7 نصائح ذهبية للآباء والأمهات مفرطي الحساسية

الوالد مفرط الحساسية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من المعروف أن بعض الأشخاص يعاني فرط الحساسية النفسية، ومما لا شك فيه أن لهذه الحالة تأثيراً في مختلَف نواحي حياة صاحبها ولا سيما عندما يصبح والداً؛ لكن عالمة النفس الأميركية والمتخصصة في فرط الحساسية النفسية إلين آرون (Elaine Aron) ترى أن تقبُّل الوالد مفرط الحساسية لحالته المزاجية الخاصة هذه ثم الاهتمام بنفسه سيعود بالنفع عليه وعلى طفله في آنٍ معاً، وفيما يلي 7 نصائح تساعد الآباء والأمهات مفرطي الحساسية على تحقيق ذلك.

تقبَّل حساسيتك المفرطة

على الرغم من أن الأمر قد يبدو بديهياً فإنه ليس بهذه البساطة، وتقول إلين آرون: “يكتشف بعض الأشخاص حساسيته المفرطة عندما يصبح والداً، فيجد الفرد نفسه في هذه الحالة مجبراً على التعامل مع مسألتين في الوقت ذاته وهما قدوم المولود الجديد والجانب الذي اكتشفه للتو من شخصيته؛ كما أن الوالد الآخر قد يعاني مشاعر كدَر بدروه عندما يتفاجأ بمدى تغير شريك حياته بعد أن أصبح والداً”.

لذا من الضروري أن يتحدث الزوجان عن الأمر معاً ليتمكن كل منهما من التعبير عن احتياجاته ومشاعره للآخر، ومن خلال الثقة والاحترام المتبادَلين يمكنهما فهم دورهما كأبوين على نحو سليم. وتقول المختصة: “تمثل الأبوة والأمومة تحدياً لجميع الأزواج”.

اطلب الدعم ممن حولك

تقول المختصة: “لا ينبغي أن يظل الوالد مفرط الحساسية بمفرده مع الطفل طوال اليوم، فهو بحاجة إلى الدعم والشعور بأن ثمة شخصاً يمكنه الاعتماد عليه عند حدوث مشكلة ما سواء كان هذا الشخص هو الوالد الآخر أو مدبرة المنزل التي تأتي لساعات”. وتتابع: “لا يحتاج الوالد مفرط الحساسية إلى أحد ليعتني بطفله بدلاً منه بل كل ما يحتاج إليه هو معرفة أنّ بالمنزل شخصاً بالغاً آخر يهتم بشؤونه مع إمكانية الاستعانة به في حالة حدوث مشكلة”. يتطلب الطفل حديث الولادة أو صغير السن الكثير من الانتباه الأمر الذي يرهق الوالد مفرط الحساسية بصورة خاصة؛ إذ إنه يحتاج إلى الانفراد بنفسه ولو لفترة قصيرة لأخذ قسط من الراحة عندما يشعر أن الضغط فاق احتماله.

اهتم بطفلك دون إهمال نفسك

أما السبب الآخر الذي يجعل الشخص مفرط الحساسية بحاجة إلى الراحة فهو تأثره الشديد بالبيئة المحيطة ما قد يسبب له تحفيزاً مفرطاً. وتقول المختصة: “من الضروري أن ينفرد الوالد مفرط الحساسية بنفسه قبل أن يصل إلى مرحلة الانهيار بسبب فرط التحفيز”.

وتتابع: “كان ابني يبلغ عاماً ونصف وكنا نقضي الوقت بمفردنا معاً في المنزل، وعندما شعرتُ ذات مرة بضغط نفسي شديد أخذته إلى المطبخ واختبأتُ خلف الثلاجة حتى توقّف عن النظر إليّ والبحث عني وجلس يلعب على الأرض، فتمكنتُ بدوري من الانفراد بنفسي وممارسة القراءة والكتابة لمدة ساعة دون أن يحتاج إليّ خلال هذا الوقت. يمكنك بالتأكيد ابتكار نظام مماثل في منزلك يتيح رؤية طفلك دون أن يراك لتنفرد بنفسك ويستغرق هو بعالمه مع بقائه تحت إشرافك ورقابتك في الوقت ذاته”.

