6 أصدقاء عليك الحذر منهم!

أصدقاء عليك الحذر منهم
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أنت تثق بهم وتقضي الوقت معهم. كما أنك تحبهم وهذا طبيعي لأنهم أصدقاؤك. ومع ذلك فإن وجود بعضهم من حولك لا يكون دائماً مفيداً أو مثمراً. إليك “6 أصدقاء عليك الحذر منهم”.

1. المحب لذاته

يخبرك عن إجازته الأخيرة وصراعاته وهمومه في العمل وتقلبات علاقته بشريكه، وأيضاً أحلامه ومخاوفه ومشاريعه؛ كل ذلك في ثقة وخصوصية تامة. هذا ما يفعله الأصدقاء ويجعل الصداقة ذات قيمة عالية. لكن تكمن المشكلة في توزيع أوقات التحدث والاستماع.

عموماً عندما يتحدث إليك تستمع إليه وكلك آذان مصغية. وعندما يحين دورك يؤدي انشغاله بمكالمة هاتفية أو حالة طوارئ إلى تقليص وقت التحدث بشكل كبير. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإنه يستمع إليك ولكنه يقاطعك بسرد تجاربه الشخصية، أو يخاطبك بانتظام من خلال تعبيرات الوجه لإعلامك بأنه يتابعك دون أن يتورط فعلاً في تبادل الأفكار أو التحاور معك. إن استماعه سطحي ولا يُبدي أي اهتمام بما تقوله. وفي بعض الأحيان يجد صعوبة في إخفاء نفاد صبره.

سلبياته: تستدعي نرجسيته أن يكون محاطاً بجمهور وحضور يقظ وأشخاص “مخلصين” متفانين ويحسنون الاستماع. وفي الحقيقة فأنت الذي يؤدي هذا الدور. احتياجات الأنا تجعل من الصعب أو حتى المستحيل الحصول على علاقة متوازنة بينكما. أنت صديقه لكنه لم يثبت لك ذلك بعد.

نصيحة: انتبه للأوقات التي ينهي فيها المحادثة فجأة، لا سيما بعد أن أخذ وقتاً طويلاً للتحدث عن نفسه، وكذلك الأوقات التي تَجده فيها مشتتاً ونفد صبره وغير منتبه ومتفاعل معك. سيساعدك هذا على التحقق من شعورك المحبط ويعطيك الشرعية اللازمة في اليوم الذي سترغَب فيه بمناقشة الموضوع معه.

2. غير المتعاطف

أنت تقدر صراحته ونظرته الحادة وأهمية انتقاداته؛ لكنك تقول في نفسك بانتظام أنه كان بإمكانه أن يكون ألطف من ذلك ويترك لك بعض المساحة عند التحاور معه. بحجة تقديم خدمة لك يؤكد على آرائه ويقدم النصائح، وغالباً ما يرتكب أخطاء فادحة تحرجك وتثير سخريته منك.

إن الشخص الذي يفتقر إلى التعاطف هو الصديق المستعجل ومُشتت الانتباه، دائماً ما يكون تائهاً بين موعدين ويتأسف لأنه لم يستطيع الاستماع إليك عندما تتحدث معه عما يخالج نفسك، ولا يشعر بحزنك ويسمع مشاكلك وهمومك، فضلاً عن أنه عليك أن تتفهم أنه كان متعباً ومجهداً ومريضاً. باختصار؛ لديه دائماً عذر لعدم قرائته الرسائل أو غيابه عنك وأنت في أمسّ الحاجة إليه.

سلبياته: إنه شخصية تتمحور حول حب الذات. وعلى العكس من ذلك؛ يحتاج المرء إلى أن يشعر بأنه موجود في نظر الآخر لإضفاء مضمون لوجوده من خلال الحديث عن تفاصيل أحواله حتى ولو كانت بسيطة. في المقابل يمكن أن تكون هذه الأنانية نقية وبسيطة، لأن التركيز الشديد على الذات وحياة المرء والاهتمام بالآخرين أمر صعب للغاية.

