8 نصائح لبناء المرونة استعداداً لمواجهة الشدائد

بناء المرونة
unsplash.com/ Eric BARBEAU
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كيف يمكننا تقوية أنفسنا لتجاوز الشدائد بدلاً من الانجراف معها؟ كيف يمكن لبعض الناس التعامل مع الضغوط القاسية بينما ينهار البعض الآخر بسرعة؟ كيف يمكن أن تنحني دون أن تنكسر؟ اخترنا لك 8 استراتيجيات تساعدك على بناء المرونة وتجعل منك أقوى وأكثر صلابة، وهي مفيدة جداً للتكيف مع مشاكل الحياة ومصاعبها.

  1. الاستعداد
  2. التعرف على المحنة وتقبلها
  3. تنظيم عواطفك
  4. تغيير المنظور
  5. ابحث عن المساعدة وقدّمها أيضاً
  6. العمل، ابق مشغولاً
  7. اختيار الرفقة الجيدة
  8. ثق بنفسك

الشيء المهم أن هذه الاستراتيجيات تنجح. هذه هي العبارة التي تلخص بشكل أفضل ما قاله المتخصصون في علم النفس في الولايات المتحدة من جميع الفروع والتيارات، وهناك وفرةٌ في المقالات التي يسرد فيها الباحثون والمؤلفون الدراسات والملاحظات حول هذه الموضوعات. وفي هذا الصدد، تُعد المرونة من أكثر الموضوعات التي تمت دراستها على نطاق واسع وكانت موضوعاً لعدة برامج تتابع تحسّن المرونة خطوةً بخطوة. الاستراتيجيات التي نقترحها هنا مُستقاةٌ مما كتبه مدرب الحياة “براد ووترز” عام 2014 في صحيفة “التايمز”، وما كتبه الصحفي الأميركي “إريك باركر” عام 2013 في دورية “سايكولوجي تودي”.

1- الاستعداد

لا يتعلق الأمر بتوقع كل الأحداث الصعبة في الحياة، سيكون ذلك مستحيلاً كما أنه لا يطاق، بل بالتدرب على استخدام مجموعةٍ من أدوات البقاء معاً (عندما تكون الأمور بخير) استعداداً لمواجهة الظروف الصعبة. على وجه التحديد، يتعلق الأمر باستخدام الأدوات والأنشطة التي تريحنا أو تحفزنا أو تبعث الحيوية فينا مجدداً عندما نواجه الصعاب، مثل رؤية الأصدقاء والتأمل والذهاب في نزهة في الطبيعة والاعتناء بأنفسنا والتخطيط لمشروعٍ ما أو الذهاب في رحلة والقراءة والكتابة وزيارة أخصائي الوخز بالإبر… وغير ذلك. الأمر متروك لكل واحد منا لإعداد قائمة خاصة به من الممارسات والأنشطة الخاصة “للأوقات الصعبة”. حيث يمكن الوصول إلى هذه الموارد بسهولة أكبر عندما تحتاج إليها إذا كنت قد اخترتها بعقل صافٍ وقلبٍ هادئ.

2- التعرف على المحنة وتقبلها

أول شيء يجب فعله عند مواجهة حدث صعب في الحياة هو التعرف عليه كمحنة في أسرع وقت ممكن. في الواقع، يميل معظمنا إلى تقليل حجم الصعوبات التي تواجهنا، أو ما هو أسوأ من ذلك، إنكارها لحماية أنفسنا. لكن إنكار المشكلة لا يؤدي لاختفائها، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن ذلك يضعف أيضاً قدرتنا على الحكم عليها، وبالتالي عدم التصرف بطريقة حكيمة. أفضل طريقة لتجنب الإنكار هي توصيف أو كتابة الحقائق كما لو كنت تبلغ عن الموقف. بمجرد أن تدرك مدى صعوبة ما تمر به، كل ما عليك فعله هو قبوله: “حسناً، أنا أواجه مشكلة ما فعلاً”. لكن احذر من الخلط بين القبول والتهرب من الأمر على أنك لا تستطيع تغييره. من المهم أن تضع في اعتبارك أن هذه اللحظة التي تمر بها هي فصل صعب في كتاب حياتك، لكنها ليست الكتاب بأكمله. يضمن لك هذا التمييز تجنب الوقوع في المحنة بأكملها.

3- تنظيم عواطفك

تؤدي المحنة دائماً إلى عاصفة عاطفية، ومقاومة عواطفك هذه يأتي بنتائج عكسية. من الأفضل الحفاظ على الهدوء وتقييم الأشياء بعقلانية حتى تتمكن من وضع خطة والتصرف بوعيٍ وإعادة تركيز نفسك من خلال تمارين الجسم والعقل مثل التنفس المضاد للإجهاد أو تأمل اليقظة أو اليوجا أو ممارسة تمارين مثل تشي كونغ أو التاي تشي. قد تشعر بهدوءٍ شديد بعد المحنة، كن حذراً، يمكن أن يكون هذا تأثيراً مخدراً. هذا هو الحال عندما تشعر أنك مشلولٌ ومعزول عن نفسك وغير قادر على الشعور بأي شيء. لذلك سيكون هناك وقتٌ ستمر به إلى أن تدرك حجم المحنة وتتقبلها. في جميع الحالات، لا يمكن أن يأتي النوع الصحيح من الهدوء إلا بعد تنظيم متسلسل للعواطف: الترحيب- تحديد المشكلة- القبول- التهدئة.

