3 تجارب لأشخاص تمكنوا من اكتشاف مهمتهم في الحياة

معنى وجودنا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عندما نكتشف معنى وجودنا في الحياة سنتمكن من إبراز تفردنا في هذا العالم وإيجاد مكاننا بين الآخرين؛ ولكن ذلك يتطلب منا أن نعرف كيف نستمع إلى أنفسنا بطريقة صحيحة. من خلال السطور التالية نتعرف إلى تجربة فيرونيك وصوفيا وألكسندر وكيف تمكن كل منهم من إدراك مهمته في الحياة.

فيرونيك ليتيلييه: “مهمتي في الحياة هي المساهمة في سعادة البشرية”

منذ أن دمجت أهدافها الشخصية بأهدافها المهنية، تشعر مديرة الابتكار في شركة آكسا كلايمت (Axa Climate)، فيرونيك بأنها أقوى وأكثر انسجاماً مع نفسها.

تقول فيرونيك: “كان كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة إليّ منذ عامين، سواء على الصعيد العائلي أو المهني؛ لكنني كنت أرى أن الناس من حولي لا يشعرون بالرضا، وهنا خطر في بالي سؤال يهم الكثيرين وهو: ما سبب وجود الإنسان في الحياة؟ ثم فكرت وكانت الإجابة هي أن يساهم في سعادة البشرية. أصبحت هذه الكلمات بوصلة داخلية ومصدراً للطاقة التي تجددني روحياً، وشعاراً أردده لأتمكن من التركيز على نفسي وفهمها بطريقة صحيحة. في العام الماضي، أطلقت شركة آكسا فرانس (Axa France) مشروعاً ضخماً تعكس من خلاله توجهها الرئيس، فتبادر إلى ذهني السؤال ذاته مجدداً، ووصلت إلى نتيجة مفادها أنني والشركة التي أعمل لديها نريد أن نساعد العالم عبر العمل الجاد لحماية الكوكب والبشر، والمساهمة في تحقيق مستقبل آمن لهم. وهكذا فقد تقاطعت مهمة شركة آكسا كلايميت (Axa Climate) هذه مع مهمتي الشخصية في الحياة وهي المساهمة في سعادة البشر؛ ما منحني القوة والسعادة.

كان العمل من أجل تأمين مستقبل آمن للبشر هو الهدف الذي اختاره 15,000 موظف في آكسا فرانس (Axa France)، وكان ذلك ثمرة عملية تعاون كبيرة بينهم ارتكزت على الذكاء الجمعي. تلتزم شركة آكسا كلايميت (Axa Climate) بصورة ملموسة بهدفها هذا، لا سيما من خلال التنبيه السريع في حالة وقوع كارثة طبيعية، وتمويل مشاريع الوقاية من الجفاف وزيادة وعي الشركات حول التغيرات المناخية”.

صوفيا ماير: “مهمتي في الحياة هي المساهمة في جعل عالمنا أكثر ازدهاراً”

بعد عملها كمحامية دولية في لندن، أسست صوفيا شركة أوبالاين (Opaline) في سويسرا، وهي شركة متخصصة في صنع مشروبات طبيعية ومحلية بنسبة 100%. تقول صوفيا:

“لقد أسست أوبالاين عندما أدركتُ مدى تعارض صناعة العصائر مع الواقع البيئي والاجتماعي، وأنه لا يمكننا الاستمرار في جني الأرباح على حساب كوكبنا. أعتقد أن مهمتنا الجماعية هي إنقاذ الكوكب، وأن الجميع يفعل ما في وسعه في سبيل ذلك، ومهمتي الشخصية هي أن أساهم في جعل عالمنا أكثر ازدهاراً من خلال توحيد جهود جميع الجهات الفاعلة ودعمها في عملية التجديد هذه؛ إذ إن روح الاقتصاد التجديدي هي الأساس الذي يقوم عليه مشروعي. نحن نعمل وفق معايير الحوكمة التي تمنح الجميع مساحةً من الاستقلالية وتتيح لهم التعبير عن أنفسهم، جنباً إلى جنب مع المزارعين الذين يحبون أرضهم ويزرعونها بإخلاص، وهم يستحقون كل الاحترام. تُصنع مشروباتنا في الغالب من موارد محلية، ولأننا نسعى لأن تكون صناعتنا هذه متسقةً مع أهدافنا على الدوام، فإننا لا نعتبر زبائننا أهدافاً بل عناصر فاعلة في بيئة عمل متكاملة قائمة على التعاون والتضامن والإنصاف، ويعد الحفاظ على هذا النهج المبدأ الرئيسي بالنسبة إلينا في سبيلنا نحو تحقيق الازدهار”.

يعتمد الاقتصاد التجديدي على الاعتدال بدلاً عن الوفرة، والتعاون بدلاً عن المنافسة وخلق قيمة كبيرة لا ترتكز على استهلاك الموارد المحدودة. إننا نسعى إلى تطوير الحياة وتنميتها بدلاً عن تدميرها متخذين في سبيل ذلك من النظم البيئية الحية مصدر إلهام لنا. .

ألكسندر دوبراك: “أنا الشخص المناسب في المكان المناسب”

شعر ألكسندر مؤسس ومدير شركة أديتشي بأنه لم يعد يجد معنىً لعمله إلى درجة أنه أصبح يفكر في إنهائه، إلى أن اكتشف أنه خُلق ليقوم بهذا العمل بالذات.

كان ألكسندر يعاني من حالة الاحتراق الوظيفي في ذلك الوقت، ويوضح قائلاً: “كنت رافضاً تماماً لكل ما يتعلق بأساليب التنمية الشخصية حتى شاركتُ في إحدى الورش، وكانت نقطة تحول بالنسبة إليّ؛ إذ ساعدتني على إدراك مهمتي في الحياة وتقبل مشاعري والاستماع إليها ومن ثم فقد تمكنت من فهم ما أمر به ومواصلة المضي قدماً”.

ويتابع: “في عام 2004 أنشأتُ شركةً استشاريةً متخصصةً في تخطيط الأعمال وتطويرها؛ ولكنني شعرت في العام الماضي بإرهاق وغضب شديدَين إلى درجة أنني كنت أفكر بإنهاء عملي هذا. وبناءً على إصرار زوجتي، انتهى بي المطاف بالذهاب إلى مدرب تنمية شخصية اقترح عليّ العمل على تعزيز تقدير الذات والتفكير في مهمتي الحقيقية في الحياة. وبالفعل ولأول مرة في حياتي، وأنا في الخمسين من عمري، أخذت الوقت الكافي لأسأل نفسي أسئلةً صادقةً، وما أزعجني هو أنني كنت قد نسيت تفردي وتميزي كألكسندر، بصرف النظر عن دوري كمدير أعمال. ثم بحثت عن كل ما كان يقيدني سواء في حياتي المهنية أو الشخصية، وقررتُ أن أُحسن معاملة نفسي تماماً كما كنت أفعل مع الآخرين واكتشفت أنني الشخص المناسب في المكان المناسب، وأن مهمتي في الحياة هي بالضبط ما أقوم به؛ أي قيادة مجموعة من الرجال والعمل على تطويرهم لمساعدتهم على فتح مسارات جديدة وفعالة في حياتهم. لقد فتحت هذه الأفكار ذهني وساعدتني على إطلاق العنان لنفسي، وانتقلت في شركتي من منصب المدير التنفيذي إلى منصب قائد، وكان ذلك رائعاً لأنني تمكنت من الانسجام مع نفسي وعملي مجدداً”.

المحتوى محمي !!