التجسس بين الأزواج: تجارب واقعية

التجسس بين الأزواج
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من خلال استخدام برامج التجسس أو إخفاء مايكروفون في أحد أركان المنزل أو حتى استخدام نظام تحديد المواقع؛ يتمكن بعض الأشخاص من مراقبة أزواجهم. ولكن ما الذي يجعلهم يقدمون على فعل كهذا؟ فيما يلي قصص يرويها بعض الأشخاص الذين خاضوا تجربة “التجسس بين الأزواج”.

سوسن: “صُدمتُ لاكتشاف أنه كان يتعقبني باستخدام برنامج تجسس”

تقول سوسن: “كنت قد انفصلت عن زوجي للتو -وهو مختص في علوم الكمبيوتر- عندما اكتشفتُ أنه يتجسس عليّ”. كان يتصل بي دائماً ويسألني أسئلةً محددة وفي أوقات محددة أيضاً ويسرد عليّ مضمون بعض الرسائل التي كنت قد أرسلتها إلى أصدقائي، كما كان قادراً على تحديد مكاني بدقة في كل مرة يتصل فيها، حتى عندما كنتُ أبعد 600 كيلومتر عن مدينتي.

إضافةً إلى ذلك، فقد تمكن من الدخول إلى رسائلي الواردة على “فيسبوك” وأعاد فرزها ورد عليها أيضاً. لقد خسرت خصوصيتي وسبب لي الشعور بأنني ملاحقة صدمةً ولم أتحمل فكرة أن يقتحم هذا الشخص الذي لم تعد تجمعني به أي صلة حياتي بهذه الطريقة، وكنت خائفةً جداً مما قد يحصل لي بسبب ذلك.

ثم تحول خوفي هذا إلى غضب وحاولت التحايل على هذا التجسس، فكنت أغير كلمات المرور الخاصة بي دائماً لكن ذلك لم يجدِ نفعاً. حتى أنني تواصلت مع عائلته وأصدقائه وأخبرتهم أنه يعاني من مشكلة ما وطلبت منهم التحدث معه وتذكيره بأنه يتجاوز كل الحدود، ثم نصحني أصدقائي بأن أتقدم بشكوى قانونية ضده لكنني لم أرغب بأن أتصرف تصرفاً حقيراً احتراماً لماضينا معاً كزوجين.

ترجع سلوكيات زوجي السابق هذه إلى عدم قدرته على تقبل قراري بالانفصال عنه ورغبته باستعادة سيطرته عليّ كما كان الحال عندما كنا متزوجين، لقد أراد أن يسترجع وجوده في حياتي بأي ثمن، حتى لو كان ذلك باستخدام طرق ملتوية وغير قانونية.

توقف عن مطاردتي بعد سنة، وفي الحقيقة عندما أراجع الأمر مرةً أخرى أقول لنفسي أنه كان عليّ أن أتقدم بشكوى ضده منذ البداية. وعلى الرغم من مرور 3 سنوات على الأمر فقد تسببت لي الصدمة بفقدان الثقة إلى درجة أنني قد لا أفتح رسالة بريد إلكتروني حتى لو كانت متوقعةً بالنسبة إلي.

لمى: “لقد تجسست على زوجي لأنني لم أعد أثق به”

تقول لمى: “ثبتتُ برنامج تجسس على الكمبيوتر المحمول الخاص بزوجي منذ حوالي شهرين. وعلى الرغم من أن الأمور بيننا كانت تسير على ما يرام فإنني كنت أشعر بأن ثمة خطأ ما؛ إذ كانت تراودني أحلام حول وجود امرأة أخرى في حياته، لقد كان الأمر مزعجاً بالفعل”.

في إحدى الليالي وبينما كان زوجي نائماً أخذتُ هاتفه الذي كان مقفلاً برمز مرور كنت أعرفه لأنني شاهدته في إحدى المرات وهو يُدخله. فتحت الهاتف وبحثت في الرسائل لأجد رسالةً من أحد ما من دون اسم وكانت تقول: “لقد كنت أفكر فيك طوال اليوم”، ولم أجد رداً عليها في سجل الرسائل المرسلة. لقد أصبتُ بالذهول، وعندما أطلعته على ما اكتشفته أخذ مني الهاتف دون أن يقول شيئاً، وفي اليوم التالي حذف جميع الرسائل من هاتفه.

