كيف تفسِّر النفضة النومية الشعور بالسقوط خلال النوم؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

3 دقيقة
النفضة اليومية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ينطوي الانتقال من مرحلة اليقظة إلى النوم على العديد من التغيرات في وظائف الجسم؛ حيث يتباطأ التنفس وضربات القلب كما تسترخي عضلات الجسم شيئاً فشيئاً. لكن على الرغم من أن استرخاء العضلات هو أمر طبيعي للانتقال إلى مرحلة النوم؛ فإن البعض قد يختبر إحساساً بالسقوط أو تشنجات عضلية فيما يُعرف باسم “النفضة النومية” أو “اهتزازات النوم” التي يمر بها 60-70% من الأشخاص في المراحل العمرية المختلفة بحسب الطبيب النفساني الإكلينيكي مايكل بريوس.

أهم أعراض النفضة النومية

يعرِّف كتاب “العلاج النفسي في طب النوم” (Therapy in Sleep Medicine)، النفضة النومية (Hypnic jerks) بأنها انقباضات عضلية مفاجئة وغير نمطية تحدث لجميع عضلات الجسم أو معظمها (الرقبة والجذع والأطراف) في بداية دورة النوم، وتختفي خلال مرحلة النوم العميق.

وغالباً ما ترتبط النفضة النومية بإحساس التعثر والسقوط أو التعرض لصدمة كهربائية، ويمكن أن يصاحبها بعض الأحاسيس السمعية أو المرئية مثل أصوات الضرب أو الأضواء الساطعة.

عند التعرض لهذه الحالة، قد يستمر الفرد في النوم في بعض الأحيان ولكنها قد تدفعه إلى الاستيقاظ في أوقات أخرى. وإذا كانت هذه النفضة  قوية، فقد يعاني الفرد من تسارع ضربات القلب أو التنفس غير المنتظم أو السريع أو التعرق.

ما الذي يسبب النفضة النومية؟

لم يتوصل الباحثون بعد إلى السبب الدقيق لحدوث النفضة النومية؛ لكنهم يعتقدون أن الدماغ قد يفترض عن طريق الخطأ استرخاء العضلات الذي يحدث خلال النوم أنه سقوط فعلي، ويتفاعل مع ذلك بردة فعل عنيفة عن طريق نفض العضلات.

ذلك الاعتقاد مبني على أن النفضة النومية والأنواع الأخرى من الاهتزازات تحدث في الجزء نفسه من الدماغ الذي يتحكم في الاستجابات وردود الأفعال المفاجئة.

كما قد تزيد العوامل التالية من احتمالية اختبار النفضة النومية:

الإفراط في تناول الكافيين أو النيكوتين

تعمل المنشطات مثل الكافيين والنيكوتين على زيادة اليقظة، ويمكن أن تبقى هذه المواد في الجسم لعدة ساعات بعد تناولها؛ ما يؤدي إلى اضطراب النوم. في هذا السياق؛ كشفت دراسة من مركز أبحاث واضطرابات النوم بمستشفى هنري فورد بأميركا أن تناول القهوة قبل النوم بست ساعات يؤثر سلباً في جودته؛ كما قد يؤدي تناول الكثير من الكافيين أو النيكوتين في وقت قريب جداً من وقت النوم إلى النفضة النومية.

ممارسة تمارين رياضية عنيفة مساءً

تُعتبر ممارسة التمارين الرياضية بشكل عام فكرة جيدة لتحسين جودة النوم، ومع ذلك فمن المهم إدراك أن هذه التمارين هي أنشطة تعزز اليقظة وليس الاسترخاء. لذلك؛ قد تؤدي ممارسة الرياضة العنيفة في وقت متأخر من المساء إلى النفضة النومية.

التوتر والقلق

يمكن أن يتسبّب الإجهاد واضطرابات القلق في الأرق؛ ما يؤدي إلى الحرمان من النوم الذي بدوره يزيد من خطر الإصابة بالنفضة النومية. عندما تكون متوتراً أو قلقاً، تظل مستويات هرمون الكورتيزول مرتفعة خلال النوم؛ ما يسلبك الشعور بالاسترخاء التام. يؤدي الإفراط في التفكير أيضاً دوراً في بقائك مستيقظاً في الليل، فيصعّب عليك الاسترخاء ويعطّل الانتقال إلى مرحلة النوم العميق.

قد يصاب بعض الأشخاص الذين يعانون من النفضة النومية بشكل متكرر بالقلق من النوم نفسه؛ ما يزيد من احتمالية تعرضهم للحرمان من النوم وبالتالي المزيد من اهتزازات النوم.

الحرمان من النوم

يمكن أن تؤدي مشكلات النوم وقلته بشكل عام، سواء بسبب الأرق المزمن أو قلة النوم ليلاً، إلى الحرمان من النوم. ومن بين الآثار الجانبية الأخرى غير المرغوب فيها مثل سوء الحالة المزاجية وضعف التركيز؛ قد يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة خطر الإصابة بالنفضة النومية.

اقرأ أيضاً: اضطراب النوم الانتيابي: ألا تكون يقظاً رغم استيقاظك!

هل تؤثر النفضة النومية في الأطفال؟

على الرغم من أن النفضة النومية أكثر شيوعاً بين البالغين إلا أنها قد تحدث للأطفال أيضاً منذ الولادة؛ حيث تُعتبر هذه الاهتزازات أو حركات الجسم غير الخاضعة للسيطرة سمةً تطورية للجهاز العصبي البشري موجودةً منذ المراحل المبكرة من نمو الجنين وفقاً لدراسة من قسم طب الأعصاب بكلية الطب في جامعة جنوب إلينوي الأميركية.

كيف يمكن التخلص من النفضة النومية؟

على الرغم من أن النفضة النومية قد تدفع الشخص لركل أي شيء قريب منه عن طريق الخطأ؛ إلا أن معظمها لا يُعد خطيراً أو ذا آثار جسيمة.

وللتخلص من النفضة النومية؛ يقدم بريوس في مقاله عدداً من النصائح التي يمكن أن تساعد على تقليل تكرارها كما يلي:

  • الحفاظ على مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم كل ليلة.
  • الحد من استهلاك الكافيين، خاصة في فترة ما بعد الظهر والمساء.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، مع الالتزام بإنهاء التمارين قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.

اقرأ أيضاً: كيف ترتبط جودة النوم بمواقف حياتنا اليومية؟

وبالإضافة إلى ما سبق؛ يشير بريوس إلى أن خلق بيئة نوم مريحة خالية من المشتتات يمكن أن تمكّنك من الحصول على نوم جيد، وتساعدك على تقليل نوبات النفضة النومية المزعجة.

المحتوى محمي !!