5 نصائح للتعامل مع شعورك بالوحدة في العلاقة الزوجية

الوحدة في العلاقة الزوجية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل تشعر بالوحدة في العلاقة الزوجية؟ يقدم لك الطبيب النفسي كريستوف فوري 5 نصائح لمواجهة هذا الشعور المؤلم والتغلب على هذه العزلة.

العلاقة الزوجية نمط مكرر لعلاقاتنا في الطفولة

في أغلب الأحيان؛ يعاد تنشيط أنماط علاقاتنا في مرحلة الطفولة في علاقاتنا العاطفية كراشدين، فتتكرر فيها كل الاضطرابات العاطفية والمشكلات العائلية العالقة منذ ذلك الوقت.

نصيحة كريستوف فوري: “من الجيد أن تسأل نفسك بعض الأسئلة لتفهم الأمر، على سبيل المثال هل تفتقر في علاقتك بالشريك إلى نظرة التقدير التي تجعلك تشعر بوجودك والتي سبق أن تمنيت رؤيتها في عينيّ والدك عندما كنت طفلاً؟ إذا كان هذا هو الحال فإن الأمر في الحقيقة لا يتمحور حول محاولة إصلاح العلاقة مع الشريك؛ بل حول “التصالح” مع هذا الأب الذي لم ينظر إليك بطريقة تساعدك على تقدير ذاتك، ومن ثم فصل هذه التوقعات التي نشأت في مرحلة الطفولة عن علاقتك بشريك حياتك. وبينما يعجز المرء في مرحلة الطفولة عن إدراك قيمته الذاتية فإن ذلك ممكن عندما يكون راشداً. وهنا يأتي دور العلاج النفسي الذي يعمل على تصحيح أفكاره الخاطئة التي كونها حول نفسه، ويكمن التحدي في قدرته على إدراك أن وجوده وقيمته الحقيقية لا يعتمدان على نظرة الآخرين إليه”.

أعد الاتصال بكيانك الداخلي

تسمح لنا العديد من الأساليب مثل التأمل، إعادة الاتصال مع الذات والتنمية الشخصية بإعادة الاتصال بكياننا الداخلي وبما يسميه كريستوف فوري “تفردنا الأساسي”.

نصيحة كريستوف فوري: “يمثل هذا التفرد نواة الجانب الروحي لدينا ؛ والذي يتيح لنا الاتصال معه إدراك أن قيمة ذواتنا وتعريفنا لأنفسنا هما أمران ينبعان من داخلنا وليس من الخارج أو بناءً على نظرة الآخرين إلينا. ويتيح لنا ذلك أيضاً تعديل توقعاتنا من العالم من حولنا، على سبيل المثال هل نتوقع أن نستمد منه الشعور بوجودنا ونحصل على اعتراف بقيمتنا؟ عندما يربط الإنسان قيمته بنظرة الآخرين إليه فإن ذلك يجعله في حالة من “الاغتراب” عن الذات أي أنه يصبح غريباً عن نفسه”.

سل نفسك عن توقعاتك من شريك حياتك

ما توقعاتك من شريك حياتك؟ في حين أن بعض هذه التوقعات تكون منطقية، فإن بعضها الآخر عبثي ولا طائل منه سوى التسبب بخيبة الأمل والإحباط والمعاناة.

نصيحة كريستوف فوري: “يتمحور الأمر هنا حول التخلي عن التوقعات غير المنطقية التي لا يمكن لشريكك تلبيتها وإدراك أن هذه التوقعات ليست المسؤولة عن شعورك بوجودك. من ناحية أخرى ثمة توقعات تعد مشروعةً بالتأكيد، على سبيل المثال رغبتك في أن يشاركك الطرف الآخر العبء الذهني المرتبط بإدارة العلاقة وأن يدرك دوره المترتب عليه فيها من دون أن تضطر لإخباره بذلك. وبالمثل فإنه يجب ألا تتوقع من العلاقة أكثر مما يمكنها تقديمه لك، لأن الإحباط الذي سيسببه لك ذلك سيحملك على الاعتقاد بأن علاقتك تمر بأزمة. لكن قد تتساءل هنا: “إذا كان شريكي يفضل التزام الصمت على الدوام فلم أكلف نفسي عناء محاولة حمله على الكلام؟ في الحقيقة لا يشير صمت شريكك إلى مشكلة في العلاقة بل إلى مشكلة أخرى ترجع إلى رغبتك في أن يكون شخصاً آخر غير الذي هو عليه. ولذلك بدلاً عن أن تتوقع من شريكك ما لا يمكنه تحقيقه فإنه يمكنك أن تركز على إيجابيات العلاقة التي تربطك به التي كانت أساس اختيارك له في المقام الأول”.