بعد ذلك قررت أن أثبّت أحد برامج التجسس على الكمبيوتر المحمول الخاص بزوجي، وعلى الرغم من تأكيده عدم وجود أي امرأة أخرى في حياته فإنني لم أعد أثق به وتمكنت بفضل هذا البرنامج من الولوج إلى سجل مكالماته ورسائله وتحديد موقعه الجغرافي. المشكلة الحقيقة التي تسببها سلوكيات التجسس هذه هي حالة الارتياب المستمر. فقد كنت أراقب زوجي طوال الوقت وانصب جل تفكيري على هذا الأمر وشعرت في النهاية بأن سلوكياتي هذه سخيفة وغير صحية وعلى الرغم من أنني لم أكتشف شيئاً فإن برنامج التجسس لم يساعدني على الوثوق بزوجي.

لقد بدأت أكره ما أصبحت عليه فقد كانت تصرفاتي هذه لا تُعبر عن حقيقتي ولذلك قررت بعد 3 أيام من استخدام برنامج التجسس أن أتوقف عن كل هذا وأزلته من الكمبيوتر.

كان زوجي يعرف أنني سأستخدم وسيلةً ما لمراقبته وعبّر في البداية عن استيائه الشديد من انتهاك خصوصيته بهذه الطريقة لكنه ضحك من الأمر فيما بعد، حتى أنه كان يمزح مع أصدقائه حول ما حصل ويقول لهم أنني كنتُ أتخيل قصصاً سخيفةً وأنه ليس لديه ما يخفيه. ولكن ما أحبطني هو أنه لم يعترف بتلك الرسالة التي رأيتها على هاتفه في البداية.

أما اليوم فأنا لم أعد أفتش هاتفه فقد غيّر رمز المرور الخاص به ولم أحاول أن أكتشفه، وأفكر دائماً أنه لن يكون من الصعب عليه إخفاء أمر ما عني إذا أراد ذلك ولكنني أعلم في الوقت ذاته أنني سأتمكن في النهاية من اكتشاف ما يخفيه، فأنا أثق بحدسي تماماً.

هشام: “لقد أنقذ برنامج التجسس حياتي”

يقول هشام: “بعد أن خانتني زوجتي التي كنت أثق بها ثقةً مطلقةً واعترفت لي متأخرةً بما فعلت، سيطرت عليّ الرغبة في معرفة مدى مطابقة ما قالته للحقيقة

كما أردت أن أعرف طبيعة العلاقة التي أقامتها وكل الأكاذيب المحتملة حول هذا الأمر”.

لذلك ثبتتُ على جهاز الكمبيوتر الخاص بي برنامجاً يحاكي جهاز التوجيه وهو يتيح لي مراقبة الأجهزة المتصلة بالشبكة المحلية (جهاز الكمبيوتر، الهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي) بطريقة مباشرة مع إمكانية حفظ جميع المعلومات الواردة من هذه الأجهزة كالرسائل وكلمات المرور.

وعلى الرغم من أن الحقيقة قد تكون مؤلمةً فإنها تحررنا في الوقت ذاته من كل الأوهام والثقة الكاذبة التي نمنحها إلى الآخر، فقد اكتشفت أن زوجتي كانت لا تزال تكذب عليّ.

لم يشعرني ما فعلت بالفخر بل على العكس من ذلك كنت أشعر بالذنب لكنه كان ضرورياً لأنقذ نفسي، فأفصحت لزوجتي على الفور عن كل ما عرفته لأواجهها بأكاذيبها وتحطمت الثقة إلى الأبد وتطلقنا في نهاية الأمر. أما الآن فأنا أعي أن أدنى شك بشريكة حياتي المستقبلية سيجعلني أستخدم مجموعةً من برامج الاختراق بغية التأكد من الحقيقة.

كمال: “سمحت لزوجتي بمراقبتي لأنني أحبها”

بدأتُ أتساءل عما إذا كانت زوجتي تراقبني عندما لاحظت أنها تعيد عبارات بعينها كنت قد قلتها في أثناء تحدثي مع أصدقائي على الهاتف. وعندما عثرت في إحدى المرات على جهاز تسجيل مخبأ في السيارة فهمت كل شيء، وكان رد فعلي عنيفاً فقد قذفت بالجهاز إلى الشارع آملاً بأن يتحطم تحت عجلات شاحنة ما.

