الأسنان البيضاء لا تعني أسناناً صحية! إليك تأثير مشكلاتها في نفسيتك

صحة الفم والأسنان
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio
يهتم الكثير من الأشخاص بمظهر فمه وبياض أسنانه وتناسقها لما للفم من دور كبير في جاذبية المرء، لكن على الرغم من الاهتمام بالناحية الجمالية، فقد يهمل الأفراد صحة الفم والأسنان ولا يدركون تأثير ذلك في الصحة الجسدية والنفسية. من خلال السطور التالية، يوضح لنا مختص في طب الأسنان وجراحتها تفاصيلَ هذا الموضوع.

من المعاجين المبيضة للأسنان إلى الغسولات الفموية ذات الرائحة المنعشة، ثمة الكثير من المنتجات التي تهدف إلى العناية بالفم من الناحية الجمالية. وفي هذا السياق، خلصت دراسة نُشرت عام 2013 في مجلة كورتكس (Cortex) تحت عنوان: “تقارير حول اللمس الحميم: المناطق المثيرة جنسياً وجهاز القشرة الحسية الجسدية” (Reports of intimate touch: erogenous zones and somatosensory cortical organization) إلى أن الفم هو الجزء الأكثر إثارة من الجسم بالنسبة إلى المرأة؛ لكن هل يكفي الاهتمام بجماله فقط؟ في الحقيقة يرجع تساؤلنا هذا إلى تجاهل الكثيرين لحقيقة أن صحة الفم ترتبط مباشرة بالصحة العامة.

الاعتناء بجمال أسنانك ليس كافياً

على عكس الاعتقاد السائد فإن الأسنان البيضاء المتناسقة لا تعني بالضرورة التمتع بصحة فم سليمة، ويقول جراح الأسنان والمتحدث باسم الاتحاد الفرنسي لصحة الفم كريستوف لوكار (Christophe Lequart): “في الحقيقة قد يركز الكثيرون على مظهر الأسنان أكثر من صحتها ويهملون أهمية زيارة طبيب الأسنان بانتظام، فبياض الأسنان لا يستبعد خطر إصابتها بالتسوس”. ويتابع: “ويرجع هذا الإهمال إلى الخوف من طبيب الأسنان أو عدم الاكتراث للآلام البسيطة، ومن ثم فإنهم لا يذهبون إلى العيادة السنية إلا عند الشعور بوجود مشكلة كبيرة، في حين أن الاهتمام بصحة الفم يتطلب متابعةً منتظمة”.

تأثير مشكلات الأسنان في الصحة العامة

تتعدد المخاطر المرتبطة بإهمال صحة الفم ولا يقتصر تأثيرها على الفم والأسنان فقط بل يمتد ليشمل الصحة العامة، ويوضح كريستوف لوكار قائلاً: “عندما نفكر في المخاطر الصحية الناجمة عن إهمال صحة الأسنان فإن أول ما يخطر ببالنا على الفور هو تسوس الأسنان أو مشكلات اللثة في حين أن ذلك يؤثر في صحة الجسم كله”. ويتابع: “يمكن أن تؤدي البكتريا المسؤولة عن الالتهاب الفموي إلى اضطرابات كبيرة في الأعضاء الأخرى، لأنه عندما يصل التسوس غير المعالَج إلى لب السن مثلاً، وهي منطقة تتميز بكثافة الأوعية الدموية، فإن البكتيريا الضارة ستنتشر عبر مجرى الدم في الأعضاء المختلفة ويمكن أن تسبب أمراضاً خطِرة وبخاصة في القلب؛ مثل التهاب شغاف القلب الإنتاني الذي يمكن أن يكون مميتاً”.

كما قد يؤدي إهمال صحة الفم إلى مشكلات في العضلات أقل خطورة ولكنها مزعجة للغاية، ويوضح المختص: “يمكن أن يكون لالتهاب الأوتار منشأ سنّي من خلال البكتيريا المنتشرة في الدورة الدموية التي تصيب أكثر الأوتار ضعفاً وتؤدي إلى التهابه أو الحد من تعافيه إذا كان ملتهباً في الأساس”.

تأثير مشكلات الأسنان في الصحة النفسية

إذا كانت صحة أسناننا مرتبطة بصحتنا العامة فإنها ترتبط كذلك بصحتنا النفسية وهذا سبب إضافي لكيلا نهملها، ويقول المختص: “لا تجب الاستهانة بالألم الذي يسببه السن المصاب بالتسوس أو الكسر فقد يجعلك ذلك تتجنب تناول الطعام البارد أو الساخن خوفاً من الألم الذي يُعد شائعاً في حالة تسوس الأسنان أو تلفها أو تلف اللثة، فهو ألم حقيقي ومستمر”.

وحتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يهتمون بالناحية الجمالية أو الصحية، فإن ذلك يمكن أن يسبب لهم حرجاً اجتماعياً؛ إذ يحاول معظم الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية في أسنانهم إخفاء أفواههم بمنع أنفسهم من الابتسام على سبيل المثال حتى إذا كانوا لا يكترثون كثيراً لمظهرهم، دون أن ننسى صعوبات الكلام التي قد تحدث في حال تخلخل الأسنان. ويختتم الطبيب كلامه قائلاً: “المعادلة بسيطة جداً: لا يمكنك التمتع بصحة جسدية ونفسية سليمة دون الاعتناء بصحة فمك وأسنانك”.

اقرأ أيضاً: هل تَمضغ العلكة أم لا؟

المحتوى محمي !!