لمَ عليك تجنُّب تقبيل طفلك على فمه؟ طبيبة نفسية تجيب

القبلة على الفم
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: اعتاد بعض الوالدين تقبيل أطفاله على الفم كعلامة على الحب والمودة، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا السلوك غير مستحسَن عموماً، وحتى أنه مستنكَر لدى شريحة كبرى من مختصي العلاج النفسي، فما السبب؟ تقول مختصة الطب النفسي الأسري آن باكوس: “تُعد القبلة على الفم في كثير من الثقافات من إيماءات الحب بين البالغين ولذلك فإنه من الخطأ برأيي أن تستخدمها مع طفلك، فمن جهة لن يتمكن من فهم أن ثمة إيماءات معينة يجب ألا يستخدمها البالغون معه، ومن جهة أخرى فإنه لن يتمكن من التفريق بين أنواع الحب المختلفة”.
اعتاد بعض الوالدين تقبيل أطفاله على الفم كعلامة على الحب والمودة، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا السلوك غير مستحسَن عموماً، وحتى أنه مستنكَر لدى شريحة كبرى من مختصي العلاج النفسي، فما السبب؟ لنجيب عن هذا السؤال، أجرينا المقابلة التالية مع مختصة العلاج النفسي الأسري آن باكوس (Anne Bacus).

ما رأيكِ في سلوك تقبيل الوالدين أطفالهم على الفم؟

إنه سلوك غير مستحسَن بل حتى أنني أستنكره بصراحة، لأن هذه القبلة هي من إيماءات الحب بين الكبار لذا لا يجوز استخدامها للتعبير عن الحب تجاه الطفل.

إذاً هل يشبه تقبيل الطفل على فمه قبلة الحب بين الكبار؟

بالطبع؛ لكن بطريقة رمزية. تُعد القبلة على الفم في كثير من الثقافات من إيماءات الحب بين البالغين، ولذلك فإنه من الخطأ برأيي أن تستخدمها مع طفلك لأنه بذلك لن يدرك أن ثمة إيماءات معينة يجب ألا يستخدمها البالغون معه، ومن جهة أخرى فإنه لن يتمكن من التفريق بين أنواع الحب المختلفة.

ما المقصود بأنواع الحب المختلفة؟

يحب المرء زوجته بطريقة مختلفة عن تلك التي يحب بها أطفاله، ولذلك ثمة كلمات لن يستخدمها عندما يعبّر عن حبه لهم لأنها تنطوي على معانٍ لا تلائم نوع الحب بين الوالد والطفل، ولا يمكن للأخير أن يعي ذلك بنفسه إنما تقع على البالغ مسؤولية تعليمه ما يصح وما لا يصح في هذا الشأن. قد تقول الطفلة الصغيرة لوالدها مثلاً: “عندما أكبر سوف أتزوجك”، وهنا تقع عليه مسؤولية أن يوضح لها لمَ ذلك غير ممكن، وبالطريقة ذاتها يتعلم الطفل أن القبلة على الفم ليست الطريقة الملائمة للتعبير عن الشعور بالحب والمودة تجاهه.

هل لهذا الموضوع ضرورة تربوية أيضاً؟

نعم؛ إذ يساعده ذلك على التفريق بين السلوك السليم وغير السليم لأنك إذا استخدمت مع طفلك إيماءات الحب الخاصة بالبالغين فقد تصبح مقبولة بالنسبة إليه دون أن يدرك أنه لا يجوز للبالغين استخدامها معه. لذا يجب ألا تُشْبه العلاقة بين الوالد والطفل العلاقة العاطفية بأي ناحية سواء فيما يتعلق بالفعل أو الكلام، وإلا فسيتغير فهم الطفل لحدوده الشخصية.

ما المقصود باختلاف الكلمات التي نستخدمها بحسب نوع الحب؟

يقول الكثير من الوالدين لأطفاله: “أنا أحبك”؛ لكنني أرى أن هذه العبارة خاصة بالتعبير عن الحب بين البالغين ولا يمكن استخدامها كما هي مع الأطفال. لم نعتد في الماضي أن نقول لأطفالنا عبارة “أنا أحبك” بل كنا نعبر عن حبنا لهم من خلال الاهتمام والرعاية، وهذا ما يجب أن تكون عليه الحال اليوم. لكن إذا أراد الوالد التعبير عن حبه لطفله بالكلام يمكن أن يقول له بطريقة محددة مثلاً: “أنا أحبك بقدر ارتفاع الشمس” أو “أحبك بقدر احمرار الطماطم”، ويمكن أن تصبح هذه العبارات بمثابة لعبة بين الوالد والطفل، وهي تعبر بصدق ولكنها تسمح للطفل بفهم الفوارق بين أنواع الحب.

ماذا لو بادر الطفل بالقبلة على الفم؟

لا داعي لتهويل الموقف والتعامل مع الطفل بقسوة أو غضب بل يمكنك ببساطة أن توضح له لمَ لا يصح أن يقبّل الآخرين على الفم، فتقول له مثلاً: “إنها قبلة لطيفة لكن الأطفال لا يقبلون أحداً على فمه”. وإذا كرر الأمر فربما يحاول أن يوصل إليك رسالة ما ولا سيما إذا لم يسبق لك تقبيله على فمه، وفي هذه الحالة اطرح عليه أسئلة لفهم ما إذا كان قد واجه موقفاً يتعلق بهذا الموضوع تحديداً سواء في المدرسة أو أي مكان آخر.

المختصة آن باكوس: مختصة في الطب والعلاج النفسي كتبت العديد من الكتب حول الأبوة والأمومة؛ ومنها “دليلك الكامل للتعامل مع طفلك من الولادة إلى سن 3 سنوات” (Le grand guide de votre enfant de lanée à 3 ans).

المحتوى محمي !!