وحيد في العيد؟ إليك ما يمكنك فعله

الوحدة في العيد
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: لا يُعد العيد مناسبة سعيدة عند الجميع، فالبعض قد يجد نفسه في مواجهة وحدته خلاله؛ ما يجعله توقيتاً يضاعف معاناته النفسية، وقد يرتبط ذلك بفقدان أحد أحبابه أو انقطاع صلته بعائلته أو عدة أسباب أخرى. لكن بغض النظر عن السبب وراء المعاناة من الوحدة في العيد، ثمة العديد من الإرشادات العملية التي يقدمها هذا المقال للتخفيف منها.

ترتبط أوقات الأعياد في أذهان الكثيرين بالتجمعات العائلية المبهجة؛ لكن هذه الصورة المشرقة تعبّر عن جانب واحد فقط للأعياد، فهناك جانب آخر قد لا يتصدر المشهد لكنه حقيقي؛ وهو ذلك الشخص الوحيد الذي يراقب فرحة الآخرين في صمت ويتوجع نتيجة تضاعف معاناته النفسية في هذا التوقيت الذي من المفترَض أن يسعد فيه.

وتتعدد الأسباب وراء معاناة الوحيدين في الأعياد، فمنهم من يعاني من القلق في التجمعات فيتجنبها، والبعض الآخر منهم قد لا تكون لديه علاقات اجتماعية من الأساس تسمح له بمشاركة وقته في العيد؛ لكن النتيجة واحدة وهي تضاعف الضغط النفسي.

وكذلك تزيد الأعياد من معاناة المصابين بالاضطرابات النفسية، فقد أجرى التحالف الوطني الأميركي للاضطرابات النفسية (National Alliance on Mental Illness) مسحاً إحصائياً توصّل من خلاله إلى أن 64% من المصابين باضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب أكدوا أن العطلات تزيد حالتهم سوءاً، فكيف تواجه هذه المعاناة النفسية المتكررة مع كل عيد؟ هذا ما سنجيب عنه في مقالنا.

لماذا قد يزداد شعورنا بالوحدة في العيد؟

تتباين الأسباب وراء الشعور بالوحدة في الأعياد؛ لكن بشكل أساسي فغالباً ما يكون العيد بمثابة الوقت الذي يواجه فيه الشخص وحدته وجهاً لوجه؛ إذ ينشغل الأشخاص الذين يعانون من الوحدة بمعظمهم خلال بقية أيام العام بالعمل أو الدراسة أو أي أنشطة أخرى، لذا لا تنكشف حالة الوحدة لديهم بهذه القسوة التي قد تدفعهم حد الانهيار النفسي.

ويُرجع الطبيب النفسي آدم فريد (Adam Fried) ازدياد الشعور بالوحدة في الأعياد إلى أنَّ ثمة أشخاصاً قد فقدوا أحباءهم أو توترت علاقاتهم بعائلاتهم إلى حد القطيعة؛ ما يسبب شعورهم بأنه ليس لديهم من يحبهم ويدعمهم عندما يشاهدون الآخرين يسعدون بأوقاتهم مع أحبابهم وعائلاتهم.

وحتى ننقل الصورة بواقعية؛ ربما يرتفع سقف التوقعات عند البعض نتيجة مشاهدة الإعلانات المنتشرة التي تروج لصورة مثالية عن الأعياد قد لا تتحقق على أرض الواقع؛ الأمر الذي يُشعره أنه وحيد بالمقارنة مع الصورة الإعلانية عندما يعيش عيده العادي!

وتضيف الاستشارية النفسية جيسيكا ميلر (Jessica Miller) تفصيلاً مهماً في ما يتعلق بسقف التوقعات؛ وهي أن البعض قد يربط سقف توقعاته بالأعياد السابقة التي حظي بها بأوقات سعيدة مع عائلته وأصدقائه، بصورة أصبحت غير متاحة له في الوقت الحالي؛ ما يجعله يقارن دائماً بين العيد الحاضر وأعياد الماضي فيشعر بأنه أصبح وحيداً، ويُقلقه من استمرار هذا الوضع وتفاقمه مستقبلاً.

