لماذا إعطاء معنى للحياة يقوي النظام المناعي

العلاج المنطقي
shutterstock.com/Dark Death 2024
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

وفقاً للتحليل النفسي الوجودي، فإن معرفة الغاية من استيقاظنا في الصباح أمر له تأثير حقيقي على حالة الأيض الخاصة بنا، ويمكن أن يكون بمثابة مضاد طبيعي وقوي لمعاجلة الالتهابات. من هنا نشأت فكرة تقديم جلسات العلاج المنطقي الجماعي لمرضى السرطان.

عزّز دفاعاتك

منذ سنة 2016 ينظم قسم طبّ الأورام في مصحة هارتمان بمنطقة نويي (هو دو سين) في فرنسا جلسات علاج نفسي جماعي باعتماد العلاج المنطقي إلى جانب علاجات داعمة أخرى. كل أسبوع يجتمع حوالي 10 مرضى حول جورج إيليا سرفاتي، مؤسس المدرسة الفرنسية للتحليل والعلاج الوجودي، للنظر في السؤال التالي الذي يستحسن منّا ألا نتجنبه: “كيف أعطي معنى لحياتي؟”، لأن العلم أثبت أن إيجاد غاية ما من وجودنا في هذا العالم أمر حاسم في تناغم نظامنا المناعي. ومع ذلك، عندما تتوالى حصص العلاجات الثقيلة والمواعيد الطبية، فمن الأفضل أن تعزّز دفاعاتك.

راجع أولوياتك

خلال فترة المتابعة الطبية يتوزع البرنامج العلاجي على مرحلتين. يوضح جورج إيليا سرفاتي ذلك قائلًا: “أولاً، على كل مشارك أن يقدّم نفسه ويتحدث عن نظام حياته اليومية. ثم نتساءل عن جودة علاقاته الاجتماعية: ما هي طبيعة العلاقة مع الزوج أو الزوجة، والأطفال، والأسرة، والزملاء؟ ومن صميم هذا التشخيص يبرز دائماً تصريح أساسي، إذ يبدو أن المرضى يشيرون بعفوية للعامل الذي كان وراء ظهور مرضهم، كما لو كانت لديهم معرفة حميمية بأسباب معاناتهم أو بأسباب تعاستهم على الأقل”. يمكن أن يمثل ذلك أجواء عمل مضرة أو علاقات سامّة أو حالة فراق صعب… عندها يمكن أن تبدأ المرحلة الثانية من العمل، حيث تُطرح الأسئلة الجوهرية انطلاقًا من هذه التوضيحات: “هل سأستمر في عيش حياة لا تناسبني؟” و”ما هي قيمي وأهدافي وأولوياتي؟” ثم “كيف أتخذ قرارات سيكون لها معنى في النهاية؟” ويؤدي هذا الاستيعاب بطبيعة الحال إلى تحولات حقيقية لدى كل مريض على حدة.

فتح استبياناً وجودياً

لنكن واضحين: ليس من السهل دائماً تحديد أهدافك ومواءمتها مع قيمك. “ولكن يمكن ذلك بشرط عدم تهويلها – لا سيما بفضل روح الدعابة والتضامن والعاطفة التي تنمو بين المشاركين – إنه استكشاف ضروري إذا كان المرء يرغب في أن يصبح كائناً مسؤولاً عن وجوده، وشخصاً يتحمل مسؤولية اختياراته ويدرك تأثير أفعاله”، يضيف جورج إيليا سرفاتي. وتُظهر دراسات يابانية وأميركية حديثة أن الانفتاح على هذا التساؤل الوجودي وإيجاد أبعاد ذاتية لبناء النفس يسمح بالتقليل من المعاناة والقلق. ويلاحظ الأخصائي جورج إيليا سرفاتي لدى المرضى بمجرد تحقق هذا الانفتاح “تغييراً في إيقاعات نمط الحياة وجودتها، فيختار البعض منهم إنهاء العلاقة الزوجية الخلافية جداً، ويختار البعض الآخر القيام بتغيير جذري في مساره المهني، ثم يعودون إلى زيارة المتاحف أو الخروج مع أصدقائهم…” ويستعيدون بذلك الرفاهية التي كانت تنقص حياتهم قبل الاعتماد على “العلاج المنطقي”.

المحتوى محمي !!