كيف تكتشف المنحرف النرجسي في 3 خطوات؟

اضطراب النرجسية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تستطيع اكتشاف الشخص المنحرف النرجسي من خلال اتباع عدة خطوات أولها الانتباه لكلماته فعادة ما يستخدم صيغ التفضيل الإيجابية أو السلبية بصورة مبالغ فيها، كما أنه لا يتردد في إظهار عدم تعاطفه عندما تُسرد أمامه تجربة مؤلمة ورغم ذلك يظهر نفسه دوماً على أنه ضحية، لذلك ينبغي عليك الانتباه لمشاعرك حتى لا تتأذى من تشكيكه في قيمك الذاتية، وأخيراً انتبه إلى سلوكه لتقي نفسك من تلاعبه. إذا أردت أن تعرف أكثر عن الآليات العملية للخطوات السابقة اقرأ المقال.

الخطوة الأولى انتبه لكلمات المنحرف النرجسي

غالباً ما يستخدم المنحرفون النرجسيون في كلامهم صيغ التفضيل الإيجابية أو السلبية عند مخاطبتك أو مخاطبة الآخرين.

أمثلة على استخدام صيغ التفضيل الإيجابية والمغوية بصورة مبالغ فيها:

يسارع المنحرفون النرجسيون إلى استخدام هذه الصيغ في بداية العلاقة بغية إغواء الآخر عبر الإشارة إلى “القوة” التي تميزه.

بعض الأمثلة على ذلك هي عبارات من قبيل: “أنا أحبك، أنت رائع! لم أقابل أبداً شخصاً رائعاً مثلك! أنت أفضل بكثير من الآخرين. أنت مركز حياتي، وسأعطيك كل ما تستحقه. لم يعاملك أحد من قبل كما سأفعل أنا. لقد كان حبيبك السابق مجرد أحمق. لدي فكرة رائعة ستجعلك مشهوراً، دعني أوضح، وغير ذلك”.

ورغم الإطراءات المفرطة التي يستخدمها المنحرف النرجسي، فإنها لا تهدف إلى مدح سمات محددة في الضحية؛ إنما هي إطراءات عامة ويمكن توجيهها لأي كان.

أمثلة على المبالغة في استخدام الكلمات السلبية والمهينة للآخرين:

“هذا الشخص مزعج حقاً، دعني أخبرك عن ذلك. إن الأشخاص الذين رفضوا فكرتي (مشروعي، أو اقتراحي) هم من أغبى الأشخاص الذين قابلتهم، إنهم يغارون من الأشخاص الرائعين مثلي. يعاملني مديري معاملةً سيئةً؛ أفكر في كيفية التغلب عليه لطرده من الشركة، ولا أطيق الانتظار لرؤيته يحمل أغراضه ويخرج تحت أعين الجميع مهاناً تماماً”.

يتحدث المنحرف النرجسي عن أوهامه بإذلال الآخرين والتغلب عليهم بكل طلاقة، وعندما يرى علامات الإحراج أو الدهشة على وجه محاوره، فإنه يتراجع عن كلامه على الفور ويقول إن الأمر مجرد مزاح.

الكلمات والسلوكيات التي تدل على عدم التعاطف والاهتمام:

عندما يحاول شخص ما أن يشاركه تجربةً مؤلمة للغاية، فإن الشخص النرجسي لا يتردد في مقاطعته دون إظهار التعاطف تجاهه، ليخبره بما حدث معه ذات يوم “في موقف مشابه”. ويبدو الشخص المصاب بالنرجسية المرضية كما لو أنه يتحدث إلى نفسه، أو إلى جمهور يريد أن يأسره ويغويه بكلامه.

التحدث عن نفسه كضحية:

على الرغم من شعوره بالتفوق والسيطرة، فإن المنحرف النرجسي يعتبر نفسه ضحيةً بالفعل، وبصورة خاصة عندما يفقد مركزه المهيمن؛ إذ يعاني مما يُسمى “الجرح النرجسي” ويبدأ بالتالي الكلام دون توقف عن تفاصيل ما تعرض له خلال حياته؛ كخيانة الأمانة أو قسوة الآخرين، أو سوء الحظ، ويشير إلى كل تلك الأمور بوصفها عقبات حالت دون حصوله على ما يستحق.

