“تأثير اليويو”: كيف يمكن للحمية الغذائية أن تتسبب في زيادة دهونك؟

تأثير اليويو
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: إذا كانت الحمية الغذائية سريعة وصارمة للغاية فسوف تستعيد سريعاً الوزن الذي فقدته خلالها، ولا سيما إذا لم تؤدِ إلى تعديل عاداتك الغذائية. تقول مختصة العلاج الطبيعي سيلين تواتي: “لا يمكننا تقييد أنفسنا مدى الحياة”، ولذلك تصبح مهمة استعادة الوزن الصحي أكثر صعوبة. أُطلقت تسمية تأثير اليويو (yo-yo effect) على عملية اكتساب الوزن وخسارته المتكررة نتيجة اتباع الحميات الغذائية الصارمة؛ إذ يشبه هذا الارتفاع والانخفاض المستمر حركة لعبة اليويو. ويشير هذا المفهوم إلى اختزان الجسم للدهون بمرور الوقت ومقاومته لأي تغييرات.

أُطلقت تسمية تأثير اليويو (yo-yo effect) على عملية اكتساب الوزن وخسارته المتكررة نتيجة اتباع الحميات الغذائية الصارمة؛ إذ يشبه هذا الارتفاع والانخفاض المستمر حركة لعبة اليويو. ويشير هذا المفهوم إلى اختزان الجسم للدهون بمرور الوقت ومقاومته لأي تغييرات، فما السبب وراء ذلك وما الحل؟

ما هو تأثير اليويو؟

تقول مختصة العلاج الطبيعي ومؤلفة كتاب “زمن الحميات الغذائية قد ولّى” (Les régimes, c’est fini)، سيلين تواتي (Céline Touati): “يشير مفهوم تأثير اليويو إلى رد فعل الجسد لمواجهة الحرمان القاسي من الغذاء الذي يتعرض له أحياناً عند اتباع الحميات الغذائية”.

عندما نتبع حمية غذائية صارمة فإننا نحد من كمية السعرات الحرارية المستهلَكة ويتجلى رد فعل الجسم تجاه ذلك في ناحيتين، فهو يحاول الحفاظ على طاقته من خلال تقليل نشاطه ومنح الأعضاء الحيوية الحد الأدنى اللازم من السعرات الحرارية. ونظراً لافتقاره إلى الحد الطبيعي من السعرات الحرارية فإنه يخزن نسبة من الدهون تحسباً لتعرضه لهذا النقص مجدداً، ومع اتباع الحميات الغذائية على نحو متكرر يميل الجسم إلى تخزين الدهون حتى بعد إيقاف الحمية.

إذا كانت الحمية الغذائية سريعة وصارمة للغاية فسوف تستعيد سريعاً الوزن الذي فقدته خلالها، ولا سيما إذا لم تؤدِ إلى تعديل عاداتك الغذائية. وتقول سيلين تواتي: “لا يمكننا تقييد أنفسنا مدى الحياة”، ولذلك تصبح مهمة استعادة الوزن الصحي أكثر صعوبة، فالجسد يتذكر القيود التي فرضْتها عليه ومن ثم يبدأ بتخزين الدهون حالما تفرضها عليه مجدداً.

الحميات الغذائية وذاكرة الجسد

يقول خبير التغذية باتريك سيروغ (Patrick Serog) في كتابه “ابتكر حميتك الخاصة” (Create your own diet): “يملك الجسد ذاكرة استقلابية تطورت تدريجياً بمرور الوقت”. ويوضح إنه عند التناوب بين فترات الحمية الصارمة ثم الأكل الفوضوي فإن الجسم يميل تدريجياً إلى توفير أكبر قدر ممكن من السعرات الحرارية، ليتمكن من التعامل مع السعرات المحدودة التي يحصل عليها.

ويؤكد أن بعض المرضى يواجهون بعد ذلك مقاومة لفقدان الوزن ترسخت تدريجياً إثر اتباع النظام الغذائي تلو الآخر، وفي هذه الحالة يصبح فقدان الوزن أبطأ ويستغرق مدة أطول لكنه يظل ممكناً إذا غيّر الإنسان عاداته الغذائية.

تغيير العادات والسلوكيات الغذائية هو الحل

يقول باتريك سيروغ: “عندما يحرم الشخص نفسه من الطعام باستمرار فإن ذلك ينمي لديه مشاعر الإحباط تدريجياً ما يجبره في النهاية على التحرر من هذه القيود، ولذلك فإنه ينتقل باستمرار من حمية غذائية صارمة إلى ما قد يصل حد الإفراط في الأكل أحياناً”.

ولأن العادات غير الصحية التي أدت إلى زيادة الوزن تترسخ مع التقدم في السن، فإنه من الضروري التخلص منها واستبدالها بعادات صحية وأخذ الوقت الكافي لجعلها جزءاً من السلوك اليومي على المدى الطويل.

ويُعد تبني عادات غذائية جديدة على المدى الطويل وسيلة أكثر فعالية مقارنة باتباع حمية غذائية صارمة، لأن هذه العادات ستساعدك على تغيير سلوك الأكل لديك، فيعتاد جسمك هذه التغييرات تدريجياً ويختزن دهوناً أقل.

لا بأس ببعض الاستثناءات

لا يعني تغيير العادات الغذائية فرض قيود صارمة على نفسك، فمثلاً لا مشكلة في الاستمتاع بالعشاء الذي دعاك إليه أصدقاؤك وتناول ما يحلو لك ثم استئناف عاداتك الغذائية الصحية. ويوضح باتريك سيروغ إن مرضاه يكسرون خلال الإجازات والاجتماعات العادات الغذائية الجديدة التي اكتسبوها، ويقول: “هذا طبيعي فتناول الأطعمة اللذيذة جزء من بهجة هذه الاجتماعات، وحالما يستأنفون عاداتهم فإنهم يعودون إلى الوزن السابق”.

ويوضح الطبيب إن تخزين الدهون في هذه الحالة مؤقت ويمكن تداركه ولا سيما إذا لم يكسر المرء عاداته الغذائية لمدة طويلة، ويقول: “بعد 4 أسابيع يسجل الجسم التغيير في النظام الغذائي كما لو كان دائماً ويبدأ في تخزين الدهون على نحو مستدام”. ناهيك بأن التخلي عن العادات الصحية لمدة طويلة قد يعني خسارتها بعد أن استغرق تبنيها، في بعض الحالات، عدة أشهر. ويختتم الطبيب قائلاً: “لا نعرف كيف نفسر هذه الظاهرة تماماً فقد ترتبط بالآليات السلوكية أو عمليات التمثيل الغذائي والتفاعلات الهرمونية، وعلى أي حال فإن التعديل التدريجي لسلوك الأكل يبقى الطريقة الأفضل للحفاظ على صحة الجسم وتوازنه”.

المحتوى محمي !!