النصيحة: قدر ذاتك وامنح مشاعرك القيمة التي تستحق. إذا شعرت بخيبة أمل أو تأذيت، فلا داعي للصمت أو التظاهر بأنك على ما يرام. إن التعبير عن المشاعر، خاصة عندما تكون سلبية، هو أحد شروط العلاقة الأصيلة وأيضاً وسيلة لجعل الآخر يتطور. حياتك تستحق نفس القدر من الاهتمام مثل حياته تماماً.

3. الحاسد

لا شيء يعجبه، مزعج بشكل صريح ولكن ملاحظاته الصغيرة حادة ولطيفة نوعاً ما. إنه يطرح أسئلة في شكل تلميحات سلبية (غالباً ما يأخذ الحاسد شكل العدواني السلبي)، أو يكون حماسه تجاه أمر ما معتدلاً (وكأنه مجبر على ذلك)، بالإضافة إلى أنه لا يبدي فرحته بنجاحاتك التي يمر عليها مرور الكرام أو يحاول التقليل من شأنها (استحضار حظك على سبيل المثال بدلاً عن الثناء على موهبتك) أو التقليل من قيمتك من خلال دعابة ما.

من ناحية أخرى؛ يكون حاضراً بقوة عندما لا تكون بخير. وهذا ما يجعله يثبت لك أنه صديق جيد وأن لك الأولوية، كحجة دامغة على أنه صديق حميم وبالتالي صريح معك. يُهيمك بأن كل ما هو خاطئ من حولك سيكون أفضل. قد يأخذ الحاسد شكل المنافس فهو قادر على أن يظهر لك أنه أفضل منك إلى حد ما.

سلبياته: تكون المنافسة معه في جميع الأحوال حتى لو لم تكن على علم بذلك. بمرور الوقت وبغير وعي، ستقلل من شان نجاحاتك وتشعر بالذنب تجاه الهدايا التي ترسلها لك الحياة، وتظهر كرماً معه أكثر على الرغم من سوء نيته معك.

النصيحة: استمع إلى مشاعرك وانطباعاتك. لأننا نعلم في أعماقنا متى تتفوق المودة والكرم على الحاسد؛ نحن ندرك لا محالة طباع الشخص الغيور. إذا كانوا في يوم من الأيام ضمن أصدقاءنا فربما يرجع ذلك إلى أنهم بمثابة فرد من عائلتنا. الأمر متروك للجميع لإعادة قراءة طبَاعه وفك ألغاز تصرفاته من أجل فهم أسس علاقتك معه حالياً.

4. مفرط الحساسية

ستنتبه إلى مشاعره وتعتذر منه كثيراً وتتَجنبه دائماً. إنه أمر طبيعي لأنه شديد الحساسية. غالباً ما يكون لديك شعور بعدم القيام بما يكفي أو أنك تفعل الكثير.

إن توبيخه، سواء كان ذلك أمامه أم في غيابه يجعلك تشعر بالذنب وغالباً ما يجعلك تسائل نفسك. علاوة على ذلك؛ دائماً ما يشتكي من الحياة والآخرين وقلة الحظ وماضيه المتعثر وهمومه، وهذا يجعلك تبتلع رغباتك في تعديل تصرفاته.

سلبياته: التلاعب السلبي العدواني. مثل الطفل؛ يتلاعب ويستغل حساسيته المفرطة للحصول على ما يريد (الانتباه، الاهتمام، المودة والامتيازات) دون أن يسأل نفسه. إنه الصديق “الهش” أو صاحب “المزاج السيئ” الذي نصبر عليه كثيراً حتى ينتهي بنا الأمر إلى لوم أنفسنا تماماً.

النصيحة: ضع حدوداً لهذه العلاقة! كما هو الحال مع الأطفال، وذلك من خلال التوقف عن لوم نفسك والشعور بأنك ملزم بأن تكون “لطيفاً ومتفهماً” طوال الوقت. تجرأ على قول لا؛ فكر أكثر في راحتك واهتماماتك. سيكون من الضروري في مثل هذه الحالة أن نسألك من أدى دور الضحية الطاغية في تاريخ عائلتك.