اقرأ أيضاً: هل تشعر بالاكتئاب في الأعياد؟ تعرف إلى اكتئاب الإجازة

10 إرشادات لتتعامل مع وحدتك في الأعياد

حسناً، بعدما استعرضنا الأسباب التي قد تزيد الوحدة خلال الأعياد، سنقدم لك مجموعة من الإرشادات العملية التي تساعدك على إدارة وحدتك في هذه الأوقات؛ وأهمها:

1. تجهَّز بخطة لمواجهة الشعور بالوحدة

التأهب للوحدة في الأعياد بوضع خطة عملية لمواجهتها سيخفف من تأثيرها في صحتك النفسية، ويمكن أن تتضمن خطتك قائمة بالأشخاص الذين ستتواصل معهم أو الأماكن التي ستزورها، أو الأنشطة التي ستمارسها لتحسن حالتك المزاجية.

2. تفحَّص مشاعرك

أول خطوة لحل المشكلة هي تشخيصها جيداً، لذا عليك مراجعة المشاعر التي تشعر بها خلال فترة الأعياد محاولاً الوصول إلى جذورها لتكون أكثر قدرة على التعامل معها ومواجهتها.

3. أعِد ضبط توقعاتك

ربما تكون الفجوة بين توقعاتك وأرض الواقع ازدادت، لذا حان الوقت لتعيد التفكر في واقعك وتضع توقعاتك وفقاً له حتى لا تكون محبَطاً في كل عيد، فتقبُّلك لما يمكنك فعله سيجعلك أكثر قدرة على الاستمتاع به بدلاً من المقارنة التي لن تعود عليك سوى بالحسرة.

4. ابحث عن التواصل البسيط

لا يُشترط لكي تكون سعيداً في العيد أن تكون وسط تجمعات كبيرة؛ إذ يمكنك أن تصنع سعادتك من تفاصيل بسيطة مثل تبادل التهنئة مع الجيران، أو المشاركة في الفعاليات المقامة في مدينتك للاحتفال بالعيد، أو الاتصال بالأصدقاء وزملاء العمل، فهذا قد يقلل من وحدتك.

5. جرّب أن تكون معطاءً

واحدة من الطرائق العملية لمواجهة الوحدة في الأعياد هي التبرع بوقتك وجهدك في عمل تطوعي، فغالباً ما ستجد أن ذلك ينعكس عليك بمشاعر الحب والفخر وتقدير الذات.

6. اعتنِ بذاتك ودللّها

مثلما يؤثر العطاء للآخرين في نفسيتك إيجاباً، فكذلك العطاء لنفسك سيُشعرك بالسعادة! لا تنسَ أن تبحث عما يسعدك وتفعله، سواء كان شراء مأكولاتك أو مشروباتك المفضلة، أو التنزه في مكان كنت تود الذهاب إليه منذ فترة.

7. تجنَّب المحفّزات

ربما يزيد تصفح منصات التواصل الاجتماعي أو مشاهدة الإعلانات شعورك بأنك شخص بائس نتيجة ما تعانيه من وحدة، لذا سيكون من الجيد منع أي محفز عاطفي يحمّلك ما لا تطيق.

8. احذر التهرُّب من مشاعرك

قد يندفع البعض عند مواجهة الوحدة في الأعياد إلى ممارسة سلوكيات خاطئة لإخفاء مشاعره مثل تعاطي المخدرات أو الكحوليات؛ لكن تلك السلوكيات ستفاقم حالته، لذا من الأفضل تجنُّبها.

9. ركّز على ما تملك وليس ما تفقد

النظر إلى نصف الكأس الممتلئ ليس تعبيراً مجازياً، فالشخص الذي يركز دائماً على ما يفتقده من علاقات أو أشخاص، سيجد غالباً صعوبة في ممارسة الامتنان، لذا حاول أن تقدّر الأشياء التي تحظى بها مثل عملك أو هواياتك.

10. لا تتردّد في طلب المساعدة

قد تزيد وحدتك في الأعياد نتيجة تكتُّمك على مشكلتك وعدم مصارحة مَن حولك بها، لذا حان الوقت لتكشف لهم ما يدور في داخلك حتى يتمكنوا من دعمك، وأيضاً لا تتردد أن تلجأ إلى المعالج النفسي عند الحاجة ليساعدك على إدارة مشاعرك.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح للتغلب على الوحدة وتجنُّب فخ الاكتئاب

المحتوى محمي !!