4 ممارسات تساعدك على اكتشاف مواهبك ومهاراتك

اكتشاف مواهبك ومهاراتك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يرى المختص النفسي فريدريك فانجيه أن ثمة 3 مصادر مختلفة لعدم الثقة بالنفس فيقول: “تخيل هرماً من 3 أقسام قاعدته هي تقدير الذات (القيمة الجوهرية التي أمنحها لنفسي)، أما وسط الهرم فيمثل الثقة بالنفس (مهاراتي الشخصية) وأخيراً رأس الهرم فيمثل القدرة على تأكيد الذات (مهاراتي في العلاقات)”، وهكذا يمكن للمرء أن يكون واثقاً بنفسه فيما يخص علاقاته مع الآخرين ويعاني في الوقت نفسه تدنياً في تقدير الذات؛ تماماً كما يمكنه أن يتمتع بتقدير الذات ويفتقر إلى الثقة بمهاراته، وفيما يلي يقدم المختص 4 ممارسات تساعدك على اكتشاف مواهبك ومهاراتك وتعزيز ثقتك بنفسك في مجالات الحياة كافة.

“غيّر نظرتك إلى أدائك وعزز مهاراتك”، إنه برنامج عمل مزدوج يقدمه المختص النفسي فريدريك فانجيه (Frédéric Fanget)، والهدف منه أن تثق بنفسك أكثر وتتحلى بجرأة أكبر على اتخاذ خطوات نحو الأمام.

وفقاً لفريدريك فانجيه فإن العثور على الحل الصحيح يتطلب تحديد المشكلة بدقة أولاً، ويرى المختص النفسي أن ثمة 3 مصادر مختلفة لعدم الثقة بالنفس، ويقول: “تخيل هرماً من 3 أقسام؛ قاعدته هي تقدير الذات (القيمة الجوهرية التي أمنحها لنفسي)، أما وسط الهرم فيمثل الثقة بالنفس (مهاراتي الشخصية) وأخيراً رأس الهرم ويمثل القدرة على تأكيد الذات (مهاراتي في العلاقات)”.

وهكذا يمكن للمرء أن يكون واثقاً بنفسه فيما يخص علاقاته مع الآخرين ويعاني في الوقت نفسه تدنياً في تقدير الذات؛ تماماً كما يمكنه أن يتمتع بتقدير الذات ويفتقر إلى الثقة بمهاراته. ويقول فانجيه: “وعلى هذا النحو فإن تعلُّم الثقة بالنفس يعني أن ينمي المرء ثقته بمهاراته وموارده الشخصية ومواهبه، ويتطلب ذلك بالضرورة أن يغير نظرته إلى أدائه وقدراته”. وبمعنىً آخر، فإن الممارسات المستمَدّة من العلاج السلوكي التي تركز فقط على السلوكيات، لن تكون ذات نفع إذا لم تقترن بالعمل على تغيير الأفكار من خلال العلاج المعرفي. ويقول مختص الطب والعلاج النفسي: ” تُعد الممارسات التالية نهجاً تقدّمياً يهدف إلى تغيير نظرتك إلى نفسك وعواطفك؛ ما يؤدي في نهاية الأمر إلى تعزيز مخزون الثقة في داخلك”.

عزّز خبراتك

لتتمكن من تعزيز ثقتك بنفسك، فالأفضل أن تعزز مهاراتك في هذا المجال أو ذاك بدلاً من أن تنظر إلى عدم الكفاءة كمشكلة في حد ذاتها، وتحاول حلها سواء كانت هذه المشكلة حقيقية أو أنك تفترض وجودها، والغرض هو اكتساب الخبرة في المجال أو المجالات التي تعتبر نفسك مؤهلاً لها وتشعرك بالسعادة.

يقوي اكتساب خبرة ما الثقة بالنفس ويعززها على نحو مستمر، لما يتضمنه من مشاعر إيجابية كالفخر والبهجة والسعادة، فعلى سبيل المثال؛ إذا كنت موهوباً في أعمال الزراعة، يمكنك أن تعمق معارفك في البستنة وعلوم النبات، وكذلك ستنمي معارفك في الموسيقا إذا كنت تميل إلى العزف على آلة ما، إلخ، ومن ثَمّ؛ حينما يكبر مخزون الثقة لديك سيغذي خبراتك في مجالات أخرى ويغير سلوكك العام.

