مجموعة من الخبراء يساعدوننا على التأقلم مع فكرة الموت

التأقلم مع فكرة الموت
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

علماء النفس والمحللون النفسيون والفلاسفة والأطباء، كلهم يساعدونا على “التأقلم مع فكرة الموت”، سواء كان موتنا أو موت أحبائنا.

فابريس هادجادج؛ فيلسوف

مؤلف كتاب “كيف تعبر تجربة الموت بسلام” (Réussir sa mort) (دار “النهضة” للنشر، 2005).

قال الكاتب الفرنسي ميشيل دي مونتين: “إن بعض الناس يشنقون أنفسهم لأنهم يخشون الموت، بدلاً عن التأقلم مع فكرة الموت، يبدو لي أن الأمر الصعب هو أن أتعلم ألا أخاف من الخوف من الموت، وأن أفسح المجال لمشاعر الخوف من الموت دون محاولة التخلّص منها. للقيام بذلك؛ يجب أن نفهم معنى الموت، وأن ندرك أنه يعيدنا إلى قيمتنا الحقيقية ويضعف قناعتنا بأننا منيعون. الموت انفتاح على المجهول، وما هو أعمق منا. إنه يمنحنا الفرصة لتجاوز حاضرنا المؤلم والمرهق والانتقال إلى النعيم الخالد في الآخرة”.

فيليب غيمبيرت؛ محلل نفسي

مؤلف كتاب “السر” (Un secret) (دار “غراسي” للنشر، 2004).

“إذا كنا نخاف من الموت، فذلك لأننا بحكم العيش وإعطاء الأهمية لما نعيش من أجله، نسينا أننا أتينا من لا شيء، وهذه هي فكرة الموت. إنه درس تعلمته من الأطفال المرضى في المستشفى؛ إذ لاحظت أنهم كانوا أقل خوفاً من الموت منا. لماذا؟ ببساطة لأنهم يعرفون أنه محتم. إذاً يجب علينا أن نفكّر بحكمة الأطفال هذه، وأن نتذكّر أننا اختبرنا بالفعل هذا اللاشيء قبل أن نكون موجودين بزمن طويل”.

ماري دي هينيزيل؛ عالمة نفس

مؤلفة كتاب “الموت بعينين مفتوحتين” (Dying with Open Eyes) (دار “ألبين ميشيل” للنشر، 2005).

“اطرح على نفسك هذا السؤال: “إذا كنت سأموت في غضون أسبوع، فما الأمور التي أرغب في تحقيقها بحلول ذلك الوقت؟”، وستدرك على الفور ما هو ضروري بالنسبة لك. قد يكون الضروري بالنسبة لشخص آخر هو الانتهاء من قراءة كتاب، أو إعادة التواصل مع العائلة. يعتمد الأمر على حالة كل شخص. على أي حال، أعتقد أن عيش اللحظة والبقاء مخلصاً قدر الإمكان للقيم والأعمال المهمة بالنسبة لك هو أفضل درس في الاستعداد للموت”.

فريدريك لينوار؛ فيلسوف

المؤلف المشارك، إلى جانب “جان-فيليب دي توناك”، لكتاب “الموت والخلود” (La Mort et l’Immortalité) (شركة “بايار” الإعلامية، 2004).

“خلال رحلة إلى الهند، سألت السكان الأصليين: ما هو عكس الموت برأيكم؟ سيجيب أي شخص من البلدان الغربية بـ “الحياة”. لكن الهنود قالوا: “الولادة”. ما معنى هذا الجواب؟

يعني أن الموت، كالولادة، مجرد مرحلة في الحياة؛ لكنه ليس نهاية الحياة. أعتقد أن فكرة الحياة الروحية الأبدية هذه، التي يجب تمييزها عن الحياة الجسدية الزائلة، يمكن أن تساعدنا على التعامل مع الموت. سواء كنا مؤمنين أم لا، غربيين أو شرقيين، يمكننا جميعاً تطبيق هذه الفكرة. كيف؟ من خلال التأمل، أو الإيمان؛ لكن أيضاً من خلال الحب، أو تأمل عمل فني. بعبارة أخرى؛ من خلال اغتنام كل تلك اللحظات التي تشعر فيها بأن وقتك قد نفذ – أي في المواقف التي يختبر المرء فيها الروحانية”.

جاك أرينيس؛ محلل نفسي

مؤلف كتاب “الرعاية التلطيفية ” (Souci de soi, oublie de soi) (شركة “بايار” الإعلامية، 2004).

“في مهنتي، أجد أن الخوف المؤلم من الموت يخفي دائماً شيئاً آخر. الهدف إذاً هو تحديد الجذور العميقة لهذا القلق، إما بمفردك أو بمساعدة معالج نفسي. في كثير من الأحيان؛ يكون جذر المشكلة هو الفجيعة أو الفراق المؤلم. لن يجعل فهم منشأ القلق واقع الحياة أقل صعوبة بالنسبة لنا؛ ولكنه سيسمح لنا على الأقل بالمضي قدماً بوعي، وهو أمر يمنحنا حرية عظيمة”.

بيرنارد ديفالوا؛ طبيب

رئيس المجتمع الفرنسي للدعم والرعاية التلطيفية.

“ما يخيفنا ليس الموت بحد ذاته بقدر ما هو طريقة الموت وما يميزها في أغلب الأحيان؛ ألا وهو الشعور بالوحدة. إن مرافقة الناس في نهاية حياتهم، وتكريس الوقت والموارد لهم، أو بعبارة أخرى رعاية الأشخاص الذين يحتضرون بدلاً عن إنكار فكرة موتهم، كلها تجعل فكرة موتنا نحن أقل إثارة للقلق”.

المحتوى محمي !!