$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#6950 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(41346)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(12) "54.144.95.36"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#6957 (41) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(126) "/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d8%b7%d9%81%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%ad%d8%af/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(7) "upgrade"
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "nafseyati.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86b7dc2ba94c37f4-IAD"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(12) "54.144.95.36"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at nafseyati.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "nafseyati.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(11) "172.19.0.22" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(12) "54.144.95.36" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "59662" ["REDIRECT_URL"]=> string(46) "/العالم-في-عين-طفل-التوحد/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711631423.44696) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711631423) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#6958 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#6959 (2) { ["content_id"]=> int(41346) ["client_id"]=> string(36) "d2c19bb3-7a27-44b2-80ee-41a310720c93" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

كيف يبدو عالمُنا في عين طفل التوحد؟

طفل التوحد
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في الوقت الذي يحتدم فيه الجدل حول قدرة التحليل النفسي على مساعدة طفل التوحد من عدمها، نفضّل أن ننأى بأنفسنا عن النقاشات ونقترب أكثر من الأشخاص المعنيين بالأمر ونستكشف عوالمهم ونفهم دواخلهم أكثر. بماذا يشعرون يا ترى؟ كيف يرون العالم حولهم؟ انضموا إلينا لنسافر داخل عقولهم.

يعامل المجتمع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد على أنهم غامضون وغير عاديين لمجرد تحاشيهم التواصل بصرياً معنا، وقد يخطئ في اعتبارهم أغبياء لمجرد أنهم يحركون أياديهم بشكل يبدو لنا غريباً! كما يُستخدم اضطرابهم في سياق السخرية والاستهزاء كمخاطبة أحدهم” يا لك من متوحد!” من باب الشتيمة، لتُضرب مشاعر آباء مئات آلاف أطفال التوحد عرض الحائط. تشير الإحصائيات إلى ولادة ما يتراوح بين 5 – 8 آلاف طفل مصاب باضطراب طيف التوحد في فرنسا فقط دون أن تظهر عليهم أي أعراض إلا بعد مضي بضعة أشهر على ولادتهم. إن التوحد طيف واسع ومتنوع وليس نمطاً واحداً، فبعض الأطفال يتكلمون وآخرون لا يفعلون؛ بعضهم يعاني تخلفاً عقلياً وآخرون لا لكن ما يجمع بينهم هو قدرتهم جميعاً بلا استثناء على الانفتاح على عالمنا إن أمسكنا بأيديهم.

صعوبة تمييز الصوت البشري عن غيره

تكمن فرادة طفل التوحد في طريقته المختلفة في رؤية الواقع والشعور به. وتوضح الطبيبة النفسية ومديرة الأبحاث بالمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي (Inserm)، مونيكا زيلبوفيسيز (Monica Zilbovicius) ما يميّز طفل التوحد عن غيره قائلةً: “لا يستطيع دماغ طفل التوحد معالجة المعطيات الحسيّة المرسَلة عبر الرؤية والسمع واللمس لأسباب جينية؛ إذ أثبتت الأبحاث في علم الأعصاب وجود روابط تشابكية ضعيفة وتدفقات دم منخفضة على مستوى المناطق المسؤولة عن معالجة هذه المعطيات في الفصوص الصدغية العلوية”، ويترتب عن ذلك اضطراب في الإدراك يدفع بالطفل إلى الخلط مثلاً بين إصبع مرفوع أمامه وقلم. أما على المستوى السمعي، فإن الطفل لا يميز بين الصوت البشري وغيره ما يفسر عدم تفاعله عند مناداته باسمه، وعادةً يقنع الآباء أنفسهم أمام هذا الوضع بأن طفلهم منهمك في اللعب مثلاً فلم ينتبه، مع أنه يتفاعل في المقابل مع صوت مرور السيارات في الشارع في الوقت ذاته. كما يشمل هذا التشويش الحسي اللمس أيضاً؛ إذ توضح والدة راما ذات السنتين أنها: “تفرغ حين تجد نفسها مجبرة على لمس بعض الأشياء الملساء والمخملية فيما تجد متعتها في لمس الإسفنجة الخشنة المخصصة لغسل الأواني”!

