ربّما تعاملت من قبل مع شريك أو قريب أو صديق يقطع في بعض الأحيان أيّ نوع من أنواع التواصل معك، ثم يترك الصمت يسيطر على العلاقة. ونظراً إلى أن هذا الصمت قد يكون رد فعل على نزاع أو محاولة ابتعاد، أو استجابة لموقف شخصي، فإنه يحول دون التفاهم المتبادل، وقد يضر بالروابط التي تجمع الطرفين. ولكن هل من الممكن أن يعبّر الصمت عن رسالة موجهة إلى الطرف الآخر؟
محتويات المقال
لسنا مطالبين بتخمين أفكار الآخرين ومشاعرهم. وفي انتظار تطوير هذه القدرة على قراءة الأفكار، من الممكن أن نحدد التفسيرات الممكنة الكامنة وراء سلوك الصمت والتصرف وفقاً لها.
9 عبارات تفسر صمت من نحب
تقول المعالجة النفسية سارة كوبوريك (Sara Kuburic) في منشور لها على إنستغرام: "لسنا مسؤولين عن تخمين الأفكار وقراءة ما بين السطور، ولكننا بحاجة إلى إدراك أن الصمت غالباً ما يكون محاولة لإيصال رسالة ما". عندما يلجأ أحباؤنا إلى الصمت فإنهم يتيحون لنا أحياناً الفرصة لمعرفة حقيقة معاناتهم وما يمرّون به. وقد نمارس نحن هذا الصمت أحياناً. ودون أن نعي ذلك، قد يكون قطع التواصل مع الآخرين إشارة تحذّرنا من مشكلة شخصية نعانيها.
تحدد المعالجة سارة كوبوريك في منشورها عبارات قد تعكس دلالات هذا الصمت:
- لا أريد أن أتحدث إليك.
- لا أدري ما أقول.
- أحتاج إلى الاختلاء بنفسي.
- أنا غير مهتم.
- أنا خائف من إظهار ضعفي.
- لا أريد أن أدخل في نزاع.
- ليست لدي مساحة ذهنية أو عاطفية كافية للحديث الآن.
- لا أستطيع منحك ما تتوقعه.
- لقد قلت كل ما لديّ.
كيف يمكن أن يضر الصمت بعلاقاتنا؟
يمكن أن نعطي تفسيرات لصمت الأشخاص المقرّبين منّا، الذين فضّلوا قطع عملية التواصل، لكن ليس هناك تفسير أفضل من التوضيحات التي يمكن أن يقدموها لنا بأنفسهم. فعلى الرغم من أن الصمت قد يكون وسيلة لإعلان التحفظ أو الرغبة في إنهاء العلاقة أو التعبير عن عدم الاكتراث، فإنه قد يكون أيضاً سلوكاً ساماً. هذا السلوك هو ما نسميه "المعاملة الصامتة". يشير هذا المصطلح إلى فعل الانسحاب الواعي من الحوار، وعدم السعي إلى تحقيق التقدم في عملية التواصل. وبصرف النظر عن الدافع الذي يقف وراء هذا السلوك، فإن انعكاساته على الشخص المستهدف قد تكون مؤلمة.
توضح المختصة النفسية كريستين دايفن (Kristin Davin) هذه الانعكاسات في مقال لها على موقع تشوزينغ ثيرابي (Choosing Therapy): "الشخص الذي يتعرض إلى المعاملة الصامتة يشعر بأنه غير مرئي، وكأنه غير مهم ولا قيمة له، إن المعاملة الصامتة نوع من أنواع التواصل السلبي والسيطرة، ليس هناك أيّ جانب ممتع في التعرض إلى هذا السلوك المنحرف".
لذا؛ عندما يصبح الصمت أداة للتلاعب بالآخرين والسيطرة على المحادثات، على نحو دائم أو متكرر، أو كليهما، وعندما يصبح مصدر توتر للآخر، أو يقوّض تقديره لذاته، أو يجبره على المصالحة أو الاعتذار، فإنه يصبح سلوكاً مسيئاً.