قد يصل إلى حد التغيب عنها: تعرّف إلى قلق الاختبارات

3 دقيقة
قلق الاحتبارات
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عندما نتوجه بالسؤال إلى شخص ما عن أصعب اللحظات التي واجهها في حياته، ستكون تلك اللحظات التي سبقت اختباراته الدراسية منها بنسبة كبيرة، فبالنسبة إلى البعض تكون أيام الاختبارات فترةً شديدة الصعوبة مليئةً بالضغط النفسي والتوتر والقلق. ربما يكون ذلك القلق والتوتر مفيدَين إذا كانا في الحدود المعقولة فهما سيدفعان الطالب حينها إلى تحسين أدائه في الاختبار؛ لكن عندما يزيدان عن حدهما يصبح تأثيرهما فيه سلبياً ما يؤدي إلى تراجع مستواه الدراسي بشكل ملحوظ، لذا نستعرض في هذا المقال الأسباب وراء قلق الاختبارات وأعراضه وكيفية علاجه.

ما هو قلق الاختبارات؟

تصف المختصة النفسية كريستين غروف (Christine Grove) قلق الاختبارات بأنه تجربة شعور يظهر فيها الخوف أو الذعر قبل الاختبار أو في أثنائه، وينقسم إلى نوعين رئيسَين:

  • النوع الأول هو القلق المحدود: ويشعر فيه الطالب ببعض التوتر تجاه اختباره القادم لكنه رغم ذلك يكون قادراً على التركيز ومراجعة دروسه ومن ثم الدخول إلى الاختبار والإجابة عن الأسئلة دون أي عوائق.
  • النوع الثاني هو القلق الشديد: ويعاني المصابون به من التوتر الزائد كلما اقترب موعد الاختبار؛ ما يدفعهم أحياناً إلى تجنّب حضوره أو حضور الاختبار وهم خائفون ومذعورون للغاية، مع وجود أعراض جسدية أهمها تسارع نبض القلب أو تعرق اليدين أو ضيق التنفس أو الشعور بالغثيان، بالإضافة إلى ظهور هواجس ذهنية على شاكلة: “سأفشل لا محالة”، “خوفي يمنعني من التركيز”، “لا بد أن أؤجل اختباري”.

لذلك تظهر هنا أهمية معرفة الخط الفاصل بين قلق الاختبارات المحدود والشديد؛ إذ يؤدي الأخير إلى انخفاض الأداء الدراسي بدرجة كبيرة نتيجة تعامل المصابين به مع الاختبار على أنه تهديد محتمَل يستجيبون له عاطفياً بحدة ليصبح من الصعب عليهم التركيز في الإجابة.

ما الذي يسبب قلق الاختبارات؟

يسهم العديد من الأسباب بحسب المختصة النفسية كندرا شيري (Kendra Cherry) في الإصابة بقلق الاختبارات؛ وأهمها:

  1. عدم القدرة على التعامل مع استجابة الكر أو الفر: إذ يفزر الجسم في المواقف العصيبة مثل الاختبارات هرمون الأدرينالين ضمن ما يُعرف باستجابة “الكر أو الفر” أو “القتال أو الهروب” (Fight-or-Flight) التي تؤهل الشخص إما لمواجهة الموقف أو الهروب منه؛ لكن بالنسبة إلى البعض تزيد أعراض القلق إلى درجة يصعب معها أو يستحيل أحياناً التركيز في الاختبار.
  2. الخوف من الفشل: قد يرجع ذلك إلى ربط قيمة الذات بنتيجة الاختبار ما يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً على الشخص.
  3. التجارب السيئة مع الاختبارات: في حال كان أداء الشخص سيئاً في الكثير من الاختبارات السابقة فربما يزيد ذلك من قلقه وتعرضه للمشاعر السلبية مع كل اختبار.
  4. عدم الاستعداد للاختبار بشكلٍ كافٍ: فالطالب الذي لا يذاكر جيداً سيكون قلقاً بدرجة كبيرة من نتيجة الاختبار.
  5. التوقعات السلبية المسبقة: هناك فئة من الطلاب ممَّن لديهم صورة ذهنية سيئة عن ذواتهم تجعلهم يرون أنهم أقرب إلى الفشل دائماً؛ ما يؤدي إلى قلقهم في أثناء الاختبار ليتراجع أداؤهم نتيجة التأثير النفسي لأفكارهم فيهم.