تداخل المشاعر

تشرح طبيبة نفس الأطفال ومسؤولة مستشفى موزاييك بمدينة ليل بفرنسا ومؤلفة كتاب “طفل التوحد والتعلّم” (Autisme,l’accès aux apprentissages)، آن-إيفون لونفون (Anne-Yvonne Lenfant) إن طفل التوحد يدرك العالم من خلال التعامل مع المعطيات الشعورية كأنها قطع دومينو متراصة، ولذلك تتهاوى مشاعرهم جرّاء أبسط شعورٍ مفاجئ ينتابهم؛ كأن تعتريهم رغبة ملحّة في الذهاب إلى دورة المياه تأخذ شكل ألمٍ غير مفهوم، أو يصيبهم الذعر من صوت صفق الباب أو رنة الهاتف. هذا ما يواجهه ياسين البالغ من العمر 9 سنوات الذي لا يقوى على تحمُّل صوت التصفيق إذ يتسبب له بالذعر، وهو ما يفسر صراخ طفل التوحد الحاد وغير المبرَّر، ولجوءه إلى التركيز على لعبة دوَّارة أو إيذاء نفسه أو التأرجح بغية التنفيس عن هذا الغضب العارم الذي يعتمل داخله. وتندرج ضمن هذه الآليات حركات تُعدّ حكراً على أطفال التوحد ومن بينها الضربات السريعة والمتخبطة للساعدين والتي يطلق عليها الخبراء اسم “الرفرفة” (Flapping) والتي يصفها الآباء كأنها خفقة جناح عصفور صغير أو فراشة، وعلينا أن نفهم أن الغرض الأول من هذه الحركات التي يقومون بها هو طمأنَتهم وإشعارهم بالأمان.

عدم التقاط المشاعر من تعابير الوجه

ترى الاختصاصية والمحللة النفسية ومؤلفة كتاب “دليلك لمساعدة طفل التوحد” (Comment aider l’enfant autiste)، ماري-دومينيك آمي (Marie-Dominique Amy) إنّ: “علاقة طفل التوحد المبكرة بوالديه هي صلة الوصل بين مشاعره الداخلية والعالم الخارجي؛ إذ إنها تفسح له المجال كي لا يظل يعبر عن هذه المشاعر حتى يصير بوسعه بناء أفكار وتصورات يفهم من خلالها العالم حيث إنّ تعرّف الطفل إلى نفسه يمرّ أولاً عبر نظرة الآخرين إليه”. ومن خلال تقنية تتبع حركة العين (Eye Tracking) أثبَت مونيكا زيلبوفيسيس بأن دماغ طفل التوحد لا يستقبل سوى صورة جزئية لوجوه من يتحدثون إليه كالفم أو الوجنتين مثلاً لكن ليس الأعين؛ وهو ما يفسر عدم قدرته على التقاط تعابير الفرح والغضب والحزن من وجهيّ الأبوين والتي تُعد أساس التواصل غير الشفهي.

تتضافر هذه العوامل كلها بلا شك لعرقلة تطوّر ما يُطلق عليه اسم “نظرية العقل” (Theory of Mind) والتي تظهر عند بلوغ الطفل سن الثالثة، والمتمثلة في القدرة على استقراء حالات الآخرين النفسية ونواياهم. بشكلٍ عام، عادة يبدأ الأطفال بإدراك بأن للأشخاص من حولهم أفكاراً ومعتقدات ورغبات تميز كلاً منهم، الشيء الذي يولد لديهم الرغبة في التواصل والحوار ثم في بناء العلاقات الاجتماعية، فيكفون عن اللعب بمفردهم في الحضانة ويبدؤون بمشاركة زملائهم في الصف أنشطتهم، ويجدون المتعة في الاقتراب منهم وفهم تصرفاتهم ورغباتهم المختلفة عن سلوكياتهم ورغباتهم.

