم النفس الأميركي آرثر آرون قبل نحو 20 عاماً لدراسة الحميمية بين الأشخاص، وقد تبين أن له تأثيراً بالفعل؛ إذ إنه يشعل جذوة الحب بين الطرفين أو يجدد اتقاد تلك التي انطفأت، في غضون أقل من ساعة، وكانت التجربة خير برهان، فما هي هذه الأسئلة الـ 36؟ ولمَ يقع من أجيب عنها في الحب؟

قد تتخيلون أن التمرين الذي سنعرضه لكم في هذا المقال نوع من الفكاهة؛ لكنه في الحقيقة استبيان طوره الباحث في علم النفس الأميركي آرثر آرون (Arthur Aron) قبل نحو 20 عاماً لدراسة الحميمية بين الأشخاص وقد تبين أن له تأثيراً بالفعل؛ إذ إنه يشعل جذوة الحب بين الطرفين أو يجدد اتقاد تلك التي انطفأت في غضون أقل من ساعة، وكانت التجربة خير برهان.

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) في يناير/ كانون الثاني الماضي، شهادة المؤلفة ماندي لين كاترون (Mandy Len Catron) التي تحدثت عن كيف وقعت في حب أحد زملائها في الكلية في غضون ساعات قليلة بعد أن اختارته ليجيب معها عن أسئلة عالم النفس الأميركي آرثر آرون، ويبدو أن ماندي لين كاترون وشريكها كانا في حالة حب بالفعل ولكنهما لم يكتشفا ذلك حتى وصلا إلى السؤال السادس والثلاثين وحدق كل منهما إلى الآخر في صمت لـ 4 دقائق طويلة.

مثل العديد من الاكتشافات؛ فإن “الاستبيان الذي يمكن أن يوقعك في الحب” جاء نتيجة صدفة سعيدة، ففي عام 1997، كان الأستاذ في جامعة ستوني بروك (Stony Brook University) بولاية نيويورك، آرثر آرون يعمل على فهم الحميمية بين الأشخاص وطوَّر هذا التمرين ليرى ما إذا كان يمكن تعزيزها بين شخصين لا يعرف بعضهما بعضاً، وقد تجاوزت النتائج توقعاته.

تزوج طالب وطالبة بعد 6 أشهر فقط من الإجابة عن الاستبيان معاً، وكانت هذه الزيجة مقدمة لسلسة طويلة من الزيجات والعلاقات العاطفية الأخرى. حينئذ أدرك آرثر آرون أنه حل جزءاً من لغز الحب، فحينما يكشف الطرفان عن عواطفهما وأفكارهما لبعضهما ويجيبا معاً عن أسئلة حميمية ينشأ بينهما مناخ يؤدي إلى اندلاع الحب، مع الانتباه إلى أن الشخصين يقعان في الحب فقط إذا كان كل منها قد اختار الآخر أصلاً سواء بوعي أو لا؛ إذ ليس من المستغرَب أن ينشأ إحساس متبادَل وانجذاب في اللاوعي، ويبقى بعد ذلك أن تسنح الفرصة لتتحول هذه الرغبة اللاواعية إلى شعور بالحب.

لحظة من الصدق مع الذات

على مدار التجارب، وجد آرثر آرون أن استبيانه يمكن أن يؤدي دور الخاطبة وكذلك دور منشئ الصداقات! ومنذ نشر خبر نيويورك تايمز الذي حصد نحو 500 ألف مشاهدة على فيسبوك، كشف كثيرون عن تجاربهم مع هذا الاستبيان، فتنوعت بين قصص الحب والصداقة والمصالحات إلى درجة أن ماندي لين كاترون تُعِد كتاباً عن هذا الموضوع، تحت عنوان “مشروع قصة حب” (The Love Story Project).

أثار هذا الاستبيان إعجابنا، وقد طلبنا من المتخصصة في العلاقات الزوجية صوفي كادالين (Sophie Cadalen) أن تعطينا رأيها فيه، فقالت: “شعرتُ بالحيرة في أثناء القراءة لأنني لم أستطع أن أجيب على نحو مباشر سوى عن عدد قليل من الأسئلة؛ إذ بالإمكان الإجابة عن السؤال ذاته بصيغ مختلفة! ولهذا فقد أدركتُ أن قوة هذا التمرين تكمن في أنه يحثنا على تحدي أنفسنا؛ إنه يثير لدينا التردد والشك ويدفعنا إلى الاختيار، ولأن الأسئلة التي نطرحها تعبّر عن جوهرنا أكثر من إجاباتنا؛ فإن هذه العملية تتيح لنا أخذ لحظة من الصدق مع الذات”.

اكشفا عن عواطفكما وأفكاركما

ترى مختصة التحليل النفسي أن ما يخلق الحميمية بين الشخصين أكثر من تبادل الأسرار الحميمة، هو قبولهما الكشف عن عواطفهما وأفكارهما لبعضهما، وعن ذلك تقول: “لهذا السبب؛ فإن هذا الاستبيان يمكن أن ينجح أيضاً مع العلاقات الزوجية التي مضى عليها وقت طويل، فبمرور الوقت يظن الزوجان أن كلاً منهما بات يعرف الآخر حق المعرفة وهذا ما يقتل الحب بينهما.