الخطوة الثانية: انتبه لمشاعرك

الشعور بأنك تحت تأثير سحر الشخص النرجسي:

يوجه المنحرف النرجسي كل انتباهه إليك، ويغدق عليك عبارات المديح ويوضح دلائل حبه لك، وهي أمور ذات تأثير مبهج في النفس، فهي تأخذنا بعيداً عن الواقع، حتى أنه قد يكون لها تأثير العقاقير المخدرة في بعض الأشخاص. لكن انتبه فهذه كلها إشارات تحذيرية؛ إذ يسحر المنحرف النرجسي ضحيته حرفياً، ويستحوذ على ثقتها ويقودها إلى حالة من أحلام اليقظة، فتشعر أنها منفردة، ويتم تقديرها كما لم يحدث من قبل.

كيف تشعر خلال وجودك مع هذا الشخص المغوي المتحمس؟ هل تشعر بأنك تتمتع بصفات خيالية؟

التشكيك في قيمتك الذاتية:

نجح السحر؛ ولكن سرعان ما شعرت الضحية بالحرج والغباء، وكأنها تخشى ألا تكون على مستوى هذا الشخص الاستثنائي الذي جعلها تشعر بأنها غير عادية.

هل تدور في ذهنك الكثير من الأسئلة عن نفسك، وقدراتك، وقيمتك؟

صعوبة في التنفس:

يُشعرك وجود المنحرف النرجسي بضغط كبير، وكأن نسبة الأوكسجين تنخفض، أو كأنه “يمتص” كل الأوكسجين الموجود في المكان. تشير شهادات العديد من ضحايا المنحرفين النرجسيين إلى معاناتهم من صعوبة في التنفس في أثناء حضورهم، بينما يتحدث بعض الأشخاص عن شعورهم “بانكماش” الغرفة الموجودين فيها كما لو كان الشخص النرجسي يحتل المساحة كلها وحده.

إن كل ما سبق ذكره هو إشارات تحذيرية تشير إلى أنك ضحية للمنحرف النرجسي.

الخطوة الثالثة: انتبه إلى سلوك المنحرف النرجسي

ركز على سلوك المنحرف النرجسي وليس على أقواله، فهو يكشف عن نفسه من خلال أفعاله.

يمتلك الأشخاص المصابون بالنرجسية المرضية مخزوناً من الكلمات يتيح لهم استدراج ضحاياهم والإيقاع بهم. من ناحية أخرى، فإن أفعالهم تعكس رغبتهم الحقيقية بالضبط.

ولا فائدة من محاولة محاصرتهم بالكلمات، فهم يتقنون التلاعب بها جيداً ويسعدهم إضافةً إلى ذلك اتهام ضحاياهم “بجنون الارتياب”.

على سبيل المثال؛ بدلاً عن سؤاله عن سبب عدم إخبارك أبداً بأنه سيتأخر (من الواضح أنه لن يخبرك السبب الحقيقي وهو جعلك تنتظره ليستمتع بهذه السلطة التي يمارسها عليك)، اطلب منه بوضوح أن يخبرك في المرة القادمة إذا أراد أن يتأخر، ولاحظ ما يحدث، فالحقائق ستتحدث عن نفسها، وستعرف ما الذي تتوقعه وطبيعة هذا الشخص الذي تتعامل معه.

المتلاعب النرجسي دائماً ما يجد كبش فداء:

يتميز الشخص المصاب بالنرجسية المرضية بشخصيته التصادمية جداً، فهو لا يستجوب نفسه أبداً، ودائماً ما يبحث عن “كبش فداء” ليلقي باللوم عليه؛ كالزوجة أو الأطفال، أو المرؤوس، فعندما يفشل أو يواجه عقبة ما يسارع على الفور إلى صب غضبه  وإحباطه على من حوله؛ الذين عادةً ما يلومهم على “خطأ” تافه ويجعل منه السبب في فشل كل شيء. على سبيل المثال؛ عندما يقول لزوجته: “لم أحصل على ترقيتي لأن أختك زارتنا في الوقت الخطأ”. إنه يستغل نرجسيته المرضية لصب غضبه على من حوله، ثم يتظاهر بالاعتذار عن فقدان السيطرة على نفسه، وغالباً ما يطلب الصفح لتمكين تأثيره النفسي في ضحاياه.

سلوك غير مألوف:

يستمتع الشخص المصاب بـ “اضطراب النرجسية” جداً بمضايقة الآخرين، والسيطرة عليهم. وبمجرد شعوره بالهزيمة أو الإهانة، فإنه يلجأ إلى أساليب متطرفة (لا تلجأ إليها الغالبية العظمى من الناس في المواقف ذاتها)؛ مثل إذلال طفل أو زوج في الأماكن العامة، وتخريب عمل زميل، والتشهير بشدة برئيسه في العمل، واللجوء إلى العنف الجسدي.

المحتوى محمي !!