هل تريد تغيير قَصة شعرك؟ جرّب “تسريحة الطاقة”

تسريحة الطاقة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: هل تريد تغيير قَصة شعرك ومصفّف الشعر الذي تتعامل معه؟ من الصعب أن يفكر الرجال في أمر كهذا؛ لكن التجربة كانت تستحق العناء. يأخذنا هذا المقال في موعد مع مخترع تسريحة الطاقة ومؤلف كتاب “شعرك يقول كل شيء عنك” (Vos cheveux disent tout de vous)، ريمي بورتريه، فما سر هذه التسريحة؟

سلَّم أحد صحفيي مجلتنا رأسه إلى مبتكر “تسريحة الطاقة”، ريمي بورتريه (Rémi Portrait) الذي دلّك فروة رأسه بمساج شياتسو، وغسل شعره بالزيوت العطرية، واستخدم شفرة الحلاقة في مواضع خطوط العلاج بالإبر الصينية، وما يزال بدنه يقشعرّ كلما تذكر هذه التجربة.

هل تريد تغيير قَصة شعرك ومصفّف الشعر الذي تتعامل معه؟ من الصعب أن يفكر الرجال في أمر كهذا؛ لكن التجربة كانت تستحق العناء كما قال لي أحد زملائي في هيئة التحرير، ونبهني إلى أن شعري الخشن الكثيف الذي يتعذّر تمشيطه يستحق ما هو أكثر من المرطبات البسيطة. يأخذنا هذا المقال في موعد مع مخترع تسريحة الطاقة ومؤلف كتاب “شعرك يقول كل شيء عنك” (Vos cheveux disent tout de vous) الصادر عن مؤسسة ألبان ميشيل (Albin Michel)، ريمي بورتريه، فما سر هذه التسريحة؟ يستعمل بورتريه شفرة حلاقة على النمط التقليدي المستقيم؛ ولكنها تراعي مبادئ الطب الصيني كخطوط الطاقة ونقاط العلاج بالإبر الصينية، ويستخدم الزيوت العطرية المناسبة للمواسم والعناصر الغذائية اللازمة؛ كل ذلك مسبوق بجلسة مساج شياتسو لتدليك فروة الرأس ومن ثم تتم الحلاقة على مرحلتين.

المرحلة الأولى: إنعاش الشعر

يلتقط ريمي بورتريه أول خصلة من الشعر ويبدأ العمل، مُسلَّحاً بشفرة الحلاقة، من أسفل إلى أعلى. راااااك! ليس ممتعاً حقاً لكنه رائع: “أسمع هذا الصوت (راااااك) يتردد في أذنيّ”. يتحدث مصفف الشعر عن “تسريحة الذبذبات”، وأود أن أشعر بها! أحسست بشعري يهتز مثل أوتار الغيتار. أوضح لي ريمي أن قصة المقص “ميتة” لأنها لا تولِّد أي ذبذبات، أما شفرة الحلاقة فتقص الشعر بزاوية حادة كما يفعل المرء عند قص وردة، وتولِّد ذبذبات تحفّز حُليمة العصب (تقع حُليمة العصب في قاعدة بُصيلة الشعر، وتُعتبَر عنصراً أساسياً في جذور الشعر). بدأ يحلق الشعر ببطء وثقة من الأسفل إلى الأعلى بمحاذاة أول خطوط الطاقة الخمسة للعلاج بالإبر الصينية على فروة الرأس: كان الخط الأول مؤلماً بدرجة كبيرة، والخط الثاني أقل إيلاماً، وكذلك الخط الثالث، وهنا شعرت بأنني أستطيع التقاط أنفاسي. وعند الوصول إلى الخط الرابع، بدأ التعذيب مجدداً! أشرتُ إليه بأنني أشعر بفارق كبير، فقال لي موضّحاً: “هذا الخط متصل بالمرارة”. كان كلامه هذا يتوافق تماماً مع متاعب المرارة التي كنت أعانيها آنذاك، والغريب في الأمر أنه أثار مشكلتين نفسيتين مرتبطتين بهذه المنطقة من الجمجمة، بالدقة نفسها! وأضاف: “تساعد الذبذبات على تنبيه العقل الواعي لمشاعر معينة مكبوتة، أو تساعد على تحريرها حتى”.

المرحلة الثانية: الراحة النفسية!

أغمضتُ عينيّ وأخذت نفساً عميقاً. كان ريمي يقص شعري من أعلى إلى أسفل هذه المرة، وبدا كما لو أنه ينحته نحتاً. كان يُطلِق على هذه القَصة “قصة الماس”. توسلتُ إليه أنني لا أريد مزيداً من الألم! شعرتُ بالذبذبات التي بدت لي أشبه بمعزوفة موسيقية ذات وقع صعب يتردد صداها في رأسي وفي أجزاء معينة من جسمي؛ غير أن هذه الأحاسيس جعلتني أشعر بالسَّكينة والحرية. كنتُ في حالة من الثقة التامة بالنفس، وسرعان ما شعرتُ بأنني حرٌ طليق النفس. ومن الناحية الجمالية، فقد كانت النتيجة ممتازة كذلك، ليس هذا فحسب؛ إذ لم “يصحُ” شعري فقط بل كان كياني كله يصحو! أمّا بالنسبة إلى مظهري في عيون الآخرين، فإنني أعتمد على رد فعل زميلتي إيزابيل التي قالت لي عندما عدت إلى المكتب: “ماذا فعلت؟ يبدو أن شعرك أكثف من ذي قبل!”.

تأثير القمر

يؤدي قص الشعر في أثناء اكتمال القمر إلى تسريع نموه بينما يؤدي قصّه في أثناء تضاؤل القمر إلى جعله أكثر كثافة؛ تماماً مثل البذور التي تُزرع في مرحلة اكتمال القمر وتنمو بشكل أفضل، في حين أن البذور التي تُزرع في مرحلة تضاؤل القمر فتمدُّ جذورها في الأرض إلى أعماق أكبر. لكن العلم لا يؤمن بوجود “تأثير القمر” ويصفه بأنه مجرد “اعتقاد شائع”. غير أن الطبيب هنري بوجيه (Henry Puget) يدعي العكس، قائلاً في كتابه الذي صدر بعنوان “القمر ودليل الصحة” (Lune et santé mode d’emploi): “يخضع الدم والماء في أجسامنا لجاذبية القمر وبالتالي تأثيره؛ على غرار ما يحدث في ظاهرة المد والجزر”. وليس من المهم أن تصدّق هذا الرأي أو تكذّبه؛ بل المهم أن تعرف كيفية الاستماع إلى نفسك.

المحتوى محمي !!