5. الإيجابي للغاية

معه كل شيء يسير على ما يرام. إنه دائماً في مزاج جيد ولديه حياة زوجية وأطفال رائعون ووظيفة جيدة. لم تره من قبل يعاني من الاكتئاب أو التوتر أو الشك. يقدم عن نفسه صورة جيدة أمام الآخرين، وهذا ما يجعله بسيطاً ومشرقاً وجذاباً.

تكمن المشكلة في أن جميع عيوب حياتك تظهر بالمقارنة مع حياته إلى درجة أنك تنتقد نفسك وحياتك وتنظر إليهما نظرة مهينة، لا سيما وأنك لم تسمعه أبداً يذكر أي مشكلة أو فشل أو حادث مؤسف تعرض له. ومع ذلك فهو لا يريد أن يسمع شيئاً عن الجانب المظلم لحياتك وحياة الآخرين، فهو يريد فقط أن يسمع الجانب المشرق.

سلبياته: يعتقد أنه يستطيع كبح معاناته ومخاوفه من خلال إعطاء نفسه صورة إيجابية للغاية عن حياته، رافضاً أن يعكر صفوها بمشاكل ومخاوف الآخرين. يصعب في هذه الحالة إقامة علاقة حميمة وأصيلة معه.

النصيحة: ضع في اعتبارك أن حياته الخالية من المشاكل لا تتعلق بك بالتحديد. بالإضافة إلى ذلك فمن الضروري عدم التردد عليه في أوقات الأزمات الشخصية. وضع بينك وبينه مسافة آمنة واجعل التواصل بينكما عن بعد، خاصة إذا شعرت أنه يستخدم ويتغذى على معاناة أو إخفاقات الآخرين لطمأنة نفسه وتعزيز حياته.

6. القاضي

لديه قيمه ومبادئه الخاصة. إنه أمين وصادق، وهذه الصفات جزء كبير من سبب إعجابك به. يمكنك الاعتماد على وجهة نظره الموضوعية وحياده. إنه يحتفظ بآرائه في النزاعات وغالباً ما يؤدي دور الحكم فيها. المشكلة هي أن عاطفته ودعمه بعيدان كل البعد عن أن يكونا مشروطَين.

في الأوقات التي يجب أن تسود فيها الرحمة والراحة وعلامات المودة والحنان، فإنه يشرح الموقف ويقيم مسؤوليات الجميع ويصدر حكمه. على سبيل المثال: من الواضح أن المسؤوليات يجب أن تكون مشتركة إذا كنتما زوجين؛ لكن لا داعي لتذكيرك بأن تقدم المساندة عندما يعاني أحدكما من مشكلة ما.

القاضي لا يتوانى عن إبراز العيوب وأوجه القصور والثغرات والأخطاء. نظراً لأن صرامته واستقامته لا جدال فيهما، إضافةً لندماج حياده العاطفي مع حسن التصرف، ينتهي بك الأمر إلى شكره على وضوحه واهتمامه.

سلبياته: تُظهر هذه الشخصية عدم التسامح والتصلب، وكأنهما صفتان لا غنى عنهما، بالإضافة إلى غياب الكرم والود. يحب “القضاة” السيطرة على الآخرين دون أن يُظهروا أنهم يفعلون ذلك، فهم يقوضون الثقة واحترام الذات ويعززون الشعور بالذنب والعار.

النصيحة: ضع في اعتبارك أن الصديق ليس مسؤولاً عن الضمير وأن الكرم والعطاء هما أساس الصداقة الحقيقية. يمكنك أيضاً أن تسأل نفسك عن أسباب موافقتك على سلطته (بمن يذكرك في عائلتك أو ماضيك؟). قد يكون الوقت قد حان أيضاً لإدراك أنك كبرت بما يكفي لرفض التوبيخ.

المحتوى محمي !!