عزز رفاهتك لأنها حجر أساس في تطور طفلك

تقول المختصة: “يحاول الكثير من الآباء والأمهات ادخار المال من أجل مستقبل أطفالهم؛ لكنني أنصحهم بإنفاق هذا المال الآن على راحتهم لأن ذلك سيعينهم على تنشئة أطفالهم ولا سيما أن سن 1-5 سنوات تمثل فترة البناء النفسي الأهم في حياة الطفل”. وترى إلين آرون أنّ لرفاهة الوالدَين دوراً مهماً في النمو السليم لأطفالهما، ولذلك فإنه لا بأس بالنسبة إليكِ كأم في إحضار عاملة لتنظيف المنزل مرةً كل أسبوع، أو جليسة أطفال من وقت لآخر فوجودها سيسمح لكِ بأخذ استراحة والابتعاد عن المنزل لساعات دون أطفالك وهذا صمام أمان ضروري لتخفيف الضغط عن نفسك.

لا تنسَ حياتك قبل أن تصبح والداً

على الوالدين ألا ينسيا أنه كانت لديهما حياتهما الخاصة قبل قدوم مولودهما، وهو أمر قد يستصعبه الآباء والأمهات مفرطو الحساسية. وتوضح المختصة قائلةً: “مشكلة الآباء والأمهات مفرطي الحساسية هي أنهم يخجلون من الشعور بالضجر من أطفالهم، ويحاولون تجنب الحنين إلى حياتهم قبل الأبوة والأمومة”. تتسم السنوات الأولى من الأبوة والأمومة بصعوبتها وفوضويتها لكن الأمور تستقر مع الوقت وتصبح حياة الوالدين أكثر تنظيماً، وحتى ذلك الحين يجب ألا تُنسي الأبوة أو الأمومة الفرد هويته، فلا يستبدل مثلاً وظيفته التي تمثل شغفه الحقيقي بأخرى أعلى دخلاً عندما يصبح والداً لمواجهة الأعباء المالية.

تعرّف إلى والدِين ذوي حساسية مفرطة

تترافق الأبوة والأمومة مع ازدياد العلاقات الاجتماعية، فعندما يدخل طفلك إلى الروضة مثلاً ستجد نفسك كوالد مجبراً على مرافقته إلى النزهات المدرسية والمعارض والتفاعل مع صداقاته الجديدة وحضور اجتماعات أولياء الأمور مع المعلمين وغير ذلك، وهي أمور قد تُشعرك بالإرهاق. ومن جهة أخرى عندما ترى الكثير من الآباء أو الأمهات يشارك في حياة أطفاله المدرسية والأنشطة الأخرى فقد تشعر أنك مضطر إلى فعل الأمر ذاته.

وتقول المختصة: “بدلاً من مقارنة نفسك بالوالدين الأكثر التزاماً من هذه الناحية حاول أن تتعرف إلى أولئك ذوي الحساسية المفرطة الذين يواجهون الصعوبات ذاتها التي تواجهها”، وإذا استطعت حاول التعرف إلى من لديهم أطفال أكبر سناً إذ بإمكانهم مشاركتك تجربتهم. أخيراً، لا تشعر بالذنب حيال الإجراءات التي تتخذها للتعامل مع حساسيتك المفرطة؛ كعدم مرافقة طفلك إلى النزهة أو المعرض المدرسي أو تحديد عدد الأطفال الذين ستستضيفهم في عيد ميلاده.

لا تُسقط مشاعرك ومخاوفك على طفلك

يهتم الآباء والأمهات مفرطو الحساسية جداً بمشاعر أطفالهم ويمكنهم في معظم الأحيان التنبؤ بها، وعلى الرغم من ذلك فإنه من الضروري ألا يُسقطوا مشاعرهم ومخاوفهم على أطفالهم. تقول إلين آرون: “من الضروري أن يفصل الوالد مفرط الحساسية بين مشاعره ومشاعر طفله”. لكل طفل شخصيته ومزاجه الخاص، فهو يبني تجربته الحياتية على نحو مستقل عن والديه وينشئ مشاعره الخاصة تجاه ما يمر به والتي قد تكون أحياناً مغايرةً تماماً لتوقعات والده مفرط الحساسية.

المحتوى محمي !!