ما الأسباب النفسية للإمساك عند الأطفال والمراهقين؟ وما حلوله؟

الإمساك عند الأطفال
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: وفقاً للجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي والكبد وتغذية الأطفال (ESPGHAN) فإن الإمساك يصيب ما يقارب 30% من الأطفال، ويرجع ذلك من جهة إلى أسباب غذائية كالجفاف ونقص الألياف ولا سيما في الأغذية المكررة صناعياً، ومن جهة أخرى إلى أسباب نفسية ترتبط بنمط حياة الطفل. إليك أهم أسباب الإمساك عند الأطفال والمراهقين وكيفية التعامل الصحيح مع هذه المشكلة من وجهة نظر العلم.

كما هي الحال مع الكبار؛ يُصاب الكثير من الأطفال بالإمساك واضطرابات العبور المعوي في سن مبكرة أحياناً ويرجع ذلك إلى أسباب وظيفية من جهة وحساسية الجهاز الهضمي تجاه نمط الحياة من جهة أخرى. فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع مشكلة الإمساك عند الرضع والصغار والمراهقين.

أسباب إصابة الرضع بالإمساك والحلول الممكنة

من المعروف أن المشي يساعد على تحفيز حركة الأمعاء، ولأن الرضع يبقون في وضعية الاستلقاء خلال الأشهر الأولى من حياتهم فإنهم يصابون بالإمساك أغلب الأحيان؛ إذ يعتمدون على الغذاء الذي يتناولونه لتنظيم عملية العبور المعوي، ولأن الحليب غذاؤهم الرئيس فهم يفتقرون إلى الألياف التي تعد مهمة لتليين البراز.

فكيف يمكن التعامل مع الإمساك عند الرضيع؟

  1. الانتباه إلى ذوبان الحليب بالكامل قبل تقديمه إلى الطفل.
  2. اختيار نوع ملائم من الحليب بناء على نصيحة طبيب الأطفال.
  3. تقسيم طعام الطفل على عدة وجبات أو رضعات صغيرة لأنها أسهل في الهضم من الوجبات الكبيرة.

وسواء كان الطفل يرضع رضاعة طبيعية أو صناعية فاحرصي على تقديم كمية كافية من الماء له، وجدير بالذكر أنه في حالة الرضاعة الطبيعية ينتج الرضيع كمية فضلات أقل، لذا يجب الانتباه إلى ذلك وعدم التسرع في استنتاج إصابته بالإمساك. أخيراً يمكنكِ إعطاء طفلك زجاجة صغيرة من المياه المعدنية الغنية طبيعياً بالمغنيزيوم من حين لآخر؛ إذ يمكن أن تخلصه من الإمساك بسبب قدرتها على تليين البراز، مع الحرص على تدليك البطن برفق وبشكل دائري لمساعدة الأمعاء على الاسترخاء.

أهمية تنويع النظام الغذائي ابتداءً من الشهر الخامس

ابتداءً من الشهر الخامس أو السادس يمكنكِ البدء بتنويع النظام الغذائي لطفلكِ وتقديم الكومبوت (معجون الفواكه والخضار الخاص بالرضع) له؛ إذ يساعد تناوله على تنظيم العبور المعوي لديه. وفي حال استمرار الإمساك لديه يُنصح بتقليل كميات الجزر والأرز في طعامه، والإكثار من ثمار البرقوق في شكل كومبوت أو عصير، مع التذكير مرة أخرى بضرورة تقديم كمية كافية من الماء له بانتظام لأنه مثل كبار السن لا يشعر بالعطش إلا عندما يكون الجسم مصاباً بالجفاف بالفعل. أخيراً، في حالة الشك لا تترددي في مناقشة الموضوع مع الطبيب العام أو طبيب الأطفال للتأكد من أن طفلكِ غير مصاب بالإمساك وأن العبور المعوي لديه منتظم.

الإمساك عند الأطفال في سن 12 – 18 شهراً

بعد أن يتمكن الطفل من المشي ويتابع تناول الخضار والفواكه تصبح إصابته بالإمساك أقل تواتراً. ومع ذلك، وفقاً للجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي والكبد وتغذية الأطفال (ESPGHAN) فإن الإمساك يصيب ما يقارب 30% من الأطفال، ويرجع ذلك من جهة إلى أسباب غذائية كالجفاف ونقص الألياف ولا سيما في الأغذية المكررة صناعياً، ومن جهة أخرى إلى أسباب نفسية ترتبط بنمط حياة الطفل.