4- تغيير المنظور

ليس للمحنة وجه واحد. في الواقع، إن المشاعر السلبية المتطرفة ومخاوفنا ومعتقداتنا هي التي تدفعنا للنظر إليها من منظور واحد مختزل بالضرورة. لذلك من المفيد دائماً التشكيك في المحنة لاكتشاف ما يجب أن نتعلمه منها عن أنفسنا وعن الآخرين وعن الحياة. في بعض الأحيان، يسمح لنا ما نعتبره أمراً محتوماً في النهاية بتغيير ما لم يكن لدينا القوة أو الوضوح لتغييره أو تركه في حياتنا، وذلك ممكن فقط إذا غيرنا الطريقة التي ننظر بها إلى المحنة.

5- ابحث عن المساعدة وقدّمها أيضاً

إن الاعتقاد بأنه يمكنك تجاوز محنتك بالاعتماد على نفسك فقط هو وهم خطير. في الحقيقة، إن طلب المشورة والمساعدة أمر ضروري للغاية لبناء مرونة دائمة. ولكن قد لا يدرك البعض أن تقديم المساعدة والدعم للآخرين عامل مهم لبناء المرونة أيضاً. إذ إن تقديم الدعم لشخص يعاني يسمح للمرء ببناء مرونته الخاصة، والابتعاد مؤقتاً عن مشكلته وتبديد الشعور بالوحدة مع معاناته. أخيراً، في حالة وقوع حوادث مؤلمة في الحياة لا يمكن تحملها، من المهم للغاية الحصول على مساعدة مهنية لتجنب الانهيار.

6- العمل، ابق مشغولاً

تركيز أفكارك بشكلٍ متكرر على المشكلة نفسها يسبب الإجهاد. لتخفيف العبء العقلي والعاطفي، لا يوجد شيء مثل إبقاء عقلك ويديك مشغولين بشيء آخر. أبق نفسك مشغولاً، اذهب إلى العمل، اطبخ، قم بأعمال البستنة، رتّب المنزل، أو ارسم، اكتب واقرأ… كلما كنت مشغولاً أكثر، كان بإمكانك استعادة طاقتك الجسدية والعقلية بشكل أفضل، وكلما ابتعدت عن مشكلتك، مهما كانت مؤلمة، ستستعيد عافيتك أسرع.

7- اختيار الرفقة الجيدة

تجذب المحن الأشخاص السلبيين مثل المغناطيس. يجب أن نمتلك القدرة على التمييز بين الأشخاص الذين يظهرون التعاطف الصادق معنا وأولئك الذين يتلاعبون بمشاعرنا. إذ تتغذى العديد من الشخصيات السامة على تعاسة الآخرين لإجراء مقارنات لصالحهم، أو لتعزيز تشاؤمهم الاكتئابي أو لاستعادة نرجسيتهم من خلال لعب دور المعلّم المقرب. ابحث عن أشخاص مرنين آخرين وأحط نفسك بهم دائماً، ستجدهم في أوقات المحن بجانبك، يستمعون إليك دائماً ويعتنون بك ويدعمونك ويتعاطفون معك، لأنهم سيكونون بحالٍ أفضل إن استطعت تجاوز المحن.

8- ثق بنفسك

إن إدراكك أنك ما تزال على قيد الحياة، تقف شامخاً في مواجهة المحن هو انتصارٌ بحدّ ذاته يمكنك أن تحتفي به حقاً. قد ينطبق ذلك على الأحداث التي تؤثّر عليك فقط، كالشفاء من مرض أو تجاوز محنة الانفصال عن الشريك، لكّن ربما يصعب الاحتفاء بتجاوز محنة وفاة أحد أفراد أسرتك. اعتماداً على ما حدث، قد يكون من المفيد أن تأخذ دقيقة وتقول لنفسك “هذا الحدث لم يدمرني، ما زلت هنا”. لا يزيد هذا الموقف من احترام ذاتك وثقتك بنفسك وحسب، بل هو أفضل من مقاومة المحن بكلّ قوتك كما يفعل الثور الهائج، لذا خذ الوقت الكافي لتثني على نفسك وتشجعها.

من المهم أيضاً زيادة الوعي بذاتك من أجل بناء المرونة لذلك: استمع إلى نفسك وانتبه جيداً للرسائل التي يرسلها جسدك وعقلك إليك. سيساعدك هذا على الاستجابة بشكل صحيح لاحتياجاتك النفسية والفيزيولوجية. مهما قيل لك أو كانت النصيحة التي تتلقاها، استمع إلى نفسك: هناك أوقات يجب أن تتوقف فيها، وأوقات لاستعادة قواك أو المضي قُدماً.

المحتوى محمي !!