ما المقصود بالتدريب الإرشادي الشخصي؟

التدريب الإرشادي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: طُوِّر أسلوب التدريب الإرشادي في الولايات المتحدة واستُخدم في تدريب المسؤولين التنفيذيين بصورة رئيسية، واليوم بات بإمكان هذه الطريقة المشتقة من علوم الإدارة والتواصل مساعدة الأفراد على تجاوز تحديات الحياة وتحولاتها، فيما يُعرف بالتدريب الإرشادي الشخصي. سواء كان هذا التحول مهنياً (كالحصول على ترقية في العمل) أو شخصياً (كالانفصال عن الزوج أو الانتقال إلى مكان إقامة جديد)، فإن هدف التدريب الإرشادي الشخصي مساعدة الفرد على تقبُّل هذا التحول واستيعابه، فكيف ذلك؟
طُوِّر أسلوب التدريب الإرشادي في الولايات المتحدة واستُخدم في تدريب المسؤولين التنفيذيين بصورة رئيسية، واليوم بات بإمكان هذه الطريقة المشتقة من علوم الإدارة والتواصل مساعدة الأفراد على تجاوز تحديات الحياة، فيما يُعرف بالتدريب الإرشادي الشخصي. يُسمى هذا النهج علاج التغيير أو علاج العافية، وهو لا يهدف إلى علاج الاضطرابات النفسية بل إلى مساعدة المرء على استيعاب تحول جديد في حياته؛ مثل الانفصال عن الزوج أو الحصول على ترقية في العمل، وتسخير موارده الشخصية الممكنة كلها في سبيل ذلك. وتتمحور فلسفة التدريب الإرشادي الشخصي حول عنصرين رئيسَين وهما رؤية المستقبل وإدراك قيَمه.

تاريخ التدريب الإرشادي الشخصي

طوَّر أسلوب التدريب الإرشادي الشخصي عالم النفس الأميركي مايكل براون (Michael Brown)، مستلهماً من أفكار الفيلسوف فريدريك هودسون (Frédérick Hudson) الذي اهتم بدراسة المراحل العمرية المختلفة ودورات التغير المرتبطة بها. ووفقاً له فإن الحياة رحلة ليست لها نقطة نهاية أو نهاية ثابتة ولذلك فإننا في حالة حركة مستمرة، وخلال هذه الرحلة يصعب علينا أحياناً التكيف مع التغيرات التي نواجهها. ظهر التدريب الإرشادي في الأساس بناء على طلب الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على المساعدة في مرحلة محددة من مراحل تقدمهم؛ الحاجة التي لم يكن بمقدور العلاجات النفسية تلبيتها، ثم سرعان ما استُخدم في الوسط المهني لتدريب المسؤولين التنفيذيين.

مبدأ التدريب الإرشادي الشخصي

يواجه كل شخص صعوبات في التكيف مع التغيرات التي تطرأ على حياته سواء كانت متوقَّعة أو لا؛ كالزواج أو الحصول على ترقية في العمل أو الفصل من العمل أو الانتقال إلى مكان إقامة جديد، ويساعد التدريب الإرشادي الشخصي الفرد على فهم هذا الوضع الجديد واستعادة توازنه الذي اختل مؤقتاً. يُعد الشخص المسؤول عن جلسات التدريب الإرشادي الشخصي مدرباً ومرشداً في الوقت ذاته، وهو لا يغوص في ماضي المتدرب بل يسعى إلى تزويده بالأدوات والرؤى التي تسمح له بالحفاظ على رؤية بنّاءة للمستقبل؛ إذ يساعد المدرب المتدربين على تحديد أهدافهم بوضوح، بالإضافة إلى الوسائل اللازمة والحالات العاطفية الملائمة لتحقيقها، وتهدف هذه الطريقة المنظمة والعملية إلى مساعدة المرء على اغتنام الفرص اليومية التي تمثلها أحداث الحياة للتعلم والتغيير، ومن الأهداف التي يسعى المتدرب إلى تحقيقها مثلاً تقييم مهاراته وكذلك تحسين التواصل مع زملائه في العمل أو زوجته.

