ما مدى فعالية المكملات الغذائية والألعاب المعرفية في تحفيز الذاكرة؟

المكملات الغذائية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد لا تكون فكرة أن الذاكرة تتراجع فقط عندما لا نستخدمها صحيحةً تماماً ولكن هذا لا ينفي ضرورة تحفيزها باستمرار. ثمة الكثير من الوسائل التي نلجأ إليها اليوم لتحفيز الذاكرة كالبرامج التدريبية والمكملات الغذائية، فهل هي فعالة حقاً؟ هذا ما يُطلعنا عليه الأستاذ فرانسيس أوستاش (Francis Eustache) ومختص علم النفس آلان ليوري (Alain Lieury) والدكتور سيرج هيرسبيرغ (Serge Hercberg) من خلال المقال التالي.
يُجمع المتخصصون على أن تعزيز الذاكرة يتطلب الجمع بين التحفيز والفضول والتغذية المناسبة.

برامج تحفيز الدماغ

شهدت برامج تحفيز الدماغ ازدهاراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، ولعل “برنامج الدكتور كاواشيما لتدريب الدماغ” (Dr.Kawashima brain training program) من أبرزها إذ بيعت منه 900.000 نسخة في فرنسا وحدها، وهو عبارة عن لعبة فيديو تعمل على أجهزة نينتندو دي إس (Nintendo DS) فقط وتقدم الكثير من التمارين التي تنشط الخلايا العصبية بالفعل، إضافةً إلى برامج أخرى حظيت بشعبية بين المستخدمين مثل برين تونيك (Brain tonic) ومايند فيت (Mindfit) والبرنامج الذي يقدمه موقع wwww.happyneuron.fr.

وعلى الرغم من شعبية هذه البرامج فإن مختصي الذاكرة يشككون في فعاليتها ويرون أن الحماس تجاهها مبالغ فيه دون إنكار أهمية التحفيز المعرفي.

يقول الأستاذ أوستاش: “لا يمكن اعتماد هذه البرامج بمفردها كأدوات لتعزيز وظائف الدماغ؛ ولكن لا بأس باستخدامها إذا كانت تعزز العلاقات بين الآباء والأبناء وتمارَس جنباً إلى جنب مع أنشطة أخرى”.

تأثير تواتر التمارين المعرفية

أجرى مختص علم النفس الأستاذ آلان ليوري بالمشاركة مع سونيا لوران (Sonia Lorant) من معهد تدريب المعلمين في الألزاس (IUFM d’Alsace) دراسةً على طلاب الصف الرابع الابتدائي الذين استخدموا هذه البرامج لمدة 8 أسابيع ولا حظ أن الذاكرة الحسابية لديهم قد تطورت أكثر ب 1% من ذاكرة أفراد المجموعة الضابطة؛ أي لا شيء يُذكر! ومن ثم فهو يرى أن هذه البرامج لا تختلف في شيء عن الألعاب الأخرى، ويحذر من اتخاذها كمعيار دقيق للأداء الذهني.

يقول المختص: “قد تؤدي العمليات المتكررة للغاية التي تنطوي عليها هذه البرامج إلى تثبيط عزيمة الفرد وتقييده، فتحفيز الدماغ بطريقة صحيحة يتطلب ممارسة أنشطة متنوعة تسمح بتنظيم وظائفه”.

المكملات الغذائية

تنتشر المكملات الغذائية في الأسواق وتتنوع تنوعاً كبيراً وهي موجهة بصورة خاصة إلى الطلاب خلال فترة الامتحانات كما أنها تستهدف الكبار الذين يرغبون في الحفاظ على ذاكرتهم؛ ولكن مدير البحث في المعهد الوطني للأبحاث الصحية والطبية (Inserm) الأستاذ سيرج هيرسبيرغ يقول بوضوح: “لا يوجد دليل علمي على أن المكملات الغذائية تؤدي إلى تحسين الذاكرة”. ويضيف إن هذه المنتجات المخصصة للطلاب بصورة رئيسية تتميز بقدرتها على تعزيز الانتباه قليلاً؛ الأمر الذي يمكن أن يطمئن الطالب ويقلل من توتره في أوقات الامتحانات.

اتباع نظام غذائي متوازن أفضل طريقة لتعزيز الذاكرة

إذا هل يمكن استهلاك المكملات الغذائية لوقت محدود؟ يقول الأستاذ ليوري: “نعم شريطة ألا تحتوي على نسبة عالية من الكافيين لأنه يؤدي إلى اضطراب النوم ما يؤثر سلباً في عملية الحفظ”.

ويرى العلماء أن تناول المكملات الغذائية دون اتباع نظام غذائي متوازن لن يكون مفيداً، وسواء كنت طالباً أو بالغاً فإنه لا أفضل من نظام غذائي متنوع ومتوازن لتعزيز ذاكرتك، لأن حمض أوميغا 3 الذي يدخل في تركيب هذه المكملات موجود في الأسماك ومضادات الأكسدة في الفواكه والخضروات والأسيتيل كولين (وسيط كيميائي يشارك في نقل الإشارات العصبية) وصفار البيض والشوكولاتة، وهي أطعمة تجمع بين المتعة والسلامة والفعالية.

المحتوى محمي !!