هل هناك أعراض معينة لقلق الاختبارات؟

تنقسم أعراض قلق الاختبارات بحسب موقع جامعة كوينزلاند الأسترالية (University of Queensland) إلى:

أعراض نفسية

  1. الشعور بالتوتر.
  2. الشعور بالذعر أو المعاناة من نوبات الهلع.
  3. الشعور بالعجز أو الإحباط.
  4. الشعور بتأنيب الضمير.

 أعراض جسدية

  1. تسارع ضربات القلب.
  2. توتر العضلات.
  3. الغثيان ومشكلات الجهاز الهضمي.
  4. التعب دون بذل أي مجهود.
  5. زيادة التعرق.
  6. صعوبة التنفس أو ضيق الصدر.
  7. فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل.
  8. الدُّوار.
  9. اضطرابات النوم.

أعراض إدراكية

  1. صعوبة التركيز.
  2. عدم القدرة على استدعاء المعلومات.
  3. تداخل الأفكار والمعلومات.
  4. القدرة على تذكر الإجابات بعد انتهاء وقت الاختبار.

أعراض سلوكية

  1. تصرفات تدل على القلق والتوتر مثل اهتزاز الساق.
  2. عدم النوم في الليلة التي تسبق الاختبار ظناً أن ذلك سيحسّن الأداء.
  3. ارتكاب أخطاء غير مفهومة في الإجابة عن أسئلة الاختبار.
  4. ترك الاختبار في أقصر وقت ممكن.
  5. تجنُّب حضور الاختبار.
  6. تعاطي الكحول أو المخدرات لتخفيف التوتر الناتج من دخول الاختبار.

كيف تتعامل مع قلق الاختبارات؟

ينصح المختص النفسي السعودي أسامة الجامع الطلاب الذين يعانون من قلق الاختبارات ألا يلجؤوا إلى تأجيل اختباراتهم أو التغيب عنها، ويوجههم إلى عدة إرشادات فعّالة للتغلب عليه أهمها تجنُّب التفكير التضخيمي ووضع الأمور في حجمها الطبيعي، فالاختبار بحد وصفه ليس المعركة الفاصلة بين الحياة والموت إنما هو مجرد جزء من حياة الشخص.

ومن الحلول المؤثرة أيضاً الحرصُ على أخذ قسطٍ كافٍ من النوم، فقلة النوم تؤدي إلى انخفاض التركيز ومن ثم تراجع الأداء في الاختبار، إلى جانب الحرص على ممارسة الرياضة لدورها في التقليل من القلق ومن ثم زيادة التركيز.

كما يذكر الجامع نقطة مهمة للغاية هي أن يستهدف الطالب مذاكرة 70% من دروسه في حال وجد أنه من الصعب عليه مذاكرتها بأكملها، ليبتعد بذلك عن التفكير بطريقة كل شيء أو لا شيء، وذلك بالتوازي مع تقسيم الدروس موضع الاختبار إلى أجزاء صغيرة على مدار الأيام وتجنُّب مراكمتها في أيام محدودة لأن هذا سيمثل عبئاً عليه، بالإضافة إلى تجنُّب المقارنة بين مستواه ومستوى زملائه والتركيز على ما يمكنه فعله فقط.

ربما يكون قلق الاختبارات أحد العوائق التي تواجه الطلَبة لتَسبُّبه في إجهادهم نفسياً وتراجعهم دراسياً؛ لكنه رغم ذلك يظل قابلاً للعلاج، فإن كنت تعاني منه حاول استخدام الطرائق المذكورة سابقاً لمواجهته، وفي حال استمرار أعراضه سيكون من الأفضل اللجوء إلى المعالج النفسي ليضع خطة محكمة تساعدك على تجاوزه.

المحتوى محمي !!