كما اعترفت زوجتي بأنها ثبتت برنامجاً على جهاز الكمبيوتر يمكّنها من الحصول على كلمات المرور الخاصة بي ومن ثم الدخول إلى بريدي الإلكتروني، وأنها ثبتت برنامجاً آخر على هاتفي لتحديد موقعي الجغرافي، وقالت إنها فعلت كل هذا لأنها تحبني. ولمّا كنت أحبها بالفعل فقد كنت أحترمها ولم يكن لدي ما أخفيه عنها، ولذلك فقد قبلتُ سيطرتها عليّ بهذه الطريقة مقابل أن أحافظ على استقرار علاقتنا. بعد بضع سنوات وصلت الأمور بيننا إلى مرحلة مريعة عندما اكتشفت أن زوجتي كانت قد سحبت كل البيانات من هاتفي بما في ذلك الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني وسجل المكالمات الصادرة والواردة.

إضافةً إلى ذلك فقد عرفتُ أنها وضعت ميكروفوناً في المنزل لتسجيل كل المحادثات التي قد أجريها في أثناء غيابها، لذا قررت مغادرة المنزل وذهبت لأمكث في منزلي الآخر الذي كانت قد تمكنتْ من الحصول على مفتاحه خلسةً ووضعت الميكروفونات فيه أيضاً، ولاحقاً لذلك اكتشفتُ أنها كانت تُسمع هذه التسجيلات لأصدقائنا المشتركين لتريهم أنني شخص آخر في حياتي الخاصة غير الذي يعرفونه.

أخيراً قررت اللجوء إلى القضاء وحصلتُ على حكم بطردها من منزل الزوجية وعدتُ لأسكن فيه مجدداً. كان طلاقنا معقداً فبالنسبة إليها كانت تحاول فهم سبب انفصالي عنها على الرغم من أنها “قدمت كل الإثباتات على حبها لي”، أما أنا فتعلمت عيش حياتي بحرية مجدداً فالحرية لا تقدر بثمن مهما كان الأمر صعباً. ورسالتي التي أود توجيهها إلى الجميع هي أن الحب لا يعني السيطرة على الآخر بل احترامه واحترام غيابه وخصوصيته، فلا أحد يمتلك الآخر، وليس المرء مسؤولاً إلا أمام نفسه وضميره.

سمر: “لقد انتهكت برامج التجسس خصوصيتي”

منذ نحو 6 أشهر انتابت زوجي شكوك كثيرة حول علاقة تجمعني بأحد أصدقائه لذا فقد قرر أن يتجسس عليّ باستخدام برنامج تسجيل صوتي ثبته على الجهاز اللوحي الخاص بي.

إضافةً إلى ذلك فقد تعقّب هاتفي المحمول ليتمكن من الوصول إلى كل بياناتي. وفي أحد الأيام انتابني شعور بأنني مراقبة من دون أن أعي شيئاً على وجه الخصوص، لذلك صرتُ أخفي فواتيري الهاتفية وتوقفتُ عن استخدام الهاتف الأرضي وكنتُ أجري مكالماتي خارج المنزل فقط.

وبعد بضعة أيام اكتشفت الأمر عندما لم أجد جهازي اللوحي حيث تركته.

انتابتني مشاعر شديدة في تلك اللحظة إلى درجة أنني شعرت بأنه سيُغمى عليّ. وعلى الرغم من إدراكي للذنب الذي اقترفته فإن شعوري بأنني كنتُ عرضةً للتجسس كان أسوأ من شعوري بالذنب.

لقد شعرت بحجم الانتهاك الذي طال مساحتي الشخصية، أما بالنسبة لزوجي فقد كان التجسس سلاحه الوحيد في مواجهة عجزه عن معرفة ما إذا كنت أخونه أو لا.

ومنذ تلك اللحظة أصبحت رغبتي في مغادرة المنزل أكثر إلحاحاً

لكنه استمر بملاحقتي بعد أن غادرتُ المنزل وحتى أن والديه قد اشتركا في الأمر من خلال تهديد صديقي بالقتل. لقد كنتُ على حافة الإصابة بالاكتئاب وعانيت من الأرق وخسرت الكثير من وزني.

أخيراً؛ ساعدني دعم أحبائي على التخلص من الكبت ومشاعر الخوف والخزي، وقررتُ منذ تلك اللحظة ألا أتخذ إلا القرارات التي تلائمني كما تقدمت بطلب الطلاق وأنا الآن أنعم بحريتي من دون خوف.

 تم تغيير الأسماء حفاظاً على خصوصية أصحابها

المحتوى محمي !!