كيف يمكننا استيعاب العلاقة العلاجية بشكل أفضل؟

العلاقة العلاجية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ينسج كل معالج طريقته لبناء علاقة علاجية مع مريضه تتماشى مع حالته سواء كان هذا من خلال اعتماد صمت المحلل أو استجواب المريض مباشرة حول العناصر الرئيسية. لكن عموماً من الصعب فهم التفاعلات بين المعالج والمريض. للإجابة عن هذا التساؤل قابلنا المعالج النفسي سيرج جينجر والمحلل النفسي باسكال جوكتور مونروزيي لمساعدتك على فك رموز العلاقة العلاجية وعمومياتها.

أيمكن للمعالج أن “يهاجم” وينتقد؟

يرى سيرج جينجر أن الاستفزاز الخفي والدافئ يمكن أن يكون حافزاً فكل شيء يتعلق بالدرجة والفرصة. كما أنه ليس من الغريب أن يضع المعالج حالة مريضه كأولوية ولكن عادةً يحدث هذا لاحقاً لا سيما عندما يتم إنشاء “تحالف علاجي” بين المعالج والمريض، وهذا من المرجح أن يستغرق عدة جلسات.

هل هو نهج شائع أن يسير المعالج في اتجاه مريضه؟

سيرج جينجر: يمكن لمعالج الغشطالت مشاركة مشاعره مع مريضه لا سيما إذا شعر أن هذا سيساعده على إدراك طريقة “عمله” أو توضيحها من خلال ما يحدث “هنا والآن” كجزء من الدورة.

يمكن أن يسير المعالج “في اتجاه المريض” تماماً كما يمكنه، على العكس من ذلك، مشاركة وجهة نظر مختلفة؛ بل وحتى متعارضة (دون فرضها أو حتى اقتراحها ولكن ببساطة للتأكيد على “الأقطاب” الأخرى الممكنة).

لذلك فهو ليس في موقف “القبول غير المشروط” مثل معالج “روجيري” الذي يتبنى علاجاً “يتركز حول الشخص”.

ما المسافة التي يجب احترامها بين المعالج ومريضه؟

سيرج جينجر: عادةً ما يحترم التحليل النفسي أو العلاج النفسي المستوحى من التحليل النفسي المسافة بين المريض والمحلل. هذا الأخير يتحدث قليلاً ويمتنع عن أي رأي “الحياد الإيجابي” كما يتحكم في عواطفه “التحويل المضاد” ولا يكشف شيئاً عن حياته الشخصية.

علاوة على ذلك، فمن المفترض أن يتركز معظم العلاج على نفسية المريض داخلياً (في اللاوعي للمريض نفسه) وعلاقته بنفسه خارج الواقع الاجتماعي الحالي “التحويل”.

من جهة أخرى؛ إذا كنت تريد علاجاً عميقاً حيث يكون المعالج منخرطاً أكثر فيمكنك الاختيار بين العديد من العلاجات “الإنسانية” أو “الوجودية” مثل تحليل المعاملات أو التحليل التفاعلي وعلاج الغشطالت والعلاجات النفسية الجسدية وما إلى ذلك. أما إذا كنت تبحث عن النصيحة والشرح فقد يكون النهج السلوكي المعرفي أكثر ملاءمةً.

لمَ الصمت مهم في التحليل النفسي؟

باسكال جوكتور مونروزيي: هناك تيارات تحليلية نفسية مختلفة تؤدي إلى طرق مغايرة بحسب كل محلل، سواء فيما يتعلق بالتحليل النفسي بالمعنى الدقيق للكلمة أو العلاج النفسي التحليلي.

يهدف صمت المحلل الذي يمارَس بشكل أو بآخر إلى السماح للمريض بربط الذكريات بحرية وبالتالي السماح للعواطف المرتبطة بأكثر ذكريات الطفولة إيلاماً بالعودة.

لذلك من الضروري اعتبار العلاقة نوعاً من الاندفاع نحو حرية التعبير والتغلب على الموانع لنقل جميع الارتباطات والحالات العاطفية (في هذه الحالة غضبك) من أجل “إلغاء تجميد” العلاقة بين المعالج والمريض. وفي هذه الحالة يمكن طرح الأسئلة التي يريد المعالج معرفتها واستخدم جلساته وعلاجه الخاص بك.

كيف يحافظ المعالج على الحياد والموضوعية أثناء العلاج؟

سيرج جينجر: هذا هو “قلب” عملية العلاج والسبب وراء مطالبتنا بعلاج نفسي شخصي سابق لفترة طويلة (ليرى المعالج بوضوح مشاكل المريض الخاصة وفي حدود إمكانياته) مع “الإشراف” المستمر (أنه يحافظ على المسافة اللازمة). إنها في الواقع وظيفة مثيرة ولكنها صعبة وتتطلب أسلوب حياة دقيقاً.

المحتوى محمي !!