مسار جلسة التدريب

خلال الجلسة الأولى، يحدد المدرب والمتدرب الأهداف التي يود الأخير تحقيقها: تحسين علاقته بمن حوله، أو تحمل مسؤولية جديدة، ثم يحدد المدرب مرحلة التغيير التي يمر بها المتدرب في الوقت الحالي من حياته. يمكن أن يبدأ الفرد تحولاً في حياته بتطوير مشروع ما، وعلى الرغم من ذلك فإنه قد يمر بمرحلة تقهقر فيكون بحاجة إلى تعزيز مهاراته وثقته بنفسه، إضافةً إلى أنّ تدخّل المدرب يضمن عدم تفويت أيٍّ من الخطوات اللازمة لهذا التحول. خلال المقابلات، يستخدم المدرب عدة مهارات تواصل؛ وهي الاستماع والاستجواب والمواجهة، ومن خلالها يتمكن المتدرب من إدراك طريقته في التعامل مع التغيير ليحرر نفسه من المعتقدات التي تقيده. ويتمحور أسلوب “التدريب الإرشادي الشخصي الاستفزازي” مثلاً حول دفع المتدرب إلى تجاوز حدوده التي يعرفها من خلال استفزازه وإثارة رد فعل لديه. بين الجلسات، يُعطى المتدرب تمارينَ لإتمامها والهدف منها تعليمه سلوكيات جديدة مثل تنمية احترام الذات، ودور المدرب في النهاية هو مرافقة المتدرب خطوة بخطوة والتأكد من أنه يتقدم بإمكاناته كلها.

مَن يلائم التدريب الإرشادي الشخصي؟

يُنصح جداً بالتدريب الإرشادي للوقاية من تأثير التحولات المحتملة أو الاستجابة لها حينما تطرأ، وهو يتيح للفرد النظر إلى مشروعه الشخصي أو المهني بطريقة جديدة. في سياق الأعمال، يُستخدم التدريب الإرشادي غالباً كطريقة دعم فردي للمسؤولين التنفيذيين أو الموظفين الذين يريدون الانتقال إلى وظائف جديدة بعد تسريحهم من العمل، وهو يتيح لهم الابتعاد قليلاً عن التحول الذي يمرون به والتركيز على استكشاف مهاراتهم والعمل على تعزيزها، وحتى لو كان الهدف مهنياً فإن ما ينتج منه يتحول غالباً إلى مشروع حياتي أكثر شمولية. يقدم التدريب الإرشادي الشخصي إجابات مُرضية حول أي تحول قد يواجهه المرء خلال حياته؛ كالحداد الذي يلي فقدان عزيز أو الانفصال عن الزوج أو الانتقال إلى مكان إقامة جديد. وفي أثناء المقابلات، قد يحيل المدرب المتدرب إلى معالج نفسي إذا رأى ذلك ضرورياً وبخاصة إذا كان الأخير يعاني صعوبات نفسية شديدة.

عدد الجلسات

يعطي التدريب الإرشادي الشخصي نتائج سريعة، ويختلف عدد الجلسات تبعاً للمتدرب لكنه يتراوح بين 10و20 جلسة. وعلى الرغم من ذلك فإن التدريب الإرشادي الشخصي قد يكون جزءاً من عملية أطول؛ إذ يشعر بعض الأشخاص بالحاجة إلى حضور الجلسات على نحو منتظَم لمواصلة التقدم. حينما تُقدّم شركة ما طلب تدريب، يحدَّد عدد الجلسات مسبقاً بالاتفاق مع المدرب وتوضح الشركة أهدافها وتوقعاتها من التدريب في بداية الاتصال، وجدير بالذكر أن محتوى المقابلات يظل سرياً.

المحتوى محمي !!