كيف تقي نفسك من الانهيار العصبي؟

الانهيار العصبي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تُقصد بالانهيار العصبي الحالة النفسية الحادة التي قد تصيب الأشخاص جرّاء تعرّضهم للضغط أو الإجهاد الشديد؛ حيث تظهر عليهم أعراض نفسية وجسدية مثل القلق وتسارع ضربات القلب. ويستكشف هذا المقال باقي أعراض الانهيار النفسي وأهم أسبابه، بالإضافة إلى طرائق الحماية منه.

يوضّح مختص الطب النفسي ومعالجة الإدمان معن العبكي إن الناس يستخدمون عادةً مصطلح الانهيار العصبي لوصف حالة الانهيار النفسي؛ وهي حالة نفسية مفاجئة تصيب الشخص نتيجة تراكم الضغوط؛ حيث تختلف قدرات الناس على تحمّل الضغط.

ويتعذّر على الشخص المصاب بهذه الحالة الاستمرار في تأدية المهام اليومية العادية بشكل طبيعي. وعلى الرغم من أن الانهيار العصبي لا يُعدّ مصطلحاً طبياً، فإن المتعارف عليه هو أنه ردّ فعل إزاء حدث أو أحداث مجهدة مثل التغييرات الكبيرة في الحياة أو المشكلات المالية التي فاقت قدرات الشخص على التحمّل.

ما الانهيار النفسي؟ وما أعراضه؟

يشير الانهيار النفسي، المعروف أيضاً باسم الانهيار العصبي (Nervous Breakdown)، إلى حالة من الإجهاد العقلي أو العاطفي الشديد الذي يمنع الشخص من القيام بمهامه اليومية المعتادة. مصطلح الانهيار العصبي ليس مصطلحاً طبياً أو اضطراباً نفسياً معترَفاً به؛ ولكنه استُخدم في السابق لوصف حالات نفسية مختلفة، ولم يعد مستخدَماً من قِبل المتخصصين حالياً.

ولا يوجد سبب واحد للانهيار العصبي؛ إذ يمكن أن تحفّزه أيّ مشكلة تؤدّي إلى الإجهاد المفرط، فقد يؤدي الشعور بالتوتّر وعدم القدرة على التعامل معه إلى الشعور بالإرهاق الشديد الذي يعوق تأدية المهمات اليومية العادية. لكن الانهيار العصبي لا يشير دائماً إلى ردود أفعالنا حيال التوتّر؛ إذ يمكن أن يشير إلى مشكلة أساسية مثل القلق أو الاكتئاب.

وتختلف العلامات والأعراض التي تظهر لدى الشخص في حال كان يعاني من الانهيار العصبي؛ إذ تكون مرتبطة بما يشعر به و بالتغيرات في شخصيته، إضافةً إلى الأعراض الجسدية.

الأعراض النفسية والعاطفية

  • القلق الذي لا يستطيع الشخص إدارة أعراضه.
  • الشعور بالعزلة؛ مثل عدم الاهتمام بمصاحبة العائلة والأصدقاء، أو الانسحاب من الأنشطة اليومية المعتادة.
  • الهلوسة المرتبطة بالصدمة بعد أحداث مجهدة، وتتمثّل أعراضها في الهلوسات أو استعادة ذكريات الماضي الحية.
  • جنون الارتياب؛ مثل التوهّم بأنه تحت المراقبة.
  • التفكير في إيذاء النفس.
  • الشعور بالإرهاق، وعدم القدرة على التركيز أو اتخاذ القرارات.
  • تقلّب المزاج؛ مثل الشعور بالضعف والإرهاق أو الاكتئاب، والنوبات الانفعالية من الغضب أو الخوف أو العجز أو البكاء الخارج عن السيطرة فجأةً.
  • الشعور بضياع الشخصية أو الابتعاد عنها؛ كالشعور بالانفصال عن المواقف.
  • الأفكار الوهمية وعدم القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مُتخيّل.