من الشائع أن يصاب الطفل بالإمساك في سن 12 – 18 شهراً عندما يحاول الأبوان تعليمه استخدام المرحاض أبكر من اللازم أو يلحان عليه على نحو مبالغ فيه؛ إذ يتطور رفضه لفكرة استخدام المرحاض إلى ميل لحبس الفضلات. تقول المختصة في طب نفس الأطفال في مستشفى روبرت ديبري بباريس، ماري فرانس لو أوزيه (Marie France le Heuzay): “يشعر الطفل بمشاعر متناقضة تجاه فكرة استخدام المرحاض ولا سيما أنه في هذه السن يكون في منتصف مرحلة الانفصال عن الأم”. وتتابع: “رغم رغبته في استخدامه، فإنه يريد تأكيد استقلاليته في الوقت ذاته، فهذه المرحلة تسمى بسن المقاومة وهي تتسم بعناد الطفل وميله إلى رفض كل ما يُطلب منه بما في ذلك استخدام المرحاض، ويعزز هذا العناد والتصلب ميل الطفل إلى حبس فضلاته ومن ثم إصابته بالإمساك”، وإذا اعتاد ذلك فإن الإمساك المتكرر قد يرافقه حتى سن الرشد.

الإمساك عند الطفل في سن الثالثة

في سن الثالثة وتقريباً مع بداية مرحلة رياض الأطفال، يخضع الطفل للإيقاعات الاجتماعية كالذهاب إلى المدرسة والالتزام بأوقات الاستراحة المحددة وغيرها، التي لا تتوافق بالضرورة مع إيقاعاته البيولوجية، فمع دخوله المدرسة يجد نفسه مضطراً للحفاظ على نظافته وتعلم كيف يحبس فضلاته عندما يكون في الصف، وكيف يسترخي عندما يدخل الحمام، فالطفل الذي لا يتمكن من التغوط خلال وقت الاستراحة لأنه لا يشعر بالحاجة إلى ذلك، ثم يجد نفسه مضطراً إلى حبس فضلاته بعد نصف ساعة بسبب وجوده في الصف، سيكون أكثر عرضة للإصابة بالإمساك.

إضافةً إلى أن الأطفال غالباً لا يشربون ما يكفي من الماء بين الوجبات (يجب أن تقدم جميع رياض الأطفال كوباً من الماء لكل طفل في أوقات الراحة).

بالنسبة إلى الأطفال في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، هناك أخيراً مشكلة نظافة المراحيض وعدم وجود ورق الحمام (الذي يجب طلبه قبل الذهاب إلى الحمام)؛ ما يدفعهم إلى حبس فضلاتهم على نحو متكرر ثم يصبح ذلك عادةً لديهم ما يؤدي إلى إصابتهم بالإمساك.

العلاقة بين الصحة النفسية والإمساك عند الأطفال المراهقين

من الضروري أن نأخذ في الاعتبار الأحداث التي تؤدي إلى زعزعة استقرار الطفل بين سن 3 – 12 عاماً؛ إذ يمكن أن يُصاب بالإمساك أو التبرز اللاإرادي أو بالحالتين معاً عند التعرض لفجيعة بوفاة عزيز أو طلاق والديه أو الانتقال إلى منزل جديد أو فقدان حيوانه أليف.

في وقت لاحق أي في المرحلة الثانوية، يواجه المراهق مشكلة افتقار المراحيض إلى النظافة وانعدام الخصوصية بسبب الأبواب المحطمة أو التعرض للمضايقات من الطلاب الآخرين؛ ما قد يمهد لإصابته باضطرابات جسدية أو نفسية، ولذلك عندما يعاني المراهق الإمساك وآلام البطن فيجب التحدث إليه للوقوف على الأسباب لأن هذه الأعراض يمكن أن تكون علامات تحذيرية تخفي خلفها معاناة أكثر خطورة.

المحتوى محمي !!