الفهم الحرفي للكلام

بالنسبة إلى طفل التوحد تبقى اللغة عائقاً كبيراً حتى كان يستخدمها على وجهها الصحيح ولا يعاني أي قصور إدراكي؛ إذ يظل الآخرون من منظروه مربكين وغير مفهومين في أغلب الأحيان. وهو ما عايشته لينا البالغة من العمر 14 سنة والتي تعاني من التوحد الذي يُطلق عليه “عالي الأداء” أي الذي لا يحول دون متابعتها الدراسة في مدرستها الإعدادية النظامية؛ إذ تجد نفسها في مواجهة سخرية زملائها وتهكمهم. ويستفيض اختصاصي التخاطب والتوحد والأستاذ في جامعة ليل، فريدريك دولاهاي (Frédéric Delahaye) في شرح ما يحصل قائلاً: “نلجأ عادة إلى استعمال المجاز والصور والمحسنات البلاغية عند تواصلنا اللفظي لكن أمراً كهذا يظل بعيداً عن متناول طفل التوحد فالكلمة بالنسبة إليه لا تمثل أي شيء عدا معناها الحرفي، ذلك أن طريقة تفكيره مباشرة وكذلك فهمه للّغة”. ولهذا حين ترى لينا أصدقاءها يسخرون مما تقوله فإنها تقف عاجزة غير قادرة على تحديد سبب ضحكهم هذا، وفي هذا الصدد تضيف الاختصاصية: “لا يستطيع طفل التوحد فهم التعابير المجازية تلقائياً”. فحين يسمع طفل التوحد أن شخصاً “يلتهم الكتب التهاماً” فإن أول صورة تتبادر إلى ذهنه هي صورة الشخص وهو يلتهم الكتب حرفياً ويمضغها صفحةً تلو الأخرى؛ حيث يستعصي عليه فهم هذه الصور ومعرفة معناها الحقيقي ما يضعه أمام صعوبات كبيرة في أثناء تحصيله الدراسي غير أنه من الممكن علاج هذه المشكلات عند اختصاصي تقويم الكلام واللغة”.

قواعد للسير داخل المجتمع

يصعب على طفل التوحد شرح مشاعره أو صياغتها بطريقة مفهومة وواضحة للآخرين؛ إذ تجده غالباً يتكلم بنبرة رتيبة لا تتغير بتغير المشاعر كأن يقول: “شكراً جزيلاً” بنبرة غاضبة لا تعكس مشاعره الحقيقية أبداً، أو يُبدي ملاحظات جارحة كما فعلت لينا حين بادرت بإخبار معلمة الرياضيات بأنها تملك “أنفاً ضخماً”! لم تقصد لينا أذية مشاعر المعلمة غير أن نمط تفكيرها، وشأنها في ذلك شأن العديد من أطفال التوحد، يمنعها من إدراك مشاعر الآخرين.

يوضح الدكتور في العلوم الاجتماعية ومؤلف كتاب “مدخلك لفهم توحد الأداء العالي” (Comprendre les personnes autistes de haut niveau)، بيتر فيرمولون (Peter Vermeulen) قائلاً: “يرى المصابون باضطراب طيف التوحد الحياة الاجتماعية كغابة مخيفة؛ إذ يحكي مصابو توحد الأداء العالي، لا سيما من أنهَوا دراستهم الجامعية ودخلوا سوق العمل وتزوجوا، بأن اضطرابهم يجعلهم يعيشون في حالة عدم أمان دائمة. وعن تجربتها تحكي الأستاذة الجامعية الأميركية والتي نشرت تجربتها في كتاب “حياتي كمصابة باضطراب طيف التوحد” (Ma vie d’autiste)، تامبل غراندن (Temple Grandin) قائلةً: “توجّب عليّ أن أحفظ عن ظهر قلب القواعد التي تحكم تصرفاتي داخل المجتمع تحت كلّ ظرف من الظروف”.

مجهود هائل للتكيف وسط الناس

حكت إحدى المصابات باضطراب التوحد عن عدم قدرتها على تثبيت نظرها في عينيّ محدثها قائلة: “لا ينتبه أحد إلى ذلك لأني تدربت على تثبيت نظري على المنطقة الواقعة بين الحاجبين حين أحدّث الناس”.

يبذل الأشخاص المصابون باضطراب التوحد منذ سن صغيرة جهداً هائلاً ليعيشوا بيننا؛ ليتكيفوا مع الضوضاء والصور ويفهموا الأشياء الغريبة التي نتفوه بها. وفي الصدد نفسه تلفت ماري-دومينيك آمي انتباهنا إلى مسألة مهمة بقولها: “فقط لأنهم لا يُظهرون تعاطفاً كذاك الذي نُظهره فإن ذلك لا يعني بأي شكل من الأشكال عدم قدرتهم على الإحساس بالمشاعر”. كما تختم بالقول: “شأنهم في ذلك شأن غيرهم من الأطفال؛ هم مفعمون بالمشاعر والأفكار ويقع على عاتقنا أن نقطع المسافة التي تفصل بيننا وبينهم ونمدّ لهم الجسور التي يحتاجونها ليصلوا إلينا، ونصل إليهم”.

المحتوى محمي !!