الأعراض الجسدية للانهيار النفسي

يتجلى الانهيار النفسي في عدة أعراض جسدية؛ وأبرزها:

  • الأرق المتمثّل في صعوبة النوم أو اضطرابه.
  • الإرهاق بسبب صعوبة النوم أو القلق.
  • المرض بشكل متكرّر؛ إذ يجعل الإرهاق الشخص عرضة للإصابة بالعدوى.
  • آلام العضلات وتيبّسها بسبب التوتّر، وبخاصة عضلات الفكّ أو الرقبة أو الظهر.
  • تقلّصات المعدة وحركات الأمعاء غير المنتظمة.
  • تسارع ضربات القلب والشعور بضيق في الصدر أو كتلة في الحلق تصعّب التنفّس، وقد يُشار إلى ذلك بـ “نوبة الهلع“.
  • التعرّق والهبّات الساخنة أو الباردة والأيدي الرطبة.

ومن المهم معرفة أن الأشخاص المصابين بهذه الحالة قد يتجنّبون الوظائف ذات الطابع الاجتماعي، وقد يدّعون المرض في عملهم، ويعزلون أنفسهم في المنزل. كما قد لا يأكلون أو ينامون بشكل صحيح، أو لا يعتنون بنظافتهم الشخصية.

اقرأ أيضاً: هل يخفف البكاء من الضغط النفسي؟

ما أهم الأسباب المحتمَلة للإصابة بالانهيار النفسي؟

إن التعرّض للتوتّر جزء طبيعي من الحياة؛ لكن حين تصبح المشاعر المرتبطة به مرهِقة للغاية، يمكن أن يسهم ذلك في الإصابة بالانهيار النفسي. ومن بين أهمّ الأسباب التي قد تؤدّي إلى هذه الحالة نجد ما يلي:

  • المأساة المفاجئة.
  • التغييرات الكبيرة في الحياة.
  • الإجهاد المستمّر في العمل أو الاحتراق الوظيفي.
  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • قلة النوم.
  • الإساءة.
  • المشكلات المالية.

والجدير بالذكر إن حالات الصحة النفسية مثل الاكتئاب أو القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) تمثّل أسباباً لزيادة ضغوط الحياة وأحداثها مثل الطلاق أو الصدمة، ومن ثَمَّ تكون سبباً للانهيار.

4 إجراءات وقائية لحماية نفسك من مخاطر الإصابة بالانهيار العصبي

على الرغم من أن الانهيار العصبي يمكن أن يكون منهِكاً ومخيفاً بالفعل، فإن خبراء الصحة النفسية يؤكّدون وجود استراتيجيات فعّالة للمساعدة الذاتية يمكن أن تقيك خطرَ الإصابة؛ وهي كالتالي:

  1. تعلَّم تقنيات الاسترخاء: مثل تمارين التنفّس والتأمل واليوغا وتمارين اليقظة والاسترخاء التدريجي للعضلات الذي يتضمّن شدّ وإرخاء العضلات.
  2. اعتنِ بنفسك: من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وتبنّي عادات نوم جيّدة وممارسة الرياضة كالمشي لمدة 30 دقيقة على الأقلّ بمعدَّل 5 أيام في الأسبوع، بالإضافة إلى تجنّب تعاطي المواد المخدّرة وشرب الكحول والإكثار في استهلاك الكافيين.
  3. كُن منظَّماً وخُذ فترات راحة: يمكنك استعادة بعض السيطرة على حياتك من خلال تحديد الأولويات في مهامك دون أن تضغط على نفسك إذا لم تنجز كل مهمة في قائمتك، وأخذ فترات راحة قصيرة متعدّدة مثل 5 دقائق كل ساعة.
  4. اطلب الاستشارة المتخصّصة: يمكن أن يزوّدك مختص الصحة النفسية بطرائق إدارة أعراض التوتر والقلق والاكتئاب.

اقرأ أيضاً: التنفس العميق: طريقة واحدة بسيطة لتقليل التوتر

وأخيراً، يمكن أن يتراكم القلق والتوتر على مدى فترة طويلة من الزمن ويصلا إلى نقطة يصبح فيها الشخص غير قادر على أداء مهامه اليومية العادية، وبخاصة إذا كانت مهارات التكيّف والمرونة لديه ضعيفة، أو كان يفتقر إلى الدعم الاجتماعي؛ لكن تغيير نمط الحياة اليومية إلى نمط صحّي ومتوازن يمكن أن يحميه من الانهيار النفسي.

المحتوى محمي !!