هل تستيقظ بمزاج سيئ دائماً؟ إليك الأسباب والحلول

3 دقيقة
المزاج السيئ
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يقول ماجد ذو الـ 42 عاماً: “أستيقظ كل صباح عابساً ولا أتفوه بكلمة، ويعرف أفراد عائلتي أن عليهم تجنب التكلم معي فأنا أستغرق وقتاً طويلاً بعد الاستيقاظ قبل أن أصبح بمزاج مقبول لمن حولي”، ويوضح إنه يحتاج إلى ساعة من الوقت بعد استيقاظه ليبدأ بالمشاركة في الحياة العائلية. هل تعاني من المزاج السيئ صباحاً مثل ماجد؟ إليك الأسباب المحتملة إضافةً إلى نصائح لتبدأ يومك بمزاج أفضل.

يستيقظ البعض بمزاج سيئ دائماً؛ بالكاد يفتح عينيه، يتأفف أو يتذمر أو يرفض حتى قول كلمة. إذا كنت تعاني من المزاج السيئ صباحاً، اطلع فيما يلي على الأسباب المحتملة إضافةً إلى نصائح لتبدأ يومك بمزاج أفضل.

لمَ أستيقظ بمزاج سيئ؟

يقول ماجد ذو الـ 42 عاماً: “أستيقظ كل صباح عابساً ولا أتفوه بكلمة، ويعرف أفراد عائلتي أن عليهم تجنب التكلم معي فأنا أستغرق وقتاً طويلاً بعد الاستيقاظ قبل أن أصبح بمزاج مقبول لمن حولي”، ويوضح إنه يحتاج إلى ساعة من الوقت بعد استيقاظه ليبدأ بالمشاركة في الحياة العائلية.

تقول مختصة العلاج النفسي بياتريس ميليتر (Béatrice Millêtre): “ليس المزاج السيئ في الصباح سلبياً تماماً، فهو يمثل الوقت الذي يرغب المرء في إمضائه وحده ليفكر في نفسه بدلاً من الانخراط في الحياة الاجتماعية على الفور”. وترى المختصة أن قليلاً من الناس يتفهم هذه الفكرة؛ إذ إن “خلوة” ماجد التأملية الصباحية هذه مثلاً طويلة جداً ومضجرة بالنسبة إلى زوجته.

حاجات فيزيولوجية: لا ننام جميعاً بالكيفية ذاتها، ففي حين أن البعض يستغرق في النوم بسهولة، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة إلى آخرين ممن يعانون صعوبة في النوم ليلاً ومن ثم صعوبة في الاستيقاظ صباحاً. وكما أوضحت مختصة الطب النفسي ومديرة شبكة “مورفي” (Morphée) المخصصة لإدارة اضطرابات النوم، سيلفي رويان بارولا (Sylvie Royant-Parola)؛ يرتبط تحديد ما إذا كنا أشخاصاً ليليين أو صباحيين بعوامل وراثية، فإذا كان نوم والديك ثقيلاً ستتبع على الأرجح نمط النوم ذاته.

أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يستصعبون التواصل مع العائلة على مائدة الإفطار صباحاً فإن لذلك تفسيراً فيزيولوجياً أيضاً، وتقول مختصة الطب النفسي: “لا يتمتع الأشخاص الليليون في الصباح بنشاطهم البدني الكامل”.

أسباب نفسية أسرية: ترى مختصة العلاج النفسي الجسدي ومديرة المركز الدولي للعلاج النفسي الجسدي (Cips)، سيلفي كادي (Sylvie Cady) أن المزاج السيئ صباحاً قد يرتبط بأسباب نفسية أسرية من الماضي، فإذا اعتاد المرء أن يستيقظ يمزاج سيئ في الطفولة يمكن أن يلازمه ذلك في الكبر.

وتشير مختصة العلاج النفسي الجسدي هنا أيضاً إلى الانفصال العاطفي المبكر الذي قد يتعرض له الطفل في هذا الخصوص، حينما يحمِّله والداه مسؤولية الاستيقاظ بمفرده قبل الأوان؛ ومن ثَمّ يصير الاستيقاظ صباحاً غير مريح نفسياً بالنسبة إليه.

الشعور بعدم الرضا: يمكن أن يرتبط مزاج المرء السيئ صباحاً بالأعباء اليومية المتعبة التي تنتظره؛ ولكن سيلفي كادي تقول: “على الرغم من ذلك لا يستقبل الجميع يومه بمشاعر سلبية، فهي حالة تخص الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب أو القلق”، وفي حين أن النوم ينسينا هموم الواقع وآلامه فإن الاستيقاظ يعيدنا إليها، فإذا كنت تشعر مثلاً أن عملك ليس له معنىً، سيصعب عليك أن تستيقظ سعيداً في الصباح.

ما الذي يمكنك فعله لتستيقظ بمزاج أفضل؟

تقبَّل التطورات التي تفرضها الحياة

ليس الاستيقاظ بمزاج سيئ صباحاً كارثةً، فبعض تطورات الحياة يفرض علينا ذلك أحياناً، وتقول بياترس ميليتر: “على سبيل المثال؛ يمكن لقدوم مولود جديد أن يُربك حياة الزوجين ويؤثر في جودة نومهما، ومن الشائع في مثل هذه الحالة أن يستيقظا بمزاج سيئ”.

حوّل الاستيقاظ إلى متعة

يحدث الاستيقاظ بسبب محفزات خارجية أغلب الأحيان؛ ولذلك من النادر أن يكون ممتعاً بالنسبة إلينا، وتقول سيلفي رويان بارولا: “عليك ابتكار عادات تمنحك مهلة لتعديل مزاجك قبل بدء يومك؛ مثلاً بدلاً من أخذ حمام قبل النوم خذه صباحاً، ثم كافئ نفسك بإفطار شهي، حتى لو كنت من الأشخاص الليليين الذين لا يشعرون بالكثير من الجوع عموماً في الصباح”.

كما تقترح المختصة استخدام جهاز محاكاة ضوء الصباح الذي يساعد على الاستيقاظ برفق وهدوء أكثر مما لو استخدمت المنبه العادي.

حدد سبب مزاجك السيئ صباحاً

حاول أن تتأمل نفسك لتحدد أسباب مزاجك السيئ صباحاً، وتقول سيلفي كادي: “لربما اعتدت الاستيقاظ بمزاج سيئ في طفولتك، أو أنك تعاني مشكلات في مسارك المهني الحالي، فإذا كان مزاجك السيئ يرتبط بالذهاب إلى العمل، جرِّب أن تعيد تقييم مهاراتك وفكر في اتخاذ مسار مهني يُشعرك برضا أكبر”.

تجربة شخصية

تقول سمر ذات الـ 37 عاماً: “أستيقظ بمزاج سيئ بسبب بيئة العمل السلبية ومديري البغيض، والمشكلة أن العثور على عمل جديد ليس بتلك السهولة؛ لذلك قررت أن أحظى بمتعة صغيرة كل صباح لأتخلص من المشاعر السلبية، يمكن أن تتمثل في جلسة في صالون التجميل، أو تناول فنجان من القهوة مع إحدى صديقاتي، وباختصار هي لحظات أخصصها لنفسي لإضفاء لون مفعم بالحيوية والتفاؤل على أصباحي”.

المحتوى محمي !!