سَل أحباءَك عن مهاراتك

يشجعك الحوار مع شخص يحب الخير لك على الاستمرار؛ إذ يمكن أن يساعدك على تعزيز قدراتك حينما يغير نظرتك إليها.

اختر صديقاً أو زميلاً في العمل أو أحد أفراد أسرتك وأوضح له أنك بحاجة إلى مساعدته لترى نفسك بوضوح أكبر، واسأله: ما المجال الذي تعتقد أنني كنت أو ما زلت أبرع فيه؟ وتحت أي ظروف؟ وفي أي فترة من الوقت؟

حينما تطرح هذا السؤال على أحبائك وتدوّن إجاباتهم دون التعليق عليها، ستتمكن من رؤية نفسك بعين المراقب الخارجي وستشعر بالأمان لأنك ستدرك أنك لست وحدك، وأن بإمكانك الحصول على المساعدة حينما تحتاج إليها؛ كما ستتمكن من اكتشاف مواهبك ومهاراتك الفريدة التي لم تكن تعلم بوجودها أو التي كنت تراها عادية.

حدّد المواقف التي تعاملت معها بكفاءة

كيف يمكنك النظر إلى مهاراتك بموضوعية أكثر؟ لا يُقصد بذلك أن تنكر الواقع وتغطي الحقائق “بالإيجابية”؛ بل أن تفكر قليلاً لتتمكن من تعديل مخططك المعرفي الذي تستند إليه ويعزز شعورك بعدم الكفاءة.

في سبيل ذلك، دوّن على ورقة المواقف التي شعرت خلالها بضعف كفاءتك سواء في حياتك الشخصية أو المهنية، واشرح سبب هذا الشعور في جملة واحدة. والآن خذ ورقة أخرى ودوّن فيها المواقف التي شعرت أنك تعاملت معها بكفاءة مع توضيح الأسباب، أما الخطوة الأخيرة فهي أن تعيد قراءة القائمتين عدة مرات حتى تترسخ لديك هذه الرؤية المزدوجة.

حينما تمارس هذا التمرين بانتظام، فإنك لن تعمم شعورك بعدم كفاءتك على نواحي حياتك كافة، لأنه يكشف لك الفروق الدقيقة والاستثناءات ويسلط الضوء على مهارات معينة لديك.

ضَع أهدافاً واقعية

على عكس ما نعتقد في كثير من الأحيان، فإن طلب الكمال ليس النتيجة المنطقية للطموح أو الثقة بالنفس، ويستحوذ هذا السلوك على جزء كبير من المرء، ويتجلى أغلب الأحيان في أسلوب التوبيخ حينما يقول لنفسه مثلاً: “أنا لا أفعل ما يكفي”، بدلاً من أن يشجع نفسه بقول: “يمكنني فعل أفضل من ذلك”.

حينما تنشد الكمال فأنت تضع أهدافاً غير قابلة للتحقيق، فيتولد لديك شعور بالعجز أو عدم الكفاءة يؤثر سلباً في مجالات حياتك الأخرى جميعها. وحتى لا تقع في هذا الفخ؛ من الضروري أن تصنف أهدافك إلى 3 أنواع: هدف يمكن تحقيقه كإجراء اجتماع عمل احترافي مثلاً، وهدف غير قابل للتحقيق مؤقتاً كالتحاور مع ابنك المراهق، وهدف غير قابل للتحقيق مطلقاً كشراء منزل فخم جداً.

يمكنك تحديد احتمالية تحقيق كل هدف من خلال تحديد الوسائل المتاحة بين يديك أو التي يمكن أن تمتلكها، والمهارات التي من غير المعقول الاعتماد عليها؛ مثل الفوز بجائزة مالية ضخمة لتتمكن من شراء المنزل الفخم الذي تحلم به.

المحتوى محمي !!