اقرأ أيضا:

أفصح لشريكك عن شعورك بالوحدة

كيف تعبر لشريكك عن شعورك بالوحدة عندما يتملكك هذا الشعور بشدة؟ يوضح الطبيب النفسي أن الأمر الأهم هو أن تعبر لشريكك عن ما تشعر به قبل أن توضح له حاجتك.

نصيحة كريستوف فوري: “في كثير من الأحيان يعبر المرء لشريكه عن شعوره بالوحدة بنبرة لوم وعبارات من قبيل: “أنا أشعر بالوحدة بسبب سكوتك، أو لأنك لا تفعل كذا، أو بسبب ما أنت عليه، أنت سبب تعاستي”. وعلى الرغم من أنه قد يكون محقاً، فإن هذا الأسلوب ليس أفضل أسلوب يمكن اتباعه لجعل الآخر يصغي إليه. لذا فمن الأفضل أن توضح لشريك حياتك ما تشعر به وأثر سلوكه في نفسك مع تجنب الصيغ العدوانية القائمة على إلقاء اللوم فهي تؤدي إلى إنهاء التواصل بينكما، وأن تتبع بدلاً عن ذلك أسلوب التواصل اللاعنفي الذي يساعدك على توضيح موقفك”. من المهم أيضاً أن تميز بوضوح في أثناء كلامك معه بين الأمور التي ترتبط بك وتلك التي تخصه بأن تقول له على سبيل المثال: “ربما تقع هذه الأمور التي أسألك عنها ضمن اختصاصي، ولا يمكنك الإجابة عنها، وربما تشعر أنت أيضاً بالوحدة. وقد يكون ثمة نواح في علاقتنا نحتاج إلى مراجعتها كعدم المساواة في الأعباء الذهنية المرتبطة بإدارة العلاقة على سبيل المثال”. أو يمكنك أن تقول له: ” أنا أعاني بالفعل بسبب هذا الأمر، فإلى أي درجة يمكنك الاستجابة لمعاناتي هذه؟ قد لا تملك إجابةً كافيةً لكن إلى أي درجة يمكنك تفهم موقفي؟”. من الضروري أن تتجنب زجر الطرف الآخر ولومه لأن ذلك سيجعله يشعر بالنفور وينهي الحوار مباشرةً فبدلاً من أن تأمره قائلاً: “تحدث إلي”، قل له: “ما الذي يمكنك تقديمه لي؟”.

سل شريكك عما إذا كان يشعر بالوحدة

يمكن أن يعاني كل طرف من طرفي العلاقة من الوحدة وعلى الرغم من ذلك فقد تختلف شدة شعور كل منهما بها وطريقته في التعبير عنها.

نصيحة كريستوف فوري: “قد تظهر مشاعر الوحدة لدى طرفي العلاقة ولكن ليس بالضرورة بالطريقة ذاتها. يتسم تأثر المرأة العاطفي بأنه أكثر وضوحاً، وهي تميل إلى التعبير عن مشاعرها صراحةً؛ إذ يكون لديها انطباع بأن هذه المشاعر تتملكها وحدها دون الرجل، الذي قد يشعر من جهته بالوحدة أيضاً لكن بطريقة مختلفة ودون أن يدرك ذلك أحياناً. مثلاً تؤدي ولادة الطفل الأول إلى شعور الرجل بالاستبعاد؛ إذ إن حبيبته قد أصبحت أماً ولم تعد تنظر إليه في الوقت ذاته على أنه شريكها بل أصبح بالنسبة إليها والد طفلها ورب العائلة. ومع شعوره بالرفض وميله إلى الانسحاب، فإن ذلك يؤدي إلى تعزيز الشعور بالوحدة لدى المرأة. لذلك من الجيد أن تسأل شريكك عما إذا كان يشعر بالوحدة أو أن وجوده في العلاقة لم يعد كما يتمناه بالفعل، بعد ذلك يمكنكما أن تفكرا معاً في كيفية تأمين الاحتياجات الخاصة بكل منكما في العلاقة”

اقرأ أيضا:

المحتوى محمي !!