ولأن هذه الأسئلة تثير حيرتهما؛ فإنها تحثهما على الإجابة عنها وتحريك عواطفهما وخلق لحظات من الصمت بينهما، وهنا يشعر كل طرف بأن لدى الآخر جانباً مجهولاً بالنسبة إليه؛ ومن ثَم يجد الطرفان نفسيهما في حالة من عدم اليقين، وهذا بالضبط ما يجدد مشاعرهما تجاه بعضهما بعضاً”.

وكما قالت ماندي لين كارتون؛ تؤكد صوفي كادالين إن هذا التمرين يوقظ شعور الحب الكامن أو غير الواعي لكنه لا يخلقه، وهذه كيمياء الحب ليست بحاجة إلى مختبرات لتطويرها.

اختبار آرثر آرون

لتجيبا عن الأسئلة في الاستبيان، اجلسا لنحو ساعة في مكان هادئ وتناوبا على إجابة كل سؤال، وبأكبر قدر ممكن من الصراحة دون أن يسجل أحدكما ملاحظات أو يعلّق على إجابات الآخر. ينقسم الاستبيان إلى 3 مجموعات تزداد حميمية الأسئلة فيها تدريجياً، ويمكنكما التوقف قليلاً بينها، وعند الانتهاء خذا 4 دقائق ليحدق كل منكما خلالها إلى الآخر في عينيه.

المجموعة الأولى

  1. إذا كان بإمكانك دعوة شخص ما على العشاء (قريب، أو أحد معارفك، أو شخص راحل، أو حتى أحد المشاهير)، فمن ستختار؟
  2. هل تحب أن تصبح مشهوراً؟ في أي مجال؟
  3. هل تفكر في ما ستقوله قبل إجراء مكالمة هاتفية؟ لماذا؟
  4. كيف يمكن أن يكون “اليوم المثالي” بالنسبة إليك؟
  5. متى كانت آخر مرة غنيت فيها لنفسك، ولشخص آخر؟
  6. إذا قُدر لك أن تعيش حتى تبلغ من العمر 90 عاماً وأن تحتفظ إما بشباب دماغك وإما بشباب جسدك طوال حياتك، فماذا تختار؟
  7. هل تستشعر بينك وبين نفسك الطريقة التي ستموت بها؟
  8. ضع قائمة بـ 3 صفات ترى أنك تشترك فيها مع الطرف الآخر.
  9. ما النعمة التي تشعر أنك بغاية الامتنان لوجودها في حياتك؟
  10. إذا سنحت لك الفرصة، ما التغيير الذي يمكن أن تجريه على الطريقة التي تربيت بها؟
  11. خذ 4 دقائق لتخبر الطرف الآخر بقصة حياتك بأكبر قدر ممكن من التفاصيل.
  12. ما المهارة أو الميزة التي تتمنى أن تتمتع بها؟

المجموعة الثانية

  1. إذا كان بإمكانك معرفة أي شيء عن المستقبل، فما الموضوع الذي تود أن تعرف عنه؟
  2. هل ثمة ما حلمت بفعله لفترة طويلة؟ ما الذي منعك من ذلك؟
  3. ما أعظم إنجاز في حياتك؟
  4. ما الجوانب الأهم في الصداقة بالنسبة إليك؟
  5. ما أجمل ذكرياتك؟
  6. ما أسوأ ذكرياتك؟
  7. إذا علمت أنك ستموت في غضون سنة، فكيف ستغير الطريقة التي تعيش بها حياتك؟ لماذا؟
  8. ما الذي تعنيه لك الصداقة؟
  9. ما دور الحب والعاطفة في حياتك؟
  10. أفصحا بالتناوب عما يعتبره كل منكما صفة إيجابية في الآخر بما مجموعه 5 صفات.
  11. ما مدى الألفة بين أفراد عائلتك وقربهم من بعضهم بعضاً؟
  12. كيف هي علاقتك بوالدتك؟

المجموعة الثالثة

  1. تبادلا 3 عبارات تتحدث عنكما معاً؛ مثلاً: “يشعر كلانا الآن بـ”.
  2. أكمل العبارة التالية: “أتمنى لو كان في حياتي شخص أشاركه (…..)”
  3. أخبر الطرف الآخر بما تظن أنه من المهم أن يعرفه عنك لو كنتما صديقين مقربين.
  4. أخبر الطرف الآخر بما يعجبك فيه؛ كن صريحاً واذكر أموراً لن تذكرها لشخص قابلته للتو.
  5. أخبر الطرف الآخر عن موقف أو لحظة محرجة من حياتك.
  6. متى كانت آخر مرة بكيت فيها أمام شخص ما؟ ومتى كانت آخر مرة بكيت فيها وحدك؟
  7. أخبر الطرف الآخر بما يعجبك فيه حالياً.
  8. في رأيك، ما الموضوع الذي يُعد جدياً للغاية ولا يحتمل المزاح؟
  9. إذا كنت ستموت الليلة دون أن تكون قادراً على التواصل مع أي شخص، فما الذي تندم على عدم قوله؟ وما الذي منعك من ذلك؟
  10. اشتعلت النيران في بيتك الذي يحتوي على كل ما تملكه، وبعد إنقاذ أحبائك وحيواناتك الأليفة لديك الوقت لتنقذ غرضاً واحداً من الحريق، فما الذي تأخذه؟ لماذا؟
  11. من بين أفراد أسرتك جميعهم، مَن الذي سيؤثر فيك موته أكثر من غيره؟ لماذا؟
  12. اذكر مشكلة شخصية للطرف الآخر واسأله كيف سيتعامل معها، واسأله أيضاً عن نظرته إلى مشاعرك تجاه هذه المشكلة.